تشكل التجربة المسرحية والإنسانية للمبدعة العراقية عواطف نعيم علامة بارزة في المسرح العراقي والعربي ومن خلال الحوار نكتشف رؤاها اتجاه نخبة من القضايا التي يطرحها الواقع على العملية الإبداعية والكتابة لحظة الحرب والموت المجاني ونلج معها لإلى نتوؤات الجرح العراقي وعداباته ورفضها الرحيا بعيدا عن أرض حمورابي وشرائعه المنتهكة من الآلة الأمريكية تألقت كثيرا في إخراجك لمسرحية »نساء لوركا« الذي شاركتي به في العديد من المهرجانات، ما سر نجاحه ؟ يتوقف عند فكرة فلسفية مهممة تقول »ابن الخوف« يولد الديكتاتورية وإن لم تقتل خوفك فإن خوفك سوف يقتلك، هذه هي الفكرة وأعتقد أنها وصلت بشكل واضح، هي حياة يمنحها لنا الخالق مرة واحدة، ليس لدينا حياة إحتياطية ونؤجل أعمالنا، علينا أن ننفذ ما علينا من أعمال وطموحات وأن نزرع الأمل إذا كان ثمة موت مجاني في الشارع العراقي علينا ألا نخاف لأن الحياة محسومة بقرار من الإله سبحانه وتعالى وليس بقرار من البشر، علينا ان نؤمن بأن الحياة هي ملكنا الآن علينا ان نعيشها كما نشتهي وكما نحلم رغم الموت والخوف ورغم كل حالات النفوس وما يحدث علينا أن نعيش. مادا يجتذبك أكثر عوالم الإخراج أم التمثيل على خشبة المسرح ؟ -أنا أعشق المسرح وأحب خشبة المسرح عندما تحتاجني هذه الخشبة أكون على فحوتها كأي فارس وعندما يحتاجني المسرح أن أكون وراء الكواليس وأقود الحركة على الخشبة أكون وراء الكواليس لأقدم رؤى وأفكارا وجمالا وعبرة الضور والأداء واللون في فضاء العرض المسرحي. *من خلال تجربتك الشخصية هل ترصدين لنا تجربة المرأة العراقية المبدعة والمسكوت عنه ؟ -طردت من عائلتي،وحينما ابتليت بالفن وعندما شغفت به كان جزائي طردي من عائلتي، والدتي رحمها الله ووالدي كانا الوحيدن اللذين سانداني في خطواتي الأولى، لكني عندما استطعت أن أثبت للآخرين أنني أحمل عقلية إبداعية وأنني ذات عقل نير وأني أضيف إلى الحركة الثقافية لبنة وإلى الحركة المسرحية خطوة احتضنوني جميع وفخروا بي، لم يكن الطريق سهل لقد عانيت كي أصل ، عنيت من الرقيب، عانيت من التهجين، عانيت من الممنوع والتهميش، عانيت كي أكون بعد ذلك اسما في العراق وعلى مستوى الوطن العربي، إسما يفخر به الأخرون، وأنا اعتز به لأنه لم يأتي عبر الطريق السهل، لذا أنا أريد أن أعوض تلاميذي عما عانيته من تحيز في بداية خطواتي كي لا أكون كما كام الآخرون معي وإنما أن أكون أما وأستاذة ومربية ومعلمة وأن أكون حظنا دافئا يفيدوهم بالجديد، لأنني أؤمن أن الامتداد ضروري لكي يتواصل الاسم، علي أن أخلق امتدادا لكي يتواصل وهج المسرح العراقي ولكي تتواصل الثقافة العراقية، كلنا كمبدعون علينا أن نخلق لنا أجيالا وأن نرفد الخارطة الثفافية العراقية بأجيال وأن نكون الأيدي الامنة لايصالها إلى مكانها تحت القمع. ماهي الإشكالات والمواضيع التي تستقطب مشروعك الفني المسرحي ؟ كل ما يتعلق بهموم الانسان، بطموحه، أحلامه، ذوقه، كل ما أحس أنه يمس الانسان في همه اليومي ومعانات الانسانية أحاول أن أقدمه من خلال خشبة المسرح، ثم أنا أعشق مسرح الطفل وأحب الأطفال وأؤمن بأن مخيلة الطفل مخيلة هائلة لا نستطيع مهما بذلن من جهد ان نرتقي إليها، أحاول أن أتحدى نفسي كي أصل إلى هذه القدرات وأصيغ نصوص وأشكل عوالم من جمال على خشبة المسرح لأقدم مسرحا يعلم ويربي ويرتقي بالذائقة ويمتع من خلال مسرح الطفل أيضا. مادا عن راهن المشهد الثقافي العراقي في ضل الوجود الأمريكي ؟ لقد حولنا حفلاتنا المسائية في المسرح إلى حفلات صباحية، لذلك نعرض الساعة الواحدة ظهرا وتفتح الأروقة أبوابها صباحا من الساعة الثامنة صباحا إلى الساعة الرابعة أو الخامسة الناس تتوافد وتشاهد وتتفاعل لأنها تحتاج إلى متنفس، العين تحتاج كي ترى والروح كي تنهض وتنتعش، البصيرة تكسب من خلال اللون والضوء والحركة والاحساس والمشاعر، الموسيقى موجودة الأغنية موجودة القصيدة موجودة والصورة موجودة هناك في اتحاد الأدباء صبوحات يومية فيها شعراء شباب جميلين يلقون الشعر، هناك منتدى اسمه منتتدى »نازك الملائكة« يغرد فيه شاعرات عراقيات كل صباح أربعاء وهناك أروقة مفتوحة للحوار والتلاقي والهمل، وهناك المسرح الوطني فضاءاته مفتوحة وأضوائه مضاءة نحن غادرنا العراق بعد عرض مسرحية جميلة قدمها الأستاذ عزيز خيون اسمه »حقل الحلام« يتحدث عن الحروب ومأساتها، يتحدث عن كيف تحول الحلم والوطن إلى حقل من الألغام، عمل جميل قدمه الأستاذ عزيز على المسرح الوطني، ثم غادرنا معا كي نحضر فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته الثالثة، وعمل من إخراجه وتأليف الأستاذ »فاروق محمد«، أترين تركت في العراق من يعملون الآن على خشبة المسرح الوطني رغم كل المخاوف يعملون هي حياة واحدة وليس ثمة حياة احتياط نسحبها ثم نعيشها. ماهي الرسالة التي توجهينها للمثقف والمبدع العراقي ؟ أقول له إن الغد قادم وهو لنا، وللغد حلم جديد، وأن الحلم لما ينفذ نفتح المجال لحلما آخر كي يصبح للحياة معنى وجدوى، المسرح العربي مازال يتواصل ويتفس وجوده وحياته، يعني مهرجان الجزائر هذه التظاهرة العربية الكبيرة التي جمعتنا نحن كل العرب من أرجاء الوطن العربي أعطت مثالا للوحدة العربية من خلال الفن والجمال والحلم فلندرك بأن المسارح قد أسرتنا كي نرتقي ونطرح همومنا ومعاناتنا ونتواصل مع الآخرين كي يحسوا بنا ونحس بهم، إذن هو يؤدي مهماته عبر هذه التظاهرات وهذه المحافل، لكن هناك حقيقة لا يجب أن نغفل عنها وهي أن المسرح العربي لازال متعثرا ولكننا سوف نتواصل، أنا أجد بأن المسرح العربي مازال بخير في قرطاج وفي التجريبي وفي الجزائر وفي وفي المغرب وفي الأردن وفي الشارقة وفي دمشق، في كل هذه البلدان التي تعنى بالمسرح، هذا ما جعل المسرح العربي متواصلا ومازال المسرح يفتح ذراعيه بمختلف الألوان المسرحية من العالم ويلتحم معها لأنه ينفتح على ثقافة الآخر وينهل من تلك الثقافات لكنه يتحاور معها من باب التكافأ فالمسرح العربي مازال بخير على الأقل فيما يتعلق بالرؤى والأحلام. النقد المسرحي يثرى وينتعش عندما تكون هناك حركة مسرحية والحركة المسرحية هي التي تمنح له زخمه وتديم حركته وتطور نهجه ومناهجه، المسرح متواصل والنقد العربي متواصل لأن كلاهما يكمل الآخر. لمادا رفضت المنفى و الرحيل عن الوطن حينما غادره الكثيرين من أبناؤه ؟ أنا لم أغادر العراق أساسا، هذا اختياري وقناعتي، وهم أحرار في اختيارهم وقراراتهم، أعتقد أنهم أحرار في كل اختياراتهم وهم أيضا يحترمون قراري في أمن أبقى، أن اخترت العراق سابقا والآن ولن أغادر لأنه عراقي وهو ملكي وهو إرثي من أهلي من أبي وأبي الذي ورثوه عن أبائهم وأجدادهم، هو إرثي وسأرثه لأبنائي، لذلك علي أن أحافظ عليه سليما معافى موحد مستقل، ذات سيادة من الشمال إلى الجنوب، وهذه هي مهمتي كفنانة ومثقفة عراقية، إذا لن أغادر، لا يمكن أن أغادر أهلي وناسي، لا يمكن أن أخذل وطن منحني كل هذا البهاء، كيف لي أن أغادر. كيف تعقبين على مقولة أن " المسرح العربي يعاني مكن أزمة نصوص"؟ ثمة خصوصية وميزة بين الكتابة المسرحية والروائية كتابة الرواية هي جنس أدبي والكتابة المسرحية هي أيضا جنس أدبي آخر، وللكتابة المسرحية قواعدها وأسسها فالمسرح بالذات هو صراع قائم على صراع، قد يكون بحوار وشخصيات وفكرة وأحداث لكنه قائم على صراع، صراع يولد أحداثا ولغة المسرح سواء أكانت بالشعبي أو ناطقة بالفصحى، سواء أكانت تاريخية أو كانت معاصرة أو شعرا أو كانت نثرا هي يجب أن تكون قائمة على مقومات وأسس صياغة النص المسرحي في مختلف مذاهبه، سواء أكان نصا كلاسيكيا أو نصا مكتوبا بطريقة رمزية، واقعية أو سريالية، يجب أن يحوي مقومات النص في أن يكون هناك أولا وأخيرا صراع لغة السرد هي السائدة والغالبة في الرواية والقصة، هناك حكاية وشخصيات وحوار مكتسب، لكن هناك السرد والسرد هو الغالب، لكن هنا في المسرح حتى الحوار يحتوي روح الدراما وهو مختلف، النص المسرحي له مقوماته حسب الطريقة التي يكتب بها وله أسسه في الصياغة الكتابة وها نحن انتهينا قبل أيام من ورشة الكتابة والتأليف ضمن الورش التي أقامها المهرجان وكنت أنا والأستاذ قاسم مطرود نحاضر ونتكلم عن لماذا نكتب؟ وكيف نكتب؟ ولمن نكتب؟ نتكلم عن تاريخ النص المسرحي من الكلاسيكية وصولا إلى نصنا هذا اليوم وكيف تكون الكتابة، وفي النهاية خرجنا من خلال هذه الورشة بنصوص مسرحية متفاوتة في الجودة على يد هؤلاء المتربصين النجباء، لكنها بشرت بأن هناك عقول قادرة على أن تستصيغ نصا مسرحيا جيدا، وأقولها بأعلى صوت المسرح لا يعاني من أزمة نص، المسرح يعاني من أزمة رقابة وأزمة إنتاج، هناك الكثير من الكتاب،هناك المسرح العالمي بكل ما فيه من آفاق ننهلها ونبني نصوص مصيغة، هناك كتاب رائعون في أرجاء العالم العربي وهناك كاتبات رائعات يكتبن للمسرح العربي، ليس هناك أزمة نص، الأزمة في الإنتاج وتوفير الدعم المادي والرقابة، في رفع مقص الرقابة لكي تجد هذه النصوص حريتها وحركتها وتعتلي الخشبة فتضيئها، المشكلة في من يدير ويشرف على المؤسسات المسؤولة عن الحركة المسرحية والثقافية، هي المسؤولة وهي التي تعرقل حركة المسرح وليس أزمة نص أبدا هذا ظلم. هل يعني دلك أن مقص الرقابة هو الوحيد الذي يعرقل الحركة المسرحية العربية وليس قلة النصوص حسبما يدعي البعض؟ بطبيعة الحال، فمقص الرقابة عندما يقصص جناح الطير لا يستطيع الطيران ويحلق في فضاء واسع وحر، نفس الشيء بالنسبة للكاتب، فعندما يقص الرقيب لسبب من الأسباب ويحجم من نصه ويقل من آفاق هذا النص فإنه يعمل عامدا على قتل روح الإبداع في ذلك النص، وبالتالي يقتله وعندما لا تتوفر لذلك النص أفاقه المعافاة من المردود المادي في فضاء العرض، يكسبه حلة ويوفر له أدواته من ممثلين ومن عقليات إخراجية خلاقة ومن تقنيين رائعين ينظرون ومؤدين بعين الجمال عندما لا تتوفر كل هذه المعطيات كيف تريدين للمسرح أن يكون معافى؟ هذا هو جوابي من خلال معرفتي وقرائتي ومشاهدتي، ومن خلال تتبعي للحركة المسرحية العربية ومعرفتي للحركة المسرحية العالمية. إن الدرب أمام المبدع رجلا كان أم إمرأة فيه معاناة، لكي يجد هذا المبدع مكانه يحتاج إلى الصبر ومواجهات وصدامات لكي يوفق، والمؤكد كينونته من خلال العمل المسرحي من خلال نص وعمل يقدمه على الخشبة، من خلال رواية كي تجد طريقها إلى النشر، من خلال قصيدة يرغب أن يسمعها لمجموعة المتلقين، من خلال أغنية يحلم أن يطلقها، ليس الطريق سهلا أمام المبدعين وخاصة في مجتمعنا العربي الذي تسيطر فيه الكثير من مفاصله، مافيات تحتكر الأضواء دائما، لذلك عليه أن يقاتل بوعي وفهم وثقافة وأن يكون مسلحا بهذا الوعي الثقافي وبهذا الفهم العالي، هذه القدرة على أن يكون فاعلا ومؤثرا كي يزيح هذه المافيات، ثم أن البلدان التي لا يكون فيها إلا أسماء محددة للمبدعين هي بلدان عقيمة لا تنجب، فالابداع يحتاج إلى تواصل وعلى المبدع أم يقاتل ليكون إبداعا، لكي يضيء مساحته ويأخذ حقه، ليس سهلا أن تجدي مكانك بين قامات عالية عليك أن تسيري في الدرب دون أن تعمدي إلى إزاحة هذا أو ذاك بأساليب ودهاليز، أن تشقي الطريق بشكل مستقيم درجة بدرجة بثقة وبمصداقية ورقي ينعكس بالتالي على طبيعة سلوك نتاج ثقافي. وماذا عن تجربتك في عوالم مسرح الطفل؟ مسرح الطفل مازال يحتاج إلى الكثير من التعب، هناك حركة وهناك شباب يعملون من أجل إدامة حركة مسرح الطفل لأنهم يؤمنون أن مسرح الطفل هو وسيلتنا لخلق متلقي جديد يتمتع بذائقة جمالية وفكرية نيرة قادر على أن يتواصل ويمحص وينتقي العروض وطبيعة العروض المقدمة على خشبة المسرح، نحن نصنع للمستقبل المتلقي مستقبل جيد يتواصل مع المسرح، لأن المسرح بلا متلقين ليس ثمة رسالة تتواصل وتوصل للناس إذا لم يكن هناك متلقي، لكن ليس ثمة دعم حقيقي لمسرح الطفل، وأنا أيضا أحمل المؤسسات الثقافية ووزارات الثقافة والتربية كلها أحملها مسؤولية في ان يدعموا مسرح الطفل، في أن يرفدوه أولا إلى المستوى المادي الدعم المادي المفتوح، ثانيا أن يجعلوا المسرح متواصلا في المدارس أن تدرس حصة المسرح في المدارس كما تدرس الحصص الأخرى كالرياضيات، الدين، الجغرافيا، الفيزياء والكيمياء وفي تعلم الأبجديات الأولى، لذا على المسرح أن يكون موجودا، وأن يكون النشاط المسرحي في وزارة التربية موجودا لكي يكون في المدرسة وعبر العروض والمسارح والفرق الأهلية، على الدولة في أي جهة من أوطاننا العربية أن ترعى المسرح وأن توفر له ما يحتاجه وأن ترعى المبدعين وتؤمن أن هذا الطفل يحتاج إلى الكثير من الرعايا والاهتمام لكي ينبيني إنسانا صالحا ومواطنا فاعلا قادرا على حماية وحفظ تراث أمة وحياة شعب. ما تقييمك للحركة المسرحية في الجزائر؟ بلد له خصوصيته في المسرح وكل بلد له تطوره وله وتميزه، أنا شاهدت في الأيام التي قضيتها بالجزائر في أول زيارة لي من خلال المهرجان الوطني للمسرح المحترف، شاهدت اجتهادا في العروض الجزائرية وشاهدت عروضا متفاوتة سواء في رؤاها أو في خطابها المسرحي، وما لفت نظري مستويات أداء جميل الأداء المسرحي كان جميلا، يعني في "انسوا هيروسترات" كان هناك أداء جميل على شخصيتين ساحرتين على الخشبة، ممن مثل شخصية الأمير الفنان القدير العيد قابوش كان ساحرا والشخص الذي مثل السجان "عبد الحليم زريبع"، ثم الشخص الذي لعب دور هيروسترات "مصطفى صفراوي"، كان الدور جيد، أما الشابة التي لعبت دور الملكة سامية مزيان كانت أيضا جميلة في أدائها على الخشبة، وشاهدت أيضا عرض عنابة وكان هناك ممثل ساهر جميل مثل شخصية مسعود العسكري كان قدم كاركترا جميلا جدا دلالة على أن هناك عقلية تفكر لكي تقدم شيئا مؤثرا لدى المتلقي، وشاهدت أيضا قد لا تحضرني أسمائها فيها "فوضى الأبواب" لشوقي بوزيد التي شدني فيها السينوغرافيا الجميلة، شاهدت فيها لعبة من الكوميديا الساخرة والأداء الكاريكاتوري الجميل لهؤلاء الممثلين على الخشبة، يعني هناك تنوع واجتهاد وفضاء أداء وفضاء فكر لتقديم عروض مسرحية مغايرة وفي بعض الأحيان مشاكسة لتوصل خطابها ولتمثل من خلالها ثقافة الفن والهم الجزائري. تقلدت عديد الجوائز ، ماذا أضافت لك وهل تعتبرينها تكريم أم مسؤولية ؟ الجوائز هي نوع من التكريم والالتفاتة لهذا المبدع الذي يقدم جهده وعصارة عقله وروحه من خلال منجزه الإبداعي على خشبة المسرح سواء أكان نصا مسرحيا أو أداء تمثيليا أو إخراجا أو تقنية في السيونغرافيا أو تقنيات المسرح الأخرى أو في فضاء الكتابة والبحث والتنظير للمسرح، كل هذه تتويج للكتابة الإبداعية، لذلك نحن نفرح بها لأننا نحتاج إليها ونحن أحياء، أما بعد أن يطوينا الردى ثم تأتي هذه الجوائز والتكريمات فأنا أعتقد أنه لا قيمة لها. وهل تحضرين لأعمال جديدة؟ أنا الآن أتهيأ لتقديم عرض مسرحي يحمل اسم "حلم مسعود"، وحلم مسعود هو قراءة جديدة وتناص مسرحي مع قصة قصيرة ل "تشيكوف" الأديب الروسي الكبير عن رواية اسمها "كلب الجنرال" أقدم هذا النص مع نخبة رائعة من نجوم المسرح العراقي، المسرح القومي العراقي وهو عمل من نوع الكوميديا الساخرة الغروتسك التي تنعكس وتعكس وتسقط على واقع راقي يعيشه العراقي الآن في محنته الحالية. ما هي الرسالة التي توجهينها لأبناء العراق الجريح ؟ للعراق أقول يبقى العراق أصيلا، يبقى العراق منبع الحضارات يبقى العراق عراقي وليس لي عنه من مغادرة، وليس لي عنه من الفتات، وليس لي عنه من سلوى هو سلوتي وملاذي هو محبتي هو كل ما أحب، هو ذاكرتي وأقول للجزائر التي شرعت لنا أبوابها كي تضمنا إلى صدرها الحاني ولكي تهون علينا سخونا الجرح اليومي أقول لها مباركة أنت أرضا وحضارة وقامات عالية برجالك ونسائك، المبدعون العاملون منهم والذين يديمون ألق الحياة في الجزائر، وأقول لبلدان العالم العربي، أقول لأخواني في كل مكان لمثقفي أوطاننا العربية افتحوا أبوابكم للعراقيين احتظنوهم، أكدوا على أن الوطن العربي مازال عربيا لا تملئون أرجوكم بالحسرة والخذلان لا تغلقوا الأبواب بوجه العراق وتذكروا نعم العراق خير البلاد سكنتموها بين خضراء وماء، لا تبتغوا أرضا سواها هي جنة فحذاري من أفعى تزف ثراها احتضنوا العراق والعراقي فهم امتدادكم وهم جذركم ودمكم وأهلكم افتحوا الأبواب لأرض الرافدين.