هدد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أمس الثلاثاء بانسحاب بلاده من الاتفاق المبرم مع إيران والبرازيل بشأن مبادلة الوقود النووي بيورانيوم عالي التخصيب على الأراضي التركية، إذا ما فرضت الدول الكبرى عقوبات جديدة على طهران. وجاء تعليق أوغلو ردا على تصريحات الإدارة الأمريكية بأنها لن توقف أو تبطىء جهودها لفرض مزيد من العقوبات على إيران بعد الاتفاق النووي الجديد، وقدمت إيران تنازلا فيما يبدو بشأن برنامجها النووي لكن القوى الكبرى أبدت تشككا وقال محللون أنها تستهدف على ما يبدو إثارة الانقسام في صفوف المجتمع الدولي وتجنب عقوبات دولية جديدة يجري الإعداد لها. وقال أوغلو في مؤتمر صحفي ''إذا لم يكن لديكم أمر ملموس للتخوف من النووي الإيراني فلا تتكلموا ولا يمكننا أن نحكم على دولة من خلال تاريخها''، وتوجه للدول الكبرى بالقول ''إذا استمريتم بوضع العقبات في الملف النووي فلن نصل إلى حلول''، داعيا إيران على عدم إتباع سياسة ''مثيرة'' وان تتحلى بخطاب هادىء وشدد أوغلو على أن بلاده مهتمة بالوصول إلى اتفاق حول النووي الإيراني، مؤكدا أن الحصول على التقنية النووية حق لكل الدول من دون استثناء، ولفت إلى أن تفاهم الأمس حول الملف النووي درس بهدوء، مشيرا إلى انه على إيران أن تستخدم هذه التقنية لأهداف سلمية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. يذكر أن إيران أول اتفقت أول أمس الإثنين مع البرازيل وتركيا على إرسال بعض مخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى الخارج في إحياء لخطة مبادلة الوقود التي صاغتها الأممالمتحدة بهدف الحد من أنشطتها النووية، لكن إيران أوضحت انه ليس لديها نية لتعليق أنشطة تخصيب اليورانيوم التي يشتبه الغرب في أنها تهدف إلى صنع قنابل. وقال علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية ''لا صلة بين اتفاق المبادلة وأنشطتنا الخاصة بتخصيب اليورانيوم.. سنواصل أنشطة تخصيب اليورانيوم لنسبة 20 بالمئة''، وابلغ صالحي التلفزيون الإيراني بان الاتفاق خطوة نحو التعاون النووي ''ووقف العقوبات''، وبدأت إيران تخصيب اليورانيوم لنسبة 20 بالمئة في فيفري لكن يلزم رفع هذه النسبة من اجل صنع أسلحة نووية، وفي واشنطن قال البيت الأبيض انه يتعين على إيران اتخاذ خطوات لإثبات أن برنامجها النووي يقتصر على الأغراض السلمية، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبز في بيان ''نظرا لتقاعس إيران المتكرر عن الوفاء بتعهداتها.. فما زال لدى الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بواعث قلق خطيرة''.. وتقود واشنطن حملة دولية لفرض عقوبات جديدة على إيران وتبذل بصفة خاصة جهودا لكسب تأييد العضوين الدائمين في مجلس الأمن روسيا والصين. ويقول محللون إن اتفاق الاثنين قد يتيح لطهران تجنب عقوبات دولية جديدة ويحدث انقساما بين القوى الكبرى ويساعد الزعامة الإيرانية على إعادة تأكيد سلطتها بعد شهور من الاضطرابات والمعارضة التي أعقبت انتخابات الرئاسة في جوان الماضي، وقالت إيران إنها اتفقت على نقل 1200 كيلوجرام من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب إلى تركيا في غضون شهر مقابل الحصول على وقود نووي مخصب لدرجة أعلى لاستخدامه في مفاعل للأبحاث الطبية، وكانت إيران التي تقول إن برنامجها النووي مخصص بالكامل لأغراض سلمية وليس لصنع قنابل كما يظن الغرب تصر من قبل على أن يتم مثل هذا التبادل على أراضيها وعلى أن يكون التسليم والتسلم في ذات الوقت. وجاء في إعلان مشترك ''عبرت إيران عن استعدادها لتسليم اليورانيوم منخفض التخصيب في غضون شهر، واستنادا للاتفاق نفسه ستسلم مجموعة فيينا 120 كيلوجراما من الوقود المطلوب لمفاعل طهران للأبحاث خلال فترة لا تزيد عن عام''.