ستتدعم صفوف الشرطة ابتداء من هذا العام، بتشكيلات أمنية مختلفة كونت وفق البرنامج الجديد الذي أقرته المديرية العامة للأمن الوطني، والتي ستتخرج تباعا خلال هذا العام، وفي هذا الإطار أشرف اللواء عبد الغني هامل، على تخرج الدفعة التاسعة للملازمين الأوائل للشرطة، والمتكونة من 509 طالب زاولوا تربصا بنظام داخلي لمدة 24 شهرا، وقد بدت ملامح الانضباط والجدية واضحة على المتخرجين الذين أدوا مهارات نظامية ودفاعية عالية الدقة، بالإضافة إلى عرض وضعيات تطبيقية لسيناريوهات شبه واقعية لمواجهة بعض الظواهر المستجدة في الميدان على غرار حالات الاختطاف وتحرير الرهائن. واحتضنت المدرسة التطبيقية للأمن الوطني بالصومعة بولاية البليدة، أمس، حفل تخرج الدفعة التاسعة للملازمين الأوائل للشرطة بحضور اللواء عبد الغني هامل، المدير العام للأمن الوطني، والي ولاية البليدة وكذا السلطات المحلية للولاية وإطارات عن الأمن الوطني، وتعد الدفعة المتخرجة الأولى من نوعها من حيث اعتماد البرنامج الجديد الذي اعتمدته المديرية العامة للأمن الوطني وفق أهداف بيداغوجية محددة، بداية من التكوين النظري والتدريب التطبيقي بالمحاكاة ولعب الأدوار، إلى التربص الميداني بالمصالح النشطة، وتحصي الدفعة التي ستنتقل مباشرة إلى العمل الميداني 509 متخرجين. وفي كلمة بالمناسبة ألقاها مدير المدرسة مراقب الشرطة مالك محمد، نوه المسؤول بالعناية المتميزة التي يوليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، لمصالح الشرطة من خلال ما قدم من دعم مادي ومعنوي لترقيتها إلى مصاف الأجهزة الأمنية المتطورة، وتضاف هذه العناية إلى تلك التي تقدمها القيادة العليا للأمن الوطني ممثلة في مديرها العام، الذي يخص العنصر البشري باهتمام بالغ وذلك انطلاقا من مراجعته العميقة للقانون الأساسي، وجعله متماشيا والطموحات بغية تحسين الظروف المهنية للموظفين من خلال رفع أجورهم ومن ثم تعميم فرص الارتقاء إلى رتب أعلى لجميع الفئات، واعتماد معايير المؤهلات والكفاءات في التعيينات وتقليد المسؤوليات. كما تطرق المسؤول إلى جملة النقاط الجديدة التي أضيفت إلى نمط التكوين الذي يتلقاه الطلبة الجدد ضمن البرنامج التكويني الجديد، علما أن التكوين الجديد شمل تلقين مختلف المعارف المهنية والقيادية التقنية والرياضية، مما سيرفع لا محالة من قدرات الأداء لدى الطلبة ويؤهلهم للقيام بمهامهم على أحسن وجه وبكل احترافية، وإضافة إلى مساعيه الهادفة لتطوير المنظومة التدريبية بما يتوافق والتطورات الحاصلة، يتبنى النظام الجديد مناهج تكوينية حديثة بالاعتماد على أحدث الوسائل المعتمدة في أرقى المدارس والكليات الشرطية. وقد حملت الدفعة المتخرجة اسم شهيد الواجب الوطني عميد الشرطة، بسباس عمار، الذي انخرط في صفوف الأمن الوطني غداة الاستقلال بصفة حارس أمن بمدرسة الشرطة بتلمسان، ليشغل بعدها عدة مناصب في عدة ولايات كان آخرها رئيس أمن دائرة القليعة، وبتاريخ 1993 وتحديدا بالمكان المسمى "ايديمكو" ببراقي، باغتت مجموعة إرهابية الفقيد وهو يتأهب للالتحاق بعمله رفقة ابنه المسمى رضوان، الذي كان هو الآخر موظف شرطة، وقام الإرهابيون بإطلاق النار بكل جبن ونذالة في ظهر الضحيتين أردوهما قتيلين ويكتب لهما نيل شرف الشهادة في سبيل الله والوطن. وشهد الحفل عروضا متنوعة واستعراضات قدمها المتخرجون بكل انضباط وجدية، وهي إحدى الصور والنقاط التي يركز عليها النظام الجديد الذي يعلم متكونيه دقة التحكم في الحركات، والسيطرة على الذات والنفس، كما قدم المتخرجون وبكل براعة سيناريوهات تكاد تكون حقيقية لحالات اعتداء على الأشخاص وخطف، طرق التفاوض وتحرير الرهائن وهي الوضعيات التطبيقية التي يتدرب عليها الطلبة ليكونوا مستعدين لمواجهة جميع المستجدات التي يعرفها الميدان.