رغم حملات التحسيس والتوعية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية مع حلول موسم الاصطياف إلا أن عدد المصطافين الذين يلقون حتفهم في البحر لا يزال مخيفا، والسبب هو عدم احترام العديد من الجزائريين القوانين وابتعادهم عن أخذ احتياطات السلامة والحذر. وتبقى الحصيلة المعلن عنها في كل مرة عن عدد الضحايا من الغرقى والتي تؤكد أن أغلبية الغرقى تسجل بالشواطئ الممنوعة والسدود والآبار وغيرها من الفضاءات المائية، هي الدليل القاطع على تجاهل المصطاف لشروط السلامة والقوانين. في كل مرة وخلال موسم الاصطياف تؤكد الأرقام الصادرة عن الجهات الرسمية المعنية وعلى رأسها مصالح الحماية المدنية أن العدد الأكبر من المصطافين الذين يلقون حتفهم غرقا يسجل على مستوى الشواطئ غير المحروسة والسدود والبرك والمستنقعات. وحسب آخر أرقام الحماية المدنية المسجلة خلال الفترة الممتدة بين أول جوان و 8 أوت فإن هذه الأماكن ما تزال تسجل الأعداد المرتفعة من الوفيات خلال مواسم الاصطياف، والسبب في ذلك هو عدم التحلي بالحذر وأخذ احتياطات الأمن والسلامة وغياب ثقافة البحر لدى العديد من الجزائريين وإصرارهم على السباحة في شواطئ غير محروسة والفضاءات المائية الخطيرة الأخرى سواء في الشواطئ المصنفة ممنوعة أو مختلف الأماكن التي ألف الشباب ارتيادها للسباحة. وفعلا فقد سجل العدد الأكبر من الغرقى الذين توفوا في البحر هذه السنة في الشواطئ غير المحروسة بلغ 56 غريقا و 15 غريقا بالشواطئ المحروسة خارج أوقات الحراسة، وهذا في ظرف شهرين فقط مقابل 79 في موسم الاصطياف الماضي، بينما قدر عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في السدود والآبار والوديان والبرك ب 96 شخصا . ويتخوف المتتبعون من ارتفاع عدد هؤلاء الغرقى خلال شهر أوت الجاري الذي تشهد خلاله الشواطئ توافدا أكبر للمصطافين الذين يختار أغلبهم هذا الشهر للخروج في العطلة السنوية . ويبقى من جهة أخرى غياب الحذر لدى العديد من الأولياء والأقارب الذين يصطحبون الأطفال معهم إلى البحر السبب الآخر الذي يغذي الحصيلة المعلنة في كل مرة من طرف الحماية المدنية للغرقى، حيث يتركون هؤلاء الأولياء أطفالهم يسبحون بعيدا عن أعينهم وهم لا يبالون بالأخطار المحدقة بهم والنتيجة في الأخير هي الندم بعد حدوث الكارثة وفوات الأوان، ومن جهة أخرى يغامر العديد من سكان المناطق الداخلية خاصة منهم الشباب حيث منهم من يلجأ إلى السباحة وهو لا يجيدها والخطر يكون أكبر عندما يحاول هؤلاء السباحة في السدود والشواطئ الممنوعة التي غالبا ما تفاجئهم الصخور المختبئة تحت الماء من جهة والتيارات التي تبتلع كل من سقط في مخالبها . وتسعى مصالح الحماية المدنية مع حلول كل موسم اصطياف إلى جلب انتباه المصطافين وتحسيسهم بمخاطر البحر من خلال ومضات اشهارية تلفزيونية وإذاعية تحثهم فيها على مراقبة أطفالهم في الشاطئ واجتناب بعض التصرفات التي قد تعرضهم وأطفالهم لخطر الغرق كالسباحة مباشرة بعد الأكل أو ترك الطفل على الشاطئ وبحوزته لعبة دون مراقبته، وهي حالة خلفت حالات غرق عديدة على المستوى الوطني لقي أطفال حتفهم غرقا بسببها بعد أن حاولوا استرجاع لعبهم التي جذبتها الأمواج نحو البحر. وحسب مصدر من مصالح الحماية المدنية فإنه رغم التحسيس والتوعية التي تقوم بها هذه الأخيرة وغيرها من الجهات المعنية بالموضوع فإن المصطافين ينسون كل ما يتلقونه من تعليمات وتحسيس بمجرد دخولهم الشاطئ وهو ما يبقي على خطر الغرق الذي يحصد في كل سنة العديد من الأرواح.