كشف مختصون في مجال مكافحة الحوادث المنزلية والحرائق، غياب الوعي بالسلامة المنزلية بما في ذلك استعمال المطفآت، ومن أجل ذلك طالبوا بضرورة تكثيف حملات التوعية حول الاستعمال الجيد لهذه الأخيرة، مقترحين إقامة أبواب مفتوحة من يومين في كل بلديات ولاية الجزائر بهدف تلقين المواطنين أبجديات الأمن المنزلي. بالمقابل، أبدى مواطنون جهلهم التام بكيفية استعمالها، وحتى بقواعد السلامة الأمنية بالمنازل. تأكدت "المساء" من غياب ثقافة استعمال مطفآت الحرائق في المنازل وفي المواصلات وفي الحياة المجتمعية عموما، بعيدا عن أعوان الأمن الذين يتلقون تكوينا خاصا في السلامة الداخلية بما فيها استعمال هذه التقنية الأمنية بالغة الأهمية. وأبدى مواطنون عدم درايتهم بطرق استخدامها، وذلك نتيجة جهلهم المسبق بشروط السلامة الأمنية بمنازلهم. ولئن كانت السلامة بالمنازل وغيرها منوطة بالثقافة الأمنية للأفراد، إلا أن عددا ممن تحدثوا إلينا أبدوا عدم اهتمامهم بهذا الإجراء الأمني، معتقدين أن المطفآت لا بد أن تتوفر فقط في الشركات والمؤسسات والمساحات التجارية الكبيرة، حيث تقول مواطنة إنه عادة ما تهتم بتغيير ديكور المنزل ولم تفكر إطلاقا في أمر توفير مطفأة حريق بمنزلها، معتقدة أنها شيء يجب توفيره في أماكن العمل فقط، وهو ما يؤكد أن ثقافة السلامة المنزلية ما تزال غائبة عند شريحة كبيرة من المواطنين. من جهته، يقول بائع ملابس ببلدية الجزائر الوسطى، إن المجتمع في حاجة إلى حملات التوعية فيما يخص استعمال المطفأة التي كان لوقت قريب يعتقد أنها تستعمل فقط في المؤسسات من طرف أعوان الأمن، إلا أنه منذ فتحه لمحل وسط العاصمة، تفطّن إلى أهمية توفيرها والاهتمام بكيفية استعمالها، معربا عن أمله في تنظيم حملات للتوعية الواسعة بأهمية تحسيس الأسر وأولياء الأمور بشرح طرق استخدام هذه الوسيلة الأمنية، وكيفية التعامل مع الحرائق عموما. وذهب بعيدا حينما اقترح على الجهات المختصة، بما فيها مؤسسات المجتمع المدني لتكثيف الحملات التوعوية حول أهمية توفير مطفأة حريق بالمنازل، وكذا توزيع مطويات توعوية بشأنها وتوزيعها على المواطنين. 80 % من المجتمع تجهل أهمية المطفأة يشير مصدر من شركة خاصة أجنبية بوسط العاصمة، تسوق مطفآت حرائق مستوردة من دول أوروبية، إلى غياب ثقافة وجود هذه الوسيلة الأمنية بالمنازل كلية، مُطالباً بتكثيف الحملات التوعوية لتعريف الجميع بأهمية وجود مطفأة في كل منزل، مبرزا أن 80 % من المواطنين لا يدركون أهميتها: "بل لا يولون أي اهتمام بشروط السلامة المنزلية، ويعتقدون أن هذه الشروط تكمن فقط في منافذ تهوية الغاز الطبيعي تحسبا لأي اختناقات". وطالب المتحدث بأهمية التخطيط لإجراء الحملات التوعوية بأهمية وسائل الأمن في المنازل عموما وليس فقط في الشركات والمؤسسات وغيرها، تفاديا لوقوع أي طارئ وحفاظا على الأرواح والممتلكات، مبديا استعداده شخصيا لتقديم أي تعاون في المجال بالتنسيق مع جهات متخصصة، ومن ذلك تنظيم أبواب مفتوحة للجمهور العريض حول موضوع مطفآت الحرائق وكيفية استعمالها، موضحا أن يوم واحد إلى يومين بكل بلدية من بلديات ولاية الجزائر يكفي للتأسيس لثقافة الأمن والسلامة المنزلية. وأشار إلى أن هذه الثقافة مازالت غائبة عند شريحة كبيرة من المجتمع، فهناك عدد لا يستهان به من المواطنين ممن لا يدركون أهمية توفرها بالمنزل، وإإن وجد من يحرصون على تواجدها، إلا أنهم لا يعرفون بالمقابل كيفية استخدامها لتصبح بالتالي ديكوراً فقط. من جهتها، تتحدث موظفة بذات الشركة أنه، ووفقا لعملها منذ سنوات طويلة في مجال السلامة والأمن بالشركات والمؤسسات، فإنها تؤكد الغياب التام لثقافة توفير مطفأة بالمنازل، مُحملة المواطن مسؤولية كثرة الحوادث المنزلية، فالمعلومة اليوم حسبها- متوفرة عبر عدة وسائط "لذلك على المواطن أن يكون فطنا لأساليب الراحة والأمان بمنزله.. ونحن نؤكد أن المطفأة لا تكون فقط في المؤسسات واستخدامها لا يقتصر على أعوان الأمن، وإنما هي وسيلة من وسائل الأمان الواجب توفرها بالمنازل"، تضيف محدثتنا. ودعت إلى تكثيف الحملات التوعوية حول شروط السلامة المنزلية تحسبا لوقوع أي طارئ، مضيفة أن وجودالمطفأة لا يكفي، فالأهم هو كيفية استخدامها تقول: "هذا ما يتطلب تحسيس المواطنين حول كيفية استخدامها في حالة وقوع أي حادث"، مبينة أن هناك بعض المواطنين ممن يتقدمون للشركة من أجل شراء مطفأة حريق ولكنهم لا يعرفون كيفية استخدامها قائلة: "إنهم مجبرون على ذلك لا غير، وأخص بالذكر أصحاب السيارات التي تسير بوقود من نوع "سيرغاز"، وكذا سائقي سيارات الأجرة، وغير هؤلاء، فإن إقبال المواطن على هذا الإجراء الوقائي منعدم تماما، مثل علبة الصيدلية التي تضاف للمطفأة فتصبحان بالتالي مجرد ديكور لا غير وهذا ما نتأسف له حقا".