تقديرا لتضحياتهن، شجاعتهن، التزامهن، ثباتهن، وفائهن، أصالتهن وكذا تفانيهن وموهبتهن، كرّمت أوّل أمس، وزارة الاتصال، ثمان من نواعم الجزائر في حفل احتضنه فندق ”الأوراسي” وسادت فيه أجواء حميمية جعلت المناسبة فرصة للقاء والتقييم والتأكيد على التميّز. التكريم شمل ثماني نسوة اعتنقن حب الجزائر عن قناعة فعشقنها حتى النخاع، وناضلن من أجل أن تظلّ واقفة رغم الداء والأعداء، وتمّ تقديمهن في شريط وثائقي أبرز أحقيتهن بالتكريم والعرفان، حيث تركن بصمات خالدة في مسار الجزائر التاريخي، والبداية مع الشهيدة حسيبة بن بوعلي، المناضلة زهرة سلامي، الإذاعية المجاهدة زهية خلف اللّه، السيدة الاستثنائية التي تمرّدت على أبناء جلدتها كلودين شولي، المناضلة والنقابية المندّدة بالتحرش الجنسي في أماكن العمل سمية صالحي، وكذا المطربة نسيمة شعبان، المناضلة من أجل حقوق المرأة مايا ازقار والإعلامية أمينة نذير.المناسبة حضرتها وجوه نسوية من مختلف وسائل الإعلام الوطنية، وحملت شعار ”تقديرا لنساء جديرات”، وأشرف عليها وزير الاتصال السيد حميد قرين، الذي أكّد أنّ جميع نساء الجزائر جديرات بالتكريم، مضيفا أنّ المحتفى بهن ”يتقاسمن حب الوطن”، مضيفا أنه ”من خلال هذا التكريم، تكرّم كلّ الجزائر”، وقال ”التجربة منحتني خبرة في العلاقات الإنسانية خاصة مع النساء، ووجدت أنّ النساء متفانيات وعندما يلتزمن بشيء يلتزمن به عن قناعة تامة”. أوّل المكرّمات كانت حسيبة بن بوعلي، الغائبة الحاضرة في الذاكرة الجماعية، وخصّت بالتكريم على ”تضحيتها”، وفي هذا الشأن قالت السيدة كلاش (صديقة للعائلة)، أنّ الشهيدة فضلت التضحية بحياتها وشبابها من أجل الاستقلال، كما كرّمت اعترافا بوفائها المجاهدة والإذاعية زهية خلف الله، التي أعربت عن سعادتها بهذه الالتفاتة التي تشهد على نضالها، كما خصّت المناضلة زهرة سلامي (أرملة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة)، بتكريم بعد الوفاة على ”شجاعتها”، وتمّ استحضار المناضلة الثورية وصديقة الجزائر كلودين شولي، اعترافا ب«التزامها”، حيث تسلّم ابنها كلود جائزة الاستحقاق، واعتبر أنّ القدر جمعها بالجزائر والإنسانية زادت هذه الرابطة وثاقا. كما حضر اسم ”فيروز الجزائر” نسيمة شعبان، التي حظيت بالتكريم على ”أصالتها”، وأهدته لروح والدتها التي ساندتها طوال مشوارها الفني، وكذا لأساتذتها الذين يعود لهم الفضل في تألّقها، وشمل التكريم أيضا الناشطة ضد التحرّش الجنسي في أماكن العمل سمية صالحي، مسؤولة الفرع النسوي بالاتحاد العام للعمال الجزائريين، وقالت ”أناضل منذ أربعة عقود من أجل المساواة، وسعيدة بأن أكرّم إلى جانب بن بوعلي، وخلف اللّه وغيرهما”، وأضافت ”أتذكّر كلّ اللواتي قاومن، عانين وناضلن من أجل كرامتهن”. وكرّمت أيضا المناضلة من أجل حقوق الإنسان ماية ازقار، من جهة أخرى اعترافا ب«تفانيها”، وكذا الإعلامية أمينة نذير، على ”موهبتها”، حيث أعربت عن ”تأثرها” بهذا التكريم وعن ارتياحها ”للمحيط المهني الحالي”.