كشف عدد من منتجي زيت الزيتون وأصحاب المعاصر، أن السبب وراء غلاء مادة زيت الزيتون يعود إلى عدة عوامل، أهمها طبيعية تتمثل في الحرائق التي سجلت في صائفة عام 2013، إلى جانب بعض الأمراض التي مست شجرة الزيتون، ناهيك عن نقص اليد العاملة، مما تسبب في قفز سعر اللتر الواحد إلى حدود 700 دينار.. تعد مادة زيت الزيتون ضرورية في كل منزل أو على الأقل هذا ما خلصت إليه “المساء” إثر زيارتها للصالون الوطني للزيتون وزيت الزيتون الذي احتضنته بلدية بني عمران بولاية بومرداس، حيث أكد العديد من المواطنين أن زيارتهم للصالون جاءت بغية التزود بمادة زيت الزيتون التي أضحت نادرة. كما أن اقتناءها من عند المنتجين أنفسهم يعتبر ضروريا على الأقل للتأكد من جودة المنتوج، وهو ما أقرته مواطنة قصدت الصالون للتزود على حد تعبيرها- بمادة زيت الزيتون، كونها غذاء ودواء؛ “ما شجعني على الإقبال على هذا المعرض هو التأكد من إمكانية تذوق أنواع زيت الزيتون، ثم اقتناء أي نوع أشاء”. بالنسبة للأسعار، تؤكد المواطنة أنها مرتفعة، إذ تقول: “إذا كان السعر المطبق في المعرض هو نفسه خارجه، بل هناك من يبيع اللتر الواحد ب700 دينار، فإنني أتساءل؛ ما الغرض من إقامة المعرض، إعتقدت أن الأسعار ستكون أقل مقارنة بالأسواق الشعبية”. وفي نفس السياق، يذكر السيد اعمر بن عمروش صاحب معصرة بمنطقة غومراسة ببلدية يسر، أن نقص اليد العاملة في جني الزيتون أثر كثيرا على عمليات الجني التي باتت اليوم تستغرق قرابة 3 أشهر كاملة، مما يؤثر على وفرة المنتوج في السوق المحلية، فضلا عن اعتماد الطرق التقليدية في جني محصول الزيتون، حيث مايزال العديد من المزارعين -حسبه- يستعملون القصب الطويل و«الهراوات” لإسقاط الزيتون من الأغصان، وهو ما يسبب إتلاف الكثير منها. من جهته، يرجع غماويتي سحنون فلاح عامل في جني وتسويق الزيتون وزيته، أن سبب غلاء زيت الزيتون تحديدا مرده كثرة الأمراض التي تصيب شجرة الزيتون “في ظل غياب الأدوية المبيدة لها تماما، وبدورنا رفعنا نداءات متكررة للجهات المعنية لدعم منتجي الزيتون وزيته بغية التخلص من هذه الأمراض التي تنخر الأشجار، فيما نبقى كفلاحين عاجزين تماما عن مكافحتها”، يقول المتحدث. من جهته، اعتبر السيد أحمد كبير صاحب معصرة لإنتاج زيت الزيتون بقدارة، الذي أمضى أكثر من 40 سنة في هذا المجال، أن هناك حكمة في إنتاج زيت الزيتون تخفى على الكثيرين، فبحكم السنوات الطويلة التي قضاها في عمله هذا، يؤكد محدثنا أن وفرة زيت الزيتون من عدمه تكون مرة كل سنتين، يعني أن بعد عام سخي من وفرة المنتوج، فإن العام الذي يليه سيكون شحيحا على منتجي الزيتون، مما يعني شحه أيضا على مستوى السوق، يقول: “أثبتت لي التجربة أنه كلما كان المحصول وافرا، فإن في العام الذي سيليه سيكون محصوله ضعيفا، ولما كان خلال الموسم المنصرم وفيرا، فإنه ضعيف في هذا العام من حيث الوفرة”. ويضيف: “ظهر لي ذلك خلال الربيع المنصرم وبالضبط في شهري أفريل وماي عند هطول الأمطار وتسببها في سقوط الأزهار المثمرة لحبات الزيتون، ثم تبعها موسم صيفي حار تسبب هو الآخر في أضرار لثمار الزيتون، كلها دلائل على أن المنتوج هذا الموسم سيكون ضعيفا وهو بالضبط ما نلمسه اليوم”. الجدير بالذكر أن الصالون الوطني للزيتون وزيته شهد مشاركة أكثر من 35 عارضا من عدة ولايات منها؛ البويرة، تيزي وزو، بجاية، الشلف وغيرها، وعمد العارضون إلى تذويق المواطنين مادة زيت الزيتون الخاصة بكل منتج، وهي الطريقة التي بفضلها نجحوا في تسويق كميات منها وصفها أغلب المنتجين من أصحاب المعاصر بالمادة “المقدسة”، ولا بد من احترامها بعرضها في قوارير لائقة تحفظ ذوقها الطبيعي من جهة، وتلائم بركة شجرتها، فلا تباع على قارعة الطريق..