أكد الرقم الثاني الأسبق في القوة الدولية في أفغانستان الجنرال البريطاني نايك كارتر، أن الدول الغربية ضيّعت فرصة تحقيق السلام في أفغانستان قبل عشر سنوات، بسبب رفضها التفاوض مع حركة طالبان المتمردة. وقال الجنرال كارتر إن فرصة السلام تبخرت سنة 2002، عندما كانت حركة طالبان في موقع المدافع عن النفس مباشرة بعد الإطاحة بها في كابول من طرف القوات الأمريكية والقوات الموالية لها ضمن ما يُعرف بقوة ”إيساف” بعد تفجيرات الحادي عشر سبتمبر 2001. وأضاف الجنرال البريطاني أن حركة طالبان اضمحلت وكانت في حالة فرار، ”ولو كانت لدينا النظرة المستقبلية الصائبة في تلك الفترة لكنا أخذنا بخيار حل سياسي نهائي؛ بإجلاس الأفغانيين إلى طاولة مفاوضات مباشرة لتحديد مستقبلهم”. واقتنع الجنرال البريطاني بعد كل هذه الفترة بأن القوات المتورطة في المستنقع الأفغاني، كان يتعين عليها أن تتحلى بالتعقل؛ على اعتبار أن مشاكل أفغانستان لن تُحل إلا عبر الحوار. وجاءت تصريحات نائب القيادة العليا للقوات الدولية في أفغانستان بعد فشل أول جلسة مفاوضات بين حركة طالبان ومسؤولين أمريكيين بالعاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، عندما أصر ممثلو الحركة على استعمال عبارة ”الإمارة الإسلامية في أفغانستان”، والتي فجّرت الاجتماع الذي رعته السلطات القطرية. كماأدى هذا الاجتماع إلى أزمة دبلوماسية بين واشنطنوكابول عندما ثار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على هذه المفاوضات، وتشكيل حكومة طلبان في المنفى، واعتبر ذلك بمثابة تخلٍّ أمريكي عن سلطته لصالح حركة طالبان. واقتنعت الإدارة الأمريكية بعد 12 سنة من اندلاع الحرب الأهلية في هذا البلد مباشرة بعد الإطاحة بنظام حركة طالبان، بأن الحل التفاوضي يبقى الوسيلة الوحيدة للخروج من متاهة هذا المأزق. وقال الرئيس باراك أوباما ردا على موقف كابول، إن هذه المفاوضات ستتواصل على اعتبار أنها الوسيلة الوحيدة لوضع حد للعنف المستفحَل في أفغانستان، وهو الخيار الذي دافع عنه الوزير الأول البريطاني ديفيد كامرون، الذي أكد أثناء تواجده بالعاصمة الأفغانية التي وصل إليها في زيارة مفاجئة أمس، أن مبدأ مفاوضات السلام مع طالبان يبقى الحل الوحيد لوضع حد لمأزق لأكثر من عقد من الزمن. وقال كامرون مدافعا عن موقفه إن حركة طالبان بدأت تقتنع بأنها لن تتمكن من لعب أي دور في أفغانستان بواسطة العنف المسلح، وإن الحل يكمن في وضع السلاح وقبول الدخول في مسار سلام ومفاوضات مفتوحة.