حديث عن ضغوط دولية لثني الائتلاف السوري عن مقاطعة لقاء روما التقى أمس في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بنظيره السوري وليد المعلم لبحث الوضع في سوريا وإمكانية بدء الحوار بين الحكومة والمعارضة. ونقل من موسكو بأن اللقاء سيتم وراء أبواب مغلقة ولن يعقبة مؤتمر صحفي، وأشار إلى أن اللقاء سيتطرق إلى النتائج التي توصلت إليها قمة روسيا والدول العربية التي احتضنتها موسكو مؤخرا، إضافة إلى بعض النقاط المتعلقة بالأسلحة الروسية إلى سوريا. وأوضح أن قرار الائتلاف السوري تعليق زيارة الخطيب لموسكو التي كانت مقررة في وقت لاحق، سيقلص من فرص التوصل إلى اتفاق بشأن لقاء بين المعارضة السورية وأطراف من النظام السوري. وكان عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سليمان الحراكي كشف أن نبيل العربي أبلغ وفدا من المعارضة التقاه أمس بالقاهرة بأن هناك تزحزحا في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية وقبوله بنقل السلطة، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. من جهة أخرى قال مسؤول أميركي إن بلاده تبذل جهودا لإقناع الائتلاف الوطني السوري المعارض بالمشاركة في لقاء مخصص لدعم المعارضة السورية مقرر في روما نهاية الشهر الحالي، وبينما رحبت باريس بسعي الائتلاف لتشكيل حكومة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، يلتقي اليوم وزير الخارجية السوري وليد المعلم بنظيره الروسي سيرغاي لافروف. وأعلن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية الأحد أول أمس أن بلاده تحاول إقناع المعارضة السورية بعدم مقاطعة مؤتمر روما المقرر يوم 28 فبراير الجاري والذي سيشارك فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وقال المسؤول الأميركي في الطائرة التي كانت تقل كيري من واشنطن إلى لندن -المحطة الأولى في جولته الأوروبية والعربية- إن واشنطن وحلفاءها يحاولون إقناع المعارضة السورية "بالفرصة المتاحة لهم في روما للقاء البلدان التي تدعمهم أكثر، وليعرضوا لنا الوضع الميداني على الصعيد الأمني والإنساني والسياسي والاقتصادي". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الذي لم تكشف عن هويته قوله إن الاجتماع سيكون فرصة أيضا للقاء الائتلاف بوزير الخارجية الأميركية الجديد، وأوضح أن السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد توجه إلى القاهرة لإقناع مسؤولي الائتلاف، رغم إقراره بوجود "مشاورات (للمعارضة السورية في الداخل والخارج) بشأن المصلحة الكامنة في حضور مؤتمرات دولية". وكان الائتلاف السوري المعارض أعلن السبت تعليق زيارات مقررة إلى واشنطنوموسكو وكذلك بالنسبة لمشاركته في مؤتمر روما لدعم المعارضة وذلك "احتجاجا على الصمت الدولي على الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري"، وخصوصا بعد القصف الذي تعرض له الجمعة أحد أحياء مدينة حلب بصواريخ باليستية. من جانب آخر رحب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بإعلان المعارضة السورية تشكيل حكومة موقتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها، داعيا إياها إلى "مواصلة عملها الإيجابي". وقال فابيوس لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش زيارة رسمية إلى كولومبيا "ننظر بكثير من الاهتمام إلى أن الفكرة التي أطلقناها والقاضية بالتمكن من إقامة حكومة، اعتمدها الائتلاف" السوري المعارض. وأضاف "نحن إلى جانب الائتلاف الوطني السوري ونأمل أن يواصل عمله الإيجابي". وأعلن الائتلاف السوري المعارض برئاسة أحمد معاذ الخطيب السبت تشكيل حكومة موقتة لإدارة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة. وأشاد وزير الخارجية الفرنسي ب"الشجاعة التي أظهرها الخطيب" متحدثا خصوصا عن استعداد الأخير "للقاء أعضاء في النظام شرط عدم لقاء (الرئيس السوري) بشار الأسد". وتابع "كنا أول الداعمين للائتلاف. نعتقد أنه يلعب دورا مهما للغاية". من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن تبقى صامتة "أمام الجرائم التي ترتكب بحق الشعب السوري".