كانت الجبة القبائلية ولا تزال محط اهتمام المولوعات بالتراث، وعلى الرغم من ان أسواقنا تعرف زخما كبيرا من الألبسة المستوردة، إلا أن الجبة القبائلية استطاعت الاحتفاظ بمكانتها خاصة عند تجهيز العروس، حيث تعتبر شرطا أساسيا في تصديرتها حسب الحرفية دليلة. أبدعت دليلة برينيس، حرفية من ولاية بومرداس، في عرض تشكيلة مميزة من الألبسة التقليدية القبائلية بالمعرض الذي نظم مؤخرا بميدياتيك آغا، حيث لقيت معروضاتها من الجبات القبائلية إقبالا كبيرا بالنظر إلى جمالها ودقة صنعها. تحدثنا الحرفية دليلة عن سر اهتمامها باللباس التقليدي القبائلي فتقول: ‘'أعتقد ان المحيط الذي كبرت فيه بالولاية كان له تأثير كبير في تعلقي بهذه الحرفة، فمنذ كان عمري 8 سنوات تعلمت فن الخياطة من والدتي المختصة في خياطة الجبة القبائلية على الطريقة التقليدية، والتي إقبالا كبيرا من سكان المنطقة باعتبارها اللباس المميز للنسوة، وبعد أن أتقنت فن الخياطة قررت أن اختص فيها، فمن جهة أعطي نفسا جديدا للجبة القبائلية ومن جهة أخرى أحافظ على تراث المنطقة». وتواصل محدثتنا قائلة: «هناك نوعان من الجبات التي أعدها، الأولى موجه للاستعمال اليومي، فلا يخفى عليكم أن المرأة القبائلية لا تستغني مطلقا عن لباسها التقليدي، وتعتبره رمزا لها، لذا نجدها تلبسه بشكل يومي في المنزل، أما النوع الثاني من الجبات، فهو موجه للعرائس لأنهن لا يستغنين عن هذا اللباس التقليدي في يومهن المميز». وفي ردها عن سؤالنا حول أهم ما يميز الجبة القبائلية لمنطقة بومرداس على اعتبار أن الجبة القبائلية موجودة أيضا بكل من بجاية وتيزي وزو، قالت: «إن الميزة التي تجعلنا نميز الجبة القبائلية لولاية بومرداس عن غيرها بسيط ويتمثل في ألوان القماش وكذا في ألوان الشرائط المعتمدة في تزيين اللباس التقليدي، فنحن نعتمد على 3 ألوان في القماش والمتمثلة في الأبيض، الأحمر والأصفر... وهي ألوان تعكس بعض الدلالات التي وجدنا جداتنا يملن إليها». لا تحب الحرفية دليلة إدخال بعض التعديلات العصرية على الجبة القبائلية لتحافظ على طابعها التقليدي تقول: «إن جمال أي شيء تقليدي يكمن في الإبقاء عليه كما توارثناه عن أجدادنا، ولعل هذا هو السر الذي يجعل معروضاتي تلقى الترحيب في أغلب المعارض التي شاركت فيها».