شدد الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، من إسطمبول أمس الثلاثاء، بأن إعلان طهران لمبادلة الوقود النووي الذي توصلت إليه إيران مع تركيا والبرازيل الشهر الماضي فرصة لن تتكرر وقال نجاد في مؤتمر صحفي في إسطمبول على هامش مشاركته في قمة “التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا “سيكا”: “إن التهديد بفرض عقوبات على إيران سيفشل كل فرص الحوار، وأن الأمريكيين سيرتكبون خطأ جسيما إذا اتخذوا قرارا ضد إيران ثم أرادوا “الجلوس إلى طاولة المفاوضات”. وكانت الإدارة الأمريكية قد ردت على “إعلان إيران” بالإشارة إلى أن لاتفاق لن يمنع واشنطن من مواصلة السعي لفرض عقوبات أكثر شدة على إيران لدفعها إلى “تحمّل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها”. ونصح الرئيس الإيراني الغرب باستثمار “الفرصة التي أتاحتها إيران”، حسبما نقل موقع قناة “العالم” الإيرانية. وتؤكد إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، إلا أن العديد من الدول تشكك في ذلك وفي أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وبدوره، حذر السفير الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدول الغربية من فرض عقوبات جديدة على بلاده، ودعا مجموعة فيينا والوكالة الدولية إلى “اغتنام فرصة إعلان طهران للتوصل إلى نتائج دبلوماسية مرضية لجميع الأطراف”. وتأتي التحذيرات الإيرانية تزامنا مع عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا مغلقا ابتداء من الاثنين لمراجعة نسخة معدلة من مشروع قرار صاغته الولاياتالمتحدة لفرض مزيد من العقوبات على إيران بسبب مواصلتها العمل على تخصيب اليورانيوم. ومن المتوقع أن يكون المجلس قد عقد جلسة أخرى أمس الثلاثاء لمزيد من المباحثات حول مشروع القرار. وكان مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، قد أكد أن احتمالات الأبعاد العسكرية لبرنامج إيران النووي يجعل البلاد “حالة خاصة” بالنسبة للوكالة، ودعا طهران إلى اتخاذ إجراءات لضمان تطبيق التزاماتها الدولية. وأوضح أمانو أن إيران لم تقدم التعاون المطلوب للتأكد من استخدامها المواد النووية لأنشطة سلمية، وفق موقع الأممالمتحدة. وقال أمام مجلس أمناء الوكالة: “إن اتفاق إيران للضمانات الشاملة يتطلب من الوكالة أن تتحقق من عدم تحول المواد النووية في الأنشطة المعلنة إلى شيء آخر والتحقق أيضا من أي أنشطة نووية غير معلنة”. وذكر المسؤول الأممي إن التعاون الضروري من جانب إيران يجب أن يتضمن تطبيق قرارات مجلس الأمن وقرارات مجلس أمناء الوكالة بالإضافة إلى تطبيق البرتوكولات الإضافية المتعلقة بقدرة الوكالة على التحقق من أية دولة لا تمتلك أنشطة نووية غير معلنة. يذكر أن إيران كانت قد وافقت في ماي الماضي على إرسال كميات اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا، وتم التوقيع على اتفاق لتبادل الوقود النووي في قمة ثلاثية بين إيران وتركيا والبرازيل. وبموجب الاتفاق ستتمكن إيران من تصدير اليورانيوم المنخفض التخصيب لتحصل بدلا عنه على يورانيوم عالي التخصيب لاستخدامه في مفاعلها النووي للأبحاث المدنية في العاصمة طهران. ويأتي “إعلان طهران” خلفا لاتفاق سابق يتم بموجبه تصدير اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا ومن ثم إلى فرنسا ليتم تحويله إلى وقود، وقد وافقت روسياوفرنساوالولاياتالمتحدة على هذا الاتفاق بينما رفضته إيران.