أحيا منتدى الذاكرة المنظم بالتنسيق بين مشعل الشهيد، وجريدة المجاهد الذكرى ال40 لوفاة الفقيد أحمد مدغري، المدعو "سي حسين"، حيث أبرز الوزير السابق ورئيس جمعية قدامى مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة (مالغ)، السيد دحو ولد قابلية، صفات الفقيد المعروف عنه عناده وحبه الشديد للوطن قائلا إن "مدغري كان له بعدان الأول سياسي محنّك والثاني مسير إداري محبّ لعمله، إلى درجة أنه رفض تغيير منصبه كوزير للداخلية، وكان في كل مرة يحتدم فيه الصراع مع كبار المسؤولين يقدم استقالته". رفقاء الفقيد على غرار رئيس الحكومة السابق بلعيد عبد السلام، ووزيري الداخلية السابقين دحو ولد قابلية ويزيد زرهوني، سلطوا الضوء أمس، على خصال ومواقف الفقيد أحمد مدغري، أمام طلبة المدرسة العليا للإدارة الذين شاركوا في اللقاء المنظم بمناسبة الذكرى ال 60 لاندلاع الثورة التحريرية، وبهذه المناسبة عرج دحو ولد قابلية، على حياة الفقيد المولود بتاريخ 1934 بولاية سعيدة، التي زاول فيها دراسته إلى غاية مرحلة الثانوية، لينتقل إلى معسكر سنة 1950، حيث تحصل على شهادة البكالوريا. ونظرا لكون والده كان مسؤول حزب البيان بولاية سعيدة، فقد تشبع الفقيد بالروح الوطنية ليكون ممثل طلبة ثانويته لدى رفقاء السلاح ويتصل مباشرة بالشهيد العربي بن مهيدي، وفي 1953 انتقل مدغري إلى جامعة الجزائرالتي تخرج منها بشهادة ليسانس في علوم الرياضيات، ليلتحق بصفوف الثوار مباشرة بعد إضراب الطلبة يوم 19 ماي 1956. وتحدث ولد قابلية، عن تقلد الفقيد رتبة ملازم ثان بمجموعة العقيدين لطفي وفراش بالولاية الخامسة، ليعين بعد ذلك رائدا بعد وقف القتال شهر أفريل 1962، وبعد الاستقلال مباشرة عين مدغري، واليا على تلمسان بين جويلية وأكتوبر 1962، وهي المدة التي سمحت له بالاطلاع على العمل الإداري والعجز الذي كانت تعاني منه الإدارة الجزائرية. وأضاف ولد قابلية، أنه بعد تعيينه وزيرا للداخلية، اهتم مباشرة بهذا المجال للرفع من كفاءات الإطارات، وخلال هذه الفترة عرف الفقيد "بشخصيته القوية، فكان لا يتحمّل المضايقات، غيورا على صلاحياته الوزارية، وعنيدا ما جعله يدخل في عدة مناوشات مع الرئيس الأسبق الفقيد أحمد بن بلة، خاصة عندما شرع في تعيين الولاة". وأشار ولد قابلية، في حديثه إلى أن الرئيس الأسبق كان يفضّل تعيين أعضاء اللجنة المركزية واللجنة الخاصة في مناصب الولاة خلافا لمدغري، الذي اقترح أسماء شباب متخرجين من مدرسة جيش التحرير الوطني. وبعد أن أعلن الرئيس السابق بن بلة، سنة 1964، يضيف ولد قابلية مجموعة من التعديلات في الطاقم الحكومي تقلصت صلاحيات مدغري كوزير للداخلية، خاصة فيما يتعلق بمديرية الأمن والاتصالات والإصلاح الإداري، فقدم الفقيد استقالته لرئيس الحكومة في تلك الفترة، ورغم محاولات الفقيد بشير بومعزة، لحل الخلاف بين الرجلين واقتراح حقيبته الوزارية الخاصة بالتربية على مدغري، رفض هذا الأخير الأمر قائلا "أبقى في الداخلية أو أنسحب". وبعد 19 جوان 1965، عاد مدغري إلى منصبه كوزير للداخلية غير أنه تعارض مع الرئيس الراحل هوراي بومدين، بخصوص الثورة الزراعية، وظهرت عدة خلافات في وجهات النظر بين الرجلين يضيف ولد قابلية وقد تدخل بلعيد عبد السلام، لتقريب الرؤى غير أنه فشل حسب شهادته مضيفا أن الرئيس الراحل هواري بومدين، بكى بحرقة عند سماع خبر انتحار مدغري شهر ديمسبر 1974. من جهته تحدث المدير العام للأرشيف عبد المجيد شيخي، عن العجز الذي كانت تعاني منه كل الإدارات عشية الاستقلال قائلا إن "الثورة كوّنت إطارات في عدة مجالات ما عدا الإدارة التي شرع في الاهتمام بها بعد الاستقلال". ويعتبر مدغري بحق يضيف شيخي "أب" الإدارة الجزائر من منطلق أنه صاحب فكرة إنشاء المدرسة العليا للإدارة، والمدرسة العليا للإطارات التي لم تر النور رغم إطلاق مسابقات فاز فيها 24 طالبا من بينهم الوزير الأول عبد المالك سلال.