أثار الرئيس الأفغاني، حامد كرزاي، الشكوك بشأن اتفاقية أمنية ذات أهمية حاسمة مع الولاياتالمتحدة، عندما قال إنه يجب عدم توقيع الاتفاقية قبل انتخابات الرئاسة الأفغانية التي تجرى في أفريل، وهو ما دفع البيت الأبيض الى تأكيد طلبه إقرار الاتفاق بنهاية العام كحد أقصى. وتأتي خطوة كرزاي المفاجئة غداة قول وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، ان الجانبين اتفقا على الصيغة النهائية للاتفاقية ويبدو في حكم المؤكد ان تجدد التوتر مع واشنطن. وجاءت تصريحات الرئيس الأفغاني أمام زهاء 2500 من شيوخ القبائل والزعماء السياسيين من شتى أنحاء البلاد في اجتماع مجلس القبائل الأعلى (لويا جيركا) بكابول لبحث إمكان السماح ببقاء قوات أمريكية بعد انسحاب القوات الأجنبية المزمع من أفغانستان عام 2014. وتقول الولاياتالمتحدة انها قد تسحب كل قواتها في نهاية عام 2014 وتترك مهمة قتال متشددي حركة طالبان للقوات الأفغانية في غياب اتفاق امني مع افغانستان. وفي بيان من المؤكد ان يثير غضب الولاياتالمتحدة التي تحرص على التوصل الى اتفاق أمني مع كابول في أسرع وقت ممكن، أبلغ كرزاي مجلس القبائل الأعلى ان أي اتفاق بشأن وضع القوات الأمريكية يجب ان ينتظر الى ما بعد الانتخابات الرئاسية في أفريل. وقال كرزاي الذي لا يمكنه خوض انتخابات عام 2014 بموجب الدستور «هذه الاتفاقية يتعين توقيعها حين تكون الانتخابات أجريت بالفعل بالشكل الملائم وبكرامة». وقال مسؤولون أمريكيون إنه بدون الاتفاقية الأمنية لن يكون هناك اتفاق لإبقاء قوة أمريكية في افغانستان بعد عام 2014. وابلغ جيمس دوبنس المبعوث الامريكي الخاص إلى أفغانستان وباكستان شبكة (بي. بي. آس) التلفزيونية انه من المهم الحصول على الموافقة على الاتقافية سريعا لوضع خطة المهمة الامريكية المستقبلية في افغانستان. وقال «أعتقد أن إرجاء التوقيع حتى أفريل سيجعل من الصعب علينا الوفاء بالتزاماتنا كما سيجعل من الصعب اكثر ومن المستحيل فعليا على البلدان الأخرى الوفاء بالتزاماتها. اعتقد انه سيكون له تأثير ضار على المدي الطويل على حجم المساعدة الدولية لأفغانستان». وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، للصحفيين ان الرئيس، باراك أوباما، يريد ان توقع الحكومة الافغانية هذه الاتفاقية وتقرها بحلول نهاية العام. وأضاف «نأمل ان يعجلوا بالتصديق على نص الاتفاقية». وأردف ارنست في محاولة للضغط على كرزاي ليغير موقفه ان اوباما سيتخذ القرار بشأن الوجود الأمريكي في الأجل الأطول في أفغانستان بعد ان تقر الحكومة الافغانية الاتفاقية الامنية. وكانت القوات الأمريكية قد دخلت أفغانستان بعد قليل من هجمات 11 من سبتمبر عام 2001 على نيويوركوواشنطن وساعدت المقاتلين الأفغان على الإطاحة بحكومة كانت تقودها طالبان وفرت مأوى لقيادات تنظيم القاعدة. وأثار الوجود الأمريكي عداء شديدا بين بعض الأفغان الذين رأوا فيه انتهاكا لسيادتهم وغضبا لمقتل مدنيين خلال العمليات العسكرية الأمريكية. وسعى البلدان على مدى عام تقريبا لإبرام اتفاق أمني ثنائي يحدد عدد قواعد الولاياتالمتحدة وجنودها الذين سيبقون في أفغانستان بعد خروج معظم القوات الأجنبية المقاتلة منها بحلول نهاية العام المقبل. وسبق وأن وصفت حركة طالبان اجتماعات لويا جيركا بأنها مسرحية هزلية. وفي المرة السابقة التي اجتمع فيها المجلس عام 2011 أطلق متمردون صاروخين على الخيمة التي يجتمع فيها شيوخ القبائل لكن لم يصب أحد من الحضور. وأعرب شيوخ قبائل وزعماء سياسيون جاءوا من مختلف بقاع أفغانستان للمشاركة في اجتماع اللويا جيركا عن خيبة أمل من الطريقة التي تدار بها المفاوضات بين كابولوواشنطن.