تواصل إيران تحديها للغرب بالرغم من تهديدات دوله بفرض المزيد من العقوبات الدولية عليها إن هي أصرت على استكمال برنامجها النووي ورفضت تعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم. وفي خطوة أخرى في هذا السياق أطلقت طهران أمس، وبنجاح صاروخا محلي الصنع يمكنه حمل قمر اصطناعي للاتصالات يدور حول مدار الأرض. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني أن هذا الصاروخ يمكن له حمل قمر صناعي خفيف حول مدار الأرض على مسافة لا تقل عن 250 كلم من الأرض ولا تزيد عن 500 كلم. ولم يحدد المصدر وزن القمر الصناعي لكنه أوضح أن طول الصاروخ الذي أطلق عليه اسم "سفير" يصل إلى 22 مترا بوزن 26 طنا وبقطر 1.25 متر مما يؤهله ليكون الصاروخ الأكثر تطورا في الترسانة الإيرانية وخاصة إذا علمنا أن صاروخ "شهاب 3 " التي تمت تجربته مؤخرا يصل قطره إلى 1.30 متر وبطول 17 مترا. واكتفى التلفزيون الإيراني ببث صور قدمها على أنها للصاروخ "سفير" وهو في وضعية جاهزة للإطلاق دون أن ينقل الصور الخاصة بعملية الإطلاق. وقال رئيس منظمة الفضاء الإيرانية رضا تقي بور في تصريح للتلفزيون الرسمي الايراني أن "الصاروخ سفير أطلق بنجاح وكل أنظمته ولا سيما أنظمة الاتصال والقيادة هي من صنع إيراني". وأثار إطلاق إيران هذا الصاروخ مخاوف الدول الغربية وإسرائيل التي اعتبرت أن امتلاك طهران لمثل هذه التكنولوجيا النووية التي أهلتها لصنع مثل هذه الأنواع من الصواريخ المتطورة يمكنها من صنع الصواريخ النووية الباليستية وبالتالي امتلاك السلاح النووي. وقال غوردن جوندرو المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تشعر "بقلق" بعد إعلان إيران أطلاقها بنجاح لصاروخ يحمل قمرا اصطناعيا تجريبيا بمبرر ان هذه التكنولوجيا يمكن استخدامها في الصواريخ الباليستية. وأضاف أن قيام الإيرانيين بتطوير وتجربة الصواريخ يثير القلق ويطرح مزيدا من الأسئلة بشأن نواياهم من وراء اكتساب التكنولوجيا النووية. وتسعى الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن ما يعرف بمجموعة الخمسة زائد واحد التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا لفرض سلسلة جديدة من العقوبات الدولية لإرغام طهران على التخلي عن برنامجها النووي الذي اثار أزمة حادة بينها وبين الغرب المشكك في النوايا السلمية الإيرانية من وراء أنشطتها النووية. ونفس المخاوف عبرت عنها إسرائيل التي ترى في إيران العدو الأكبر الذي يهدد تواجدها في المنطقة وبالتالي يجب القضاء عليه حتى وان استلزم ذلك استخدام القوة. ووصف مسؤولون إسرائيليون إطلاق إيران لهذا الصاروخ بأنه حدث بالغ الأهمية ومقلق جدا كما يشكل ارتقاء في قدرات إيران الصاروخية. وأشاروا إلى أن القلق الإسرائيلي والأمريكي نابع بالأساس من أن إطلاق القمر الاصطناعي يكشف أن إيران قفزت قفزة كبيرة في مجال إطلاق الصواريخ وانه في حال تم تحويل هذا الصاروخ إلى صاروخ أرض أرض عابر للقارات فإنه سيكون بإمكان طهران ضرب أي عاصمة أوروبية. وتزامنا مع إطلاق إيران لهذا الصاروخ وصل أمس إلى طهران مساعد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية أولي هينونين لعقد جولة جديدة من المباحثات مع المسؤولين الإيرانيين في سياق تحسين التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال دبلوماسيون بالعاصمة النمساوية فيينا أن أولي هينونين نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمسؤول عن التفتيشات كان قد زار إيران في وقت سابق من الشهر الحالي وطلب من طهران تزويده بمزيد من المعلومات بخصوص أنشطتها النووية المثيرة للجدل. ووصفت طهران زيارة هينونين بالبناءة بالرغم من رفضها تقديم إجابات واضحة على أسئلة الوكالة الذرية بخصوص المزاعم الغربية بامتلاك إيران لبرنامج لصنع السلاح النووي. وجاء إطلاق الصاروخ الإيراني في الوقت الذي اشتدت فيه القبضة بين الغرب وطهران المصرة على مواصلة برنامجها النووي بعد رفضها لعرض التجميد مقابل التجميد الذي تضمن تقديم محفزات اقتصادية لإيران على ان تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وتجميد الغرب للعقوبات الدولية عليها.