دخلت النقاشات المتعلقة بانشغالات الشباب مرحلة دقيقة من التحليل والتفصيل، وهو ما تؤكده الندوات الجهوية التي شرع في تنظيمها بداية من ولايات الوسط التي اجتمع أمس، إطاراتها الشبانية لبحث أبرز التوصيات التي خرجت بها الندوة الوطنية الأولى للشباب المنعقدة نهاية سبتمبر الماضي، وخلال اللقاء شدد وزير القطاع السيد عبد القادر خمري، على ضرورة تعميق النقاش حول قضايا الشباب، وصياغة مقترحات ملموسة تتلاءم ومخطط عمل الوزارة التي استفادت أخيرا من هيكل تنظيمي تمت الموافقة عليه من قبل رئيس الجمهورية، والوزير الأول، وتم التوقيع عليه قبل يومين في انتظار صدروه قريبا في الجريدة الرسمية. وأوضح وزير الشباب، الذي أشرف أمس، على افتتاح أشغال الندوة الجهوية للوسط لإطارات الشباب بزرالدة، أن التوصل إلى حل انشغالات شبابنا لن يكون إلا من خلال تعميق النقاش والحوار، والتواصل المستمر الذي اعتبره خطوة للتوصل إلى حل انشغالات الشباب وبعث القطاع بقوة، وكذا تجنيد كل قطاعاته وإطاراته خدمة للجزائر بالمعنى الأساسي، وأضاف خمري، أن الوزارة ومنذ إنشائها تعتمد على منطق التواصل والحوار من خلال ندوات لها أهداف استراتيجية. وأكد الوزير على ضرورة تعميق العمل الديمقراطي الشباني، وزرع بذور الأمان والاطمئنان وسط هذه الشريحة الهامة من المجتمع التي يجب أن تكون في الصفوف الأمامية لبناء الأمة وصونها من التهديدات التي تترصدها، مطالبا بتفعيل قدرات إطارات الشباب حتى يكون القطاع في الطليعة، وتحسين الظروف الخاصة للشباب والجزائر ككل، وفي السياق أشار الوزير إلى الاتفاق المتوصل إليه مع الوظيف العمومي لحل مشكل إطارات الشباب، واستفادتهم من الترقيات كباقي الإطارات الوزارية. وشدد الوزير على ضرورة أن تخوض دور الشباب غمار السياسة البنّاءة والرامية إلى تحصين البلاد وضمان استقرارها، مشيرا إلى أن الشباب الجزائري يتمتع بالذكاء والقدرة والإمكانيات التي تؤهله لتحسين مستوى البلاد. مضيفا أن الوزارة لن تكتفي بأدائها التقني بل ستتعداه إلى معالجة قضايا مصيرية مرتبطة أساسا بسلامة وأمن الجزائر، الأمر الذي يتطلب منّا -يقول خمري- الرفع من درجة الوعي واليقظة المستمرة بالاضافة إلى رفع تحديات أخرى لما بعد البترول من خلال التركيز على الفلاحة والسياحة. وتندرج الندوة الجهوية للوسط لإطارات الشباب في إطار سلسلة اللقاءات التي شرعت في تنظيمها وزارة الشباب والتي ستستمر إلى غاية نهاية العام الجاري، وتهدف اللقاءات إلى تعميم وتبليغ أهم التوصيات التي خرجت بها الندوة الوطنية الأولى لإطارات الشباب التي انعقدت يومي 28 و29 سبتمبر الفارط، والتي انبثقت عنها لجنة متابعة خاصة مقرها بوزارة الشباب، ومكلفة بالمتابعة والتقييم وتخليص وكذا تجسيد التوصيات عمليا في الميدان عن طريق مقترحات لمشاريع خاصة بقطاع الشباب طبقا للتوصيات الصادرة عن الندوة الوطنية الأولى لإطارات الشباب. وسيكون اللقاء متبوعا بلقاءات جهوية مماثلة بوهران، بالنسبة لولايات الغرب، ثم قسنطينة بالنسبة للجهة الشرقية ولقاءين مماثلين بالجنوب الشرقي والجنوب الغربي للوطن، على أن تقدم اللقاءات حصيلة نقاشاتها التي تكون في شكل أربع ورشات متخصصة في التكوين والتاطير وتنويع النشاطات، وترفع إلى اللجنة الوطنية لمتابعة أشغال وتوصيات الندوة الوطنية الأولى لإطارات الشباب، كما ستنظم الوزارة لقاءات أخرى متخصصة في قضايا محددة.