يلتقي يوم غد، ممثلون عن النظام السوري وآخرون عن أطياف المعارضة السورية المعتمدة بالعاصمة الروسية، ضمن مشاورات تهدف الى حلحلة الأوضاع على أمل إيجاد نهاية لحرب أهلية متأججة منذ أربع سنوات وخلّفت مقتل أكثر من 200 ألف شخص. وتقتصر المشاركة في هذه الندوة التي تدوم ثلاثة أيام بداية من يوم غد، على مشاركة ممثلين من المعارضة المعتمدة داخل سوريا الناشطة ضمن لجنة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، لبحث سبل إيجاد أرضية توافقية بين الفرقاء برعاية من الخارجية الروسية. ولن تحضر أطياف المعارضة السورية في الخارج هذا اللقاء الذي تسعى من ورائه السلطة الروسية إلى تأكيد دورها كطرف دولي له كلمته في إنهاء الأزمة السورية وعدم اقتصارها على الولاياتالمتحدة والدول الغربية وبعض الدول الخليجية الأخرى. وأكد ائتلاف المعارضة السورية في الخارج، على إجراء هذه المفاوضات في بلد محايد بقناعة أن روسيا تبقى أكبر حليف للنظام السوري مما أفقدها القيام بأي دور في إنهاء المعضلة السورية التي شارفت على الدخول في عامها الخامس دون أن يتمكن فرقاؤها من طي خلافاتهم ووضع حد للاقتتال المحتدم بينهم دون بريق أمل لإنهائه. ورغم تحفّظ ائتلاف المعارضة السورية في الخارج إلا أن أحمد جربا، الرئيس السابق لهذا الائتلاف وخمسة ممثلين عن هذا التشكيل قرروا المشاركة بصفة فردية في لقاء موسكو.وهو ما يطرح التساؤل حول جدوى عقد مشاورات تقاطعها معارضة مسلحة لها كلمتها في أية ترتيبات سياسية قادمة وبدونها لن يكتب النجاح لأي مسعى لاحتواء أزمة سياسية وعسكرية بلغت طريقا مسدودا. ورغم أن ائتلاف المعارضة السورية في الخارج، فقد قوة تأثيره بعد ظهور التنظيمات الإسلامية المتطرفة على الساحة الأمنية السورية، إلا أن دورها ثابت في تسوية مأساة الشعب السوري وخاصة وأنها تحظى بدعم غربي وعربي واسع. ولكن ذلك لا يمنع من القول أن هذه المعارضة وفي ظل هذه المعطيات قد تجعلها تلين بعض الشيء من موقفها بقبول ولو على مضض تصريحات الرئيس بشار الأسد، بأن المفاوضات يجب أن تؤكد على محاربة الإرهاب نقطة الالتقاء الوحيدة بينهما، ويبقى فقط تحديد مفهوم الإرهاب على اعتبار أن السلطات السورية نعتت مختلف التنظيمات التي حرّكت الشارع السوري ضدها بأنها إرهابية، قبل أن تدخل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في مشهد طغت عليه الفوضى والضبابية التامة. وتدرك موسكو مثل هذه الحقائق، وهو ما جعل وزير خارجيتها سيرغي لافروف، يؤكد أن المشاورات ستتم دون جدول أعمال ولن تفضي الى التوقيع على أي اتفاق، وأن هدفها الأساسي يبقى بعث الحوار بين السوريين ومساعدة المبعوث الاممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، في تحقيق أول خطوة من مساعيه بوقف القتال لتوصيل المساعدات الإنسانية الى المناطق المحاصر سكانها بنيران الفرقاء. يذكر ان التحرك الروسي جاء غداة لقاء جمع شخصيات سورية معارضة من الداخل والخارج بالعاصمة المصرية، دعوا في ختامه إلى عقد ندوة موسعة بالقاهرة شهر أفريل القادم، بنية التوصل إلى اتفاق نهائي وتسوية الأزمة في هذا البلد عبر الحوار السياسي. وقالت مصادر شاركت في ندوة القاهرة، أن الهدف النهائي من لقاء العاصمة المصرية شهر أفريل القادم، يبقى التوصل الى اتفاق حول تصور سياسي مشترك لتوحيد جهودنا. حيث أصدروا وثيقة من عشر نقاط أكدت أن إنهاء الأزمة السورية لن يكون إلا عبر حل سياسي وتغييرات ديمقراطية حقيقية تدين العنف والتمييز الطائفي والديني".