قدّمت الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة لوزارة الثقافة العراقية، أوّل أمس، بقاعة "ابن رشيق" بتونس، مونودرام "حرير"، الذي يتناول المراحل الزمنية التي عاصرتها المرأة العراقية في ستّ شخصيات، جسّدتها الممثلة ليلى محمد في الطفلة الثائرة والمرأة المنهكة من أعباء الحياة ومتنقلة في الخصوصية الاجتماعية والثقافية التي تختلف في العراق. اعتمد العمل المونودرامي، الذي مثّل العراق في المهرجان الثاني للمهرجان النسوي مرا بتونس، على تقنية الضوء والظلّ في السرد الدرامي لقصة عدد من النسوة العراقيات عشن حياة تراجيدية بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تعرفها البلاد من سنوات، هي أقرب لبكائيات على فراق الأهل والأحباب، تفوّقت فيه الممثلة ليلى محمد، على نفسها وأدت دورها بقوة متناهية وإبداع خلّاق، سببه تمكّنها من فن المونودرام فهي حاصلة على شهادة ماجستير في هذا التخصّص. وعرفت الممثلة أين تضع قوّتها في الفترات المناسبة لمسار القصة، وكسبت رهان التأثير على الجمهور، لكن دون أن تحقّق الفرجة المسرحية المنتظرة، واستعان العمل كذلك بموسيقى مستوحاة من التراث المحلي للعراق، أمّا الديكور فكان بسيطا لدرجة تصنيف العمل ضمن المسرح الفقير، ويقدّم المشهد الأوّل صورة أم عثمان الصيادة التي التقط نموذجها من حادثة "جسر الأئمة" التي تقدّم للنهر ابنها البطل الذي ينقذ الجميع ولا يجد من ينقذه، وفي مشهد آخر ضمن فاجعة تدخل سميرة العاشقة التي تغرق في السكر والإدمان لتنسى خيانة حبيبها وتركت وطنها بسببه. المشهد الثالث يقدّم نموذجا آخر لامرأة تدعى جميلة، تجد نفسها، قصرا، تواجه غيضا من الأحزان تنتظر شقيقيها اللذين يعودان من الحرب منتصرين، لكن سرعان ما تتحوّل فرحة جميلة إلى مأساة بسبب نهب وسرقة أموال الدولة على يد حماتها، إلى جانب عدد من المشاهد الأخرى التي تروي قصة بقية الشخصيات الست، وساهمت السينوغرافيا التي تكفّل بإنجازها المخرج فلاح إبراهيم، في إعطاء بعد فني راق، إذ ركّزت المسرحية على خيال الظل عبر ستار يفسح المجال لمحاكاة حواراته من خلال الضوء الذي يتخلّل ستار القماش الأبيض الذي يخلف الظل للأشخاص بعد تسليط الضوء من الخلف.