عماد فوضيل ابن جوهرة الغرب الجزائريتلمسان، نجم من نجوم أغنية الحوزي، ذلك التراث الموسيقي المنحدر من عمق التاريخ الجزائري، أسعد الكثير من العائلات الوهرانية بإحياء أعراسها، وصنع الفرحة فيها، استجاب لدعوة "المساء" لإجراء حوار معها، والحديث عن الطرب الأندلسي، هموم الفنان وأمور أخرى. متى كانت انطلاقة عماد فوضيل؟ أخذت مبادئ الأندلسي والحوزي من الجمعية الموسيقية للطرب الأندلسي "المنصورة" التي يرأسها الشيخ محمد فؤاد امراح الذي تتلمذت على يديه، وتدرجت إلى أن أصبحت أشارك في الفعاليات الموسيقية برفقة الفرقة الموسيقية لجمعية "المنصورة"، ثم تخرجت وانطلقت في الغناء الفردي، حيث شاركت في العديد من المهرجانات، على غرار الربيع الموسيقي في الجزائر العاصمة، ومهرجان الموسيقي الكلاسيكية في تلمسان، والمالوف في قسنطينة، وحاليا أغني مرفوقا بفرقة أهل الأندلس الموسيقية. الفنان يحمّل الجهات الوصية مسؤولية تدهور الموسيقي، في حين أن لديه يد في هذا الواقع، فما دوركم كفنانين في خدمة ثقافتكم؟ نعم، الفنان يتحمل جانبا من المسؤولية عندما توفر له جميع الإمكانيات اللازمة، وعندها يمكن محاسبته. هل سيغير القانون الأساسي للفنان من وضعية الفنان المادية ويدفعه إلى الارتقاء بالمستوى الثقافي في بلادنا؟ نوعا ما، لكن مانزال نحتاج إلى حقوق أخرى، فقبل صدور هذا القانون كان الفنان بدون بطاقة مهنية، ولا دخل قار، ولا تأمين، وهناك عدد كبير من الفنانين المعروفين قدموا حياتهم للفن، لكن في النهاية وجدوا أنفسهم يصارعون المرض بدون تكفل من قبل الجهات الوصية، رحلوا في صمت بعد معاناة مع المرض والفاقة، فالفنان الملتزم الذي يقدم فنا نضيفا لايزال يطالب بالعمل طوال أشهور السنة وليس في المناسبات فقط . لماذا اختار عماد فوضيل الطرب الحوزي؟ ولدت ونشأت في مدينة تلمسان المعروفة بحرص عائلاتها على تلقين أبنائها الموسيقى الأندلسية عن طريق الجمعيات الموسيقية المهتمة بهذا الفن، ومنه ينشأ الطفل على حبه لها. ماذا تقول عن أغنية الحوزي اليوم؟— أغنية الحوزي ما تزال حيّة، فالتراث العريق جمهوره قليل، لكنه لا يموت، حاليا نرى العديد من الجمعيات التي تشرف على تكوين شباب أحب هذا النوع الفني، وطرق بابه لينهل ويتمكن من مبادئه وأسسه، أصوات قوية وعذبة تشهدها الساحة الفنية في نوع الحوزي والأندلسي، وهذا يبشرنا خيرا في زمن إختلط فيه الحابل بالنابل، وطغت عليه موجة الغناء الهابط التي ركبها عدد كبير من الشباب، هدفهم الوحيد الانتشار والكسب السريع، حتى إن كان على حساب الذوق الفني. هل ترى أن هناك تكوينا جادا لشباب أصبح اليوم مولعا بالموسيقى الصاخبة، ويستمع للكلمات غير المهذبة والبعيدة عن تقاليد مجتمعنا وتراثنا؟ نعم، هناك مجهود مبذول من قبل المعاهد والجمعيات المهتمة بالموسيقي للتكوين، لكنها قليلة ولا تلعب دورها في تحفيز الشباب وهواة الموسيقي على الانخراط بها وتلقينهم مبادئ الموسيقي، وهذا لا يعني أن نكون متشائمين، لأن خلال السنوات الأخيرة شهدت بلادنا حركية مميزة بوتيرة لا بأس بها في جميع الألوان الثقافية والفنية. هل من مشروع ألبوم جديد في الأفق؟ في رصيدي ألبوم واحد فقط، صدر في نهاية سنة 2010، تعاونت فيه مع الموزع توفيق بوملاح، يضم أغاني الحوزي، لأن نشاطي ينحصر في أحياء الأعراس، لاسيما أن إنتاج ألبوم ليس بالأمر السهل، ويتطلب لنجاحه الترويج له من قبل دور الإنتاج في بلادنا. لو أراد أحد أبنائك أن يدخل مجال الغناء، هل توافق وتشجعه؟— طبيعي أن يتأثر الأبناء إذا كانوا ينحدرون من عائلة فنية، فابني الأكبر كرم إختار أن يكون ضابط إيقاع، شجعته وأعمل على توجيهه ومساعدته، أفضل أن يترك الوالدان حرية اختيار مستقبل أبنائهم والهوايات التي يمارسونها، ليس في مجال الموسيقي فقط، بل في كل المجالات.