يعد شهر رمضان المعظم الشهر المفضل لدى العديد من شباب مدينة بوسعادة والذين ينتظرون حلوله بفارغ الصبر للاسترزاق وربح بعض المال لتغطية النفقات خاصة خلال أيام الشهر الذي يكثر فيه الطلب على تنوع الأكلات، حيث يعمد هؤلاء الشباب إلى تحضير الأمكنة التي يضعون فيها طاولاتهم لبيع كل المستلزمات والمواد الغذائية التي تتناسب مع شهر رمضان الكريم، كما أنهم يغيرون من تجارتهم تبعا للمناسبة. تنقلنا بين أرجاء النقاط التي يتخذها هؤلاء الشباب مقرا لبيع سلعهم وتحدثنا إلى بعضهم الذين أكدوا لنا أن هذا الشهر يجود عليهم بالربح، لذلك هم يستعدون له أياما قبل حلوله ويعدون له العدة الكاملة. وفي هذا الصدد قال لنا احدهم وهو شاب في مقتبل العمر صادفناه على باب السوق المغطاة بوسط المدينة انه بعد تركه لمقاعد الدراسة لم يجد مخرجا سوى التجارة وعليه فهو مطالب بأن يتماشى ومتغيرات السوق وما تتأثر به من مناسبات، ففي شهر رمضان يحبذ أن تكون تجارته في''التوابل '' التي يعرضها على إحدى طاولات البيع التي صنعها بيده، وحسبه فإنها التجارة المفضلة خلال شهر رمضان كونها تباع بصفة سريعة لكثرة الطلب عليها خصوصا من طرف ربات البيوت اللائي لا يستغنين عنها في أطباقهن المعروفة كشوربة الفريك المشهورة والتي لا تخلو موائد البوسعاديين منها، وطاجين الزيتون والأطباق الأخرى العريقة، مضيفا أثناء حديثه انه تجنب خوض تجربة المتاجرة بالحلويات الرمضانية والتي لا يدرك أصولها على الرغم من أنها تضمن الربح الكثير. في حين يفضل شاب آخر التقيناه بسوق الخضر والفواكه بحي 17 جوان يبيع الحلويات الرمضانية التي يصنعها بأنامله في المنزل كونه متحصل على شهادة في صنع الحلويات التقليدية ومن بينها ''قلب اللوز، والبقلاوة ''. ويرجع هذا الاختيار لان العائلات البوسعادية لا يمكنها التواني عن شرائها ومن غير المعقول أن تجد مائدة تغيب فيها أنواع الحلويات خلال السهرات الرمضانية التي تشهد تبادل الزيارات بين العائلات. هذا إلى جانب استغلال شباب آخر لفرصة تنعم عليهم ببعض المال من خلال بيعهم ''الديول'' والذي انطلق منذ فترة قبيل حلول الشهر الفضيل، فيما فضل الكثير منهم اللجوء إلى بيع الشواء ليلا عبر الكثير من الطرقات حيث لا يخلو شارع من هذه المظاهر التي ألفها سكان مدينة السعادة. فعلا هو شهر لضمان الرزق والظفر ببعض المال من طرف الشباب، لكنه من جهة أخرى يبقى الهاجس الملازم للمواطن خلال أيامه الثلاثين، كما انه شهر للرحمة والغفران بالرغم من العراقيل العديدة التي يتعرض لها المستهلك دائما بسبب تزامنه مع الدخول المدرسي وعيد الفطر المبارك والتضارب في الأسعار التي تشهدها أغلبية السلع والمواد والمستلزمات المدرسية.