على الشيوخ قبول فكرة إدخال التكنولوجيا في تعلّم الموسيقى الأندلسية حاوره عبد الرحيم مرزوق طالب الأستاذ مقداد ناصر المختص في مادة السولفاج بالمعهد الوطني للموسيقى بالعاصمة ومطرب الشعبي المعروف من الشيوخ افساح المجال للجيل الجديد تعلم الموسيقى الأندلسية بالطرق التكنولوجية عبر دراسة مادة السولفاج ومعرفة مؤثراتها البيداغوجية، معتبرا التطور الذي يشهده المجال الموسيقي عبر العالم هو بفضل التكوين والتخصص الذي تمنحه المعاهد الموسيقية. الأستاذ ناصر مقداد الذي التقته النصر بتلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية هو من مواليد حي القصبة بالعاصمة بدأ حياته الفنية سنة 1973 وبرز في الشعبي، وله اسهامات في مجال الموسيقى وحول هذا الموضوع كان هذا اللقاء. أستاذ ناصر يقال أن هناك مجموعة من الفنانين بتلمسان تعمل على تدوين الأغنية الأندلسية بواسطة السولفاج، فهل من توضيح أكثر؟ -منذ خمس سنوات انطلقت مجموعة من الموسيقيين الشباب في اجراء اختبارات لجمع التوشيات ال 11 المعروفة في الطرب الأندلسي في توشية كبيرة بواسطة السولفاج وهذه تعد خطوة تشجع على تعليم الموسيقى لدى المواهب الشابة بواسطة التقنيات العلمية وتجاوز مرحلة الاعتماد على الموهبة والتعلم سماعيا لأن الموسيقى هي في تطور عبر العالم. وهل ترى أن هذه التجربة تلقى قبولا لدى الشيوخ؟ -لما لا، الأمر ليس صعبا، فنحن ننتهج هذا الأسلوب في المعهد الموسيقي بالعاصمة، زيادة على ذلك أن التوجه الى التعليم يجد صدى بين الشباب، والجمعية التي أنشئت في تلمسان لهذا الغرض مشكلة من مواهب شابة تدرجت في تعلم الموسيقى علميا، ورأت بأن الحفاظ على التراث الموسيقى الأندلسي يتطلب حمايته من خلال ايجاد سبل عصرية لبعثه من جديد في قوالب حديثة. كيف يمكن التمييز بين الايقاعات الثلاث التي يشكلها التراث الأندلسي (المالوف، الغرناطي، والقليعي) في ضوء هذه الاختبارات الجديدة؟ -لايبقى أي اختلاف بين هذه الايقاعات التي سنميزها باللهجات المحلية القسنطيني والعاصمي والوهراني ويبقى القول أن أداء التوشيات في النوطة الموسيقية هو واحد في كل الطبوع الأندلسية. والغناء الشعبي الذي تتميز به العاصمة هل هو الآخر يخضع لهذا الترتيب في البيت الغنائي الأندلسي؟ -بطبيعة الحال، اللون الشعبي هو ابن هذه البيئة، وتتم تأديته بواسطة الشعر الملحون، حيث نلاحظ أن فنان او مطرب اللون الشعبي يقدم القصيدة ميسرة بلغة العامة، بينما قصائد الأندلسي فهي بمستوى آخر، والحوزي الذي يرتبط بالمدارس الثلاثة خرج من تلمسان باعتبار هذه المدينة مهد الفنانين القادمين من الأندليس. مع من تعامل الفنان مقداد ناصر في مسيرته الفنية؟ تعاملت مع الأستاذ عبد القادر شوشان بالمعهد الموسيقي، ويعود له الفضل في اكتسابي لهذه الخبرة في المجال الموسيقي وهناك شيوخ آخرين تعلمت على يدهم مبادئ الموسيقى. هل غنيت مع مطربين كبار في الطابع الأندلسي؟ سجلت أغنية مع الفنان المرحوم محبوباتي، وهي القصبة وأنا وليدها، ولقيت نجاحا كبيرا بالعاصمة وخارج العاصمة على اعتبار أن من يغني مع العملاق محبوباتي هو مؤهل فنيا. كيف ترى كفنان شعبي مستقبل الأغنية الشعبية في الجزائر؟ متفائل جدا، فهناك جيل جديد له كل المؤهلات للتواصل مع جيل الرواد، فقط نؤكد على ضرورة تدعيم وتشجيع هؤلاء المواهب لمواصلة المسيرة الفنية. كم في رصيد الفنان مقداد ناصر؟ -لدي ستة أشرطة، وللعلم أنا لا أؤدي الأغنية الشعبية فقط، بل لدي تجارب عدة في طبوع أخرى، وأحب أن أشير الى أن المستمع الجزائري يتميز بحس موسيقى رفيع وهو يتذوق كل ايقاع أصيل، مما يفرض على الفنان أن يكون ملما بكل أنواع الموسيقى. إنك تغني في الأعراس، لماذا هذا التوجه وهل تلجأون الى هذا لتعويض النقص في مشاركاتكم في المهرجانات والحفلات؟ -لا، بالعكس ناصر مقداد مطلوب في كل المناسبات والتظاهرات والدليل أنني موجود في تلمسان كوجه فني له أسلوبه وطريقته الخاصة في الغناء، أما مسألة الغناء في الأعراس أمر معمول به في كل العالم الفنان هو الذي يحيي أفراح الناس ومحبيه في المناسبات العائلية.