أكدت الجزائروألمانيا على عراقة علاقتهما الاقتصادية، وتم وصف الشراكة بين البلدين ب"الاستراتيجية" من قبل وزير الصناعة والمناجم، عبد السلام بوشوارب ووزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتانماير، اللذين اتفقا على ضرورة تدعيم هذه العلاقات عبر مشاريع ملموسة من خلال استغلال الفرص المتاحة، لاسيما عبر المخطط الخماسي للتنمية. وبمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها المسؤول الألماني لبلادنا على رأس وفد هام من رجال الأعمال، دعا السيد بوشوارب هؤلاء إلى "الاندماج" في المخطط الخماسي للتنمية، من أجل المساهمة في تطوير القاعدة الصناعية الجزائرية، مذكرا بأن ألمانيا كانت منذ القدم "حليفا استراتيجيا" للجزائر في المجال الصناعي. وخلال منتدى رجال أعمال البلدين الذي عقد أمس بالجزائر العاصمة، شدد الوزير على أن الجزائر ترغب في إقامة شراكات ملموسة وذات نوعية مع الطرف الألماني، من خلال استهداف الفروع ذات الأولوية في السياسة الحكومية، وكذا من خلال إقحام مؤسسات البلدين عمومية وخاصة في هذا المسعى لبناء شراكات "ذات نوعية". وذكر بوجود مثل هذا النوع من الشراكة بين البلدين، لاسيما في قطاعات الميكانيك والطاقة ومواد البناء، وهي "شراكة طويلة الأمد نتمنى أن تتواصل على نفس الأسس وفي نفس الاتجاه"، كما أشار إليه، موضحا بأن الرؤية التي تسعى إليها الجزائر حاليا "تتميز بمقاربة جديدة" تقوم على أساس عقد شراكة مع "مؤسسات نوعية ذات صيت عالمي... شراكات تقوم على أساس الابتكار وتستهدف القطاعات ذات الأولوية في برنامج الحكومة وخاصة تلك التي تتوفر فيها احتمالات اندماج كبيرة". وفي ذات السياق، أعلن السيد بوشوارب عن التحضير لمجموعة من المشاريع الجزائرية "الملموسة" سيتم عرضها على الشركاء الألمان في أفريل المقبل بمناسبة اجتماع اللجنة الثنائية المشتركة. وقال إن المؤسسات الجزائرية عمومية وخاصة تملك اليوم الوزن المناسب وكذا الوسائل المالية التي تسمح لها بالذهاب نحو إنجاز شراكات مع نظيراتها الألمانية تكون في مستوى طموحات الجانبين، واعدا في هذا الاطار بدعم ومرافقة هذه المساعي. من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني على استراتيجية العلاقات القائمة مع الجزائر، مشيرا إلى أهمية الاقتصاد الجزائري، وكذا عراقة العلاقات الاقتصادية مع الجزائر والتي تتميز بكونها علاقات طويلة الأمد. وتحدث المسؤول الألماني بالخصوص عن التعاون الذي يجمع البلدين في مجال التكوين، مشيرا بالمناسبة إلى مشروع تم الاتفاق عليه بين شركة ألمانية وجامعة العلوم والتكنولوجيا، هواري بومدين بباب الزوار كمثال عن هذا التعاون. ويتعلق الأمر بشركة "سيمانس" الألمانية التي أوضح مديرها العام في تصريح ل"المساء" أن مشروع التعاون يتعلق بتكوين مهندسين شباب لمستوى الماستر في مجال "الأتمتة" - أي استخدام وسائل أوتوماتيكية للقيام بعدد من المهام الصناعية-. وقال إنه بموجب هذا الاتفاق، فإن الجانب الألماني سيقوم بتكوين المهندسين في مجالات الامتياز لتكنولوجيات الأتمتة بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، وهو ما يعني تحويل المعرفة والخبرة، قائلا "لأننا نريد غدا أن ننجز مشاريع في الجزائر بإسهام أكبر لمهندسين جزائريين". للإشارة، عرفت أشغال المنتدى عقد محادثات بين الوزيرين وبين وفدي البلدين، كما عرفت تنظيم لقاءات ثنائية بين ممثلي المؤسسات الجزائرية ونظيراتها الألمانية العاملة في مجالات الصناعة والطاقة والتكوين والصحة.