تراجعت الولاياتالمتحدة عن قرار انسحابها النهائي من أفغانستان بحلول نهاية عام 2016، وأكدت انه سيكون انسحابا "بطيئا" بدعوى المحافظة على التقدم الذي تم تحقيقه على الأرض. وكشف وزير الدفاع الامريكي الجديد اشتون كارتر، الذي وصل الى العاصمة كابول في زيارة مفاجئة عن هذه القناعة وقال إن الرئيس باراك اوباما، وضع عددا من التصورات لتدعيم الإستراتيجية الأمنية للرئيس غاني، بما فيها إمكانية إدخال تغييرات على زرنامة انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان". وتعد تصريحات كارتر التي أدلى بها في بداية زيارته الى كابول أول تعبير عن رغبة أمريكية لتمديد بقاء وحدات "المارينز" في هذا البلد الممزق منذ سنة 2001 بحرب أهلية مدمرة. وأضاف كارتر، خلال ندوة صحفية عقدها رفقة الرئيس الأفغاني أشرف غاني، أن واشنطن لا ترى مانعا في تأجيل تواريخ إغلاق قواعدها العسكرية في أفغانستان. وجاءت تصريحات المسؤول الأول في البنتاغون الامريكي لتؤكد بالإضافة الى عدد الجنود الأمريكيين الذين سيبقون في هذا البلد، أن واشنطن تريد أن تتباحث حول مسألة تجهيز الجيش الأفغاني بما يضمن له القدرة على مواجهة تنامي قوة مقاتلي حركة طالبان. وتأتي زيارة وزير الدفاع الامريكي الى كابول في وقت ينتظر فيه الأمريكيون إصدار الرئيس باراك اوباما قرارا حول رزنامة الانسحاب العسكري الامريكي من أفغانستان. يذكر أن تعداد القوات الأمريكية المنتشرة حاليا بأفغانستان بلغ 10 آلاف رجل سيتم تقليصها الى خمسة آلاف رجل بحلول نهاية العام الجاري، قبل أن تنسحب بشكل نهائي قبل نهاية العام 2016. وجاء الكشف عن هذه التطورات بعد أن طالب مسؤولون أفغان وبعض النواب الأمريكيين الرئيس باراك اوباما، الذي سيغادر البيت الأبيض الامريكي نهاية العام القادم بإعادة النظر في رزنامة مغادرة القوات الامريكيةلأفغانستان معتبرين أن انسحابا "سريعا" سيعرض أمن هذا البلد للخطر ويجعل الدول المانحة تتراجع عن تقديم المساعدات المنتظرة منها لإعادة بناء ما دمرته الحرب الأمريكية. وهو ما عبّر عنه قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال جون كامبيل، الذي عبّر عن أمله في أن تتم عملية الانسحاب بوتيرة اقل سرعة. يذكر أن زيارة وزير الدفاع الامريكي الى كابول جاءت في سياق رغبة ملحة للرئيس أشرف غاني، من اجل التوصل الى عقد اول مفاوضات سلام مع حركة طالبان المتمردة. ولكن الرئيس الأفغاني لم يشأ تأكيد ما إذا كان زعماء حركة طالبان مستعدون للدخول في مفاوضات سلام مباشرة مع حكومته، واكتفى بالقول أن ظروف تحقيق السلام لم تكن متوفرة منذ 36 عاما". وكانت الإدارة الأمريكية والناطق باسم حركة طالبان كذبا الأسبوع الماضي، الأخبار التي راجت حول اتصالات بين مسؤولين أمريكيين بالعاصمة القطرية الدوحة، كما أكدت ذلك مصادر عن الحركة الأفغانية المتمردة. وتسعى الادارة الأمريكية منذ عدة سنوات الى إقناع حركة طالبان بالجلوس الى طاولة المفاوضات مع الرئيس السابق حامد كرزاي، ولكنها فشلت في ذلك بعد أن تيقنت طالبان أنها أصبحت في موقع قوة وتريد فرض منطقها على الأمريكيين والسلطات الأفغانية على السواء. وتصر حركة طالبان وخاصة جناحها المتشدد على العودة الى سدة الحكم بقناعة أنها السلطة الشرعية في هذا البلد وان الولاياتالمتحدة قوة غازية أطاحت بها.