انطلقت خلال صبيحة نهار أول أمس بمدينة واضية جنوب شرق مدينة تيزي وزو فعاليات الطبعة الأولى للجبة القبائلية الخاصة بالمنطقة . هذه التظاهرة التي احتضنها المركز الثقافي بواضية والمنظمة من طرف الجمعية الثقافية «ثمتيث» وبالتنسيق مع المجلس الشعبي الولائي . الاشارة الرسمية لافتتاح التظاهرة أعطيت من طرف رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد حسين هارون بحضور عدد من المنتخبين المحليين و السلطات المحلية ببلدية واضية للإشارة فإن «الجبة القبائلية «أو ما تسمى بالامازيغية «ثقندورث لقبايل» متجذّرة في منطقة القبائل و تعتبر أحد رموز الأصالة ،وقد تميز اليوم الأول من التظاهرة بتنظيم عدة معارض لمختلف انواع الجبة القبائلية لهذه المنطقة المعروفة بخاصية الجبة وإلى جانب معرض آخر خاص بالصناعات التقليدية من أواني فخارية و حلي فضية كما تجدر إليه الإشارة فإن الجبة القبائلية يزداد الطلب عليها رغم التعديلات التي أدخلت عليها والتي لم تمس بأصالتها وقيمتها، ورغم أنّ أثمانها تختلف باختلاف التصاميم وطريقة الخياطة والطرز حيث لا يخلو بيت من بيوت العائلات القبائلية من هذا اللباس التقليدي الأصيل الذي يحتل مكانته منذ العصور، حيث لا يمكن لأي فتاة قبائلية الاستغناء عن الجبّة القبائلية مهما تعاقبت عليها أنواع الموضة الحديثة، حيث تتماشى مع الذوق العام للزبائن المحبين للتغيير والتجديد على الدوام، ولعل ما يشد الانتباه في الجبة القبائلية التي عادة ما ترافقها الفوطة و«أقوس لحرير« بمعنى «الحزام الحريري« و «أمنديل« الذي يغطّي الرّأس تلك الألوان المتجانسة من الحاشيات مختلفة الأحجام والأشكال امتزج بريق شكلها بألوان الطبيعة الجبلية التي اقتبست منها، حيث تعتمد عليها الحرفيات لاعطاء الجبة لمسة تنفرد بها عن باقي الفساتين التقليدية الاخرى التي تزخر بها مختف أقطار الوطن.تحتلّ جبّة واضية الصّدارة في انواع الجبّات القبائليّة بعدما عرفت رواجا كبيرا عبر مختلف مناطق تيزي وزو وحتى خارج الاقليم، نظرا لنوعية القماش المستعمل والحاشيات المعتمدة في حياكتها التي تضم عدة الوان داكنة مثل الأحمر، البرتقالي، الأصفر والازرق وغيرها من الألوان الأخرى، هذه الجبة التي تتفنن فيها أنامل الحرفيات تلبسها العروس خلال اليوم الأوّل الذي يسبق عرسها أو ما يسمّى بيوم الحنّة، حيث تقوم باقتناء جبّة واضية بإتقان لأن جبة العروس تختلف كثيرا عن الجبة العادية، حيث تكون ممتلئة عن آخرها بالحاشيات ذات اللون الجذّاب حتى لا يكاد يظهر القماش فيها الذي يكون عادة أبيض ناصع لتلبسها مع الحلي الفضية على غرار القلادة والأساور والأقراط وما يسمى ب»ثعصابث» التي توضع فوق الجبهة التي تزيدها جمالا وأناقة لتستقبل بهم أهل العريس الذين يحضرون إلى بيت أهلها لوضع الحنة في يدها، كما تقوم بارتدائها في اليوم السّابع من عرسها عندما تكون في بيت الزوجية في الحفل الذي يقام على شرفها.