من المنتظر أن تزور لجنة التعمير والتهيئة بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، خلال الأيام القليلة القادمة المدينة الجديدة، سيدي عبد الله ببلدية المعالمة غرب العاصمة، في إطار التحضير لملف التوسع العمراني، حيث يعتبر هذا المشروع حسب رئيس اللجنة المذكورة السيد عبد القادر صافي نموذجا للتخفيف من الضغط السكاني والعمراني بالمدن التي يواجه السكان بها الاختناق والازدحام العمراني غير الخاضع لمخطط يتماشى مع مقاييس العمران. ويرتقب مستقبلا تحويل عدد من مقرات الوزارات والبنوك إلى المدينة الجديدة. أكد السيد صافي ل"المساء" أن الضغط العمراني الكبير الموجود بالعاصمة عجّل بالتفكير في نقل عدد من المقرات الهامة والحساسة، على غرار الوزارات والبنوك من المدن الكثيفة بالعمران العشوائي والفوضى باتجاه المدينة الجديدة، باعتبارها تحمل المزايا والمقومات العصرية، وهذا بهدف التخفيف من أزمة الاختناق والاكتظاظ التي تشهدها العاصمة، وبالمقابل المحافظة على النسق العمراني والقضاء على البنيان العشوائي والفوضى. وأضاف المصدر أن مصالح الولاية تسعى جاهدة للقضاء على البناء العمراني المنجز بطريقة فوضوية، بالإضافة إلى وضع حد لتجاوزات بعض المواطنين الذين يقومون بإنجاز بناءات فردية وتشويه مسار النسيج العمراني غير المتناسق والذي لا يتماشى مع معايير البناء، الأمر الذي خلق فوضى ورص بنايات في مناطق مقابل أخرى خالية من الكثافة تفتقر إلى كثير من المقرات الهامة. وأضاف مصدرنا أن العاصمة تعرف غياب التنسيق العمراني بالعديد من الأحياء، منها بلديتا وادي قريش والقصبة اللتان تعرفان تقاربا في فوضى العمران، وهو ما جعل مصالح الولاية تسابق الزمن من أجل إعادة النظر في العديد من النقاط السوداء والتحويل المرتقب للعديد من المقرات المذكورة، كما يستدعي الأمر التحرك الفوري لتسوية الوضعية والقضاء على المشكل القائم. وحرص رئيس لجنة التعمير والسكن السيد، عبد القادر صافي على ضرورة التعجيل بتجسيد مخطط التهيئة والتعمير لولاية الجزائر، حتى تندمج في النظام الحضري الأورو متوسطي، الذي يعتمد على مقاييس العصرنة والعالمية، كما يسمح لها بمنافسة مثيلاتها لتصبح قوة جذب اقتصادية وتكنولوجية، تعتمد على نظام تسيير وتدبير متماسك وفعّال يمكّن من تحسين مستوى أداء تسيير المرافق العمومية والمنشآت القاعدية وتقديم خدمات أفضل. وشددت اللجنة على إلزامية استكمال مخططات شغل الأراضي للبلديات، حتى تواكب العمل بالمخطط الجديد، مع القضاء على الاختلالات وتحقيق الانسجام في النسيج العمراني ومراجعة الاختيار غير العقلاني للأراضي، قصد إنجاز المشاريع. ودعا رئيس اللجنة إلى دعم المخطط المسطر الذي يهدف إلى جعل العاصمة مدينة حية وذكية ونموذجا للتسيير الراشد والارتقاء بها إلى مصاف العواصم العالمية، إضافة إلى السعي نحو الحفاظ على الطابع المعماري للعاصمة وكل مكوناتها التاريخية. وقال السيد صافي إن مراجعة الاختيار غير العقلاني للأراضي لإنجاز المشاريع أضحت أكثر من ضرورة لتسهيل تسيير الفضاء العمراني وتطويره، مفيدا أن الأمر يمتد إلى المتابعة الميدانية وتجسيد المخططات ذات الصلة بقطاع التعمير، على غرار المخططين الأزرق والأخضر وغيرهما.