غادر الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، شرم الشيخ المصرية بعد مشاركته في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بصفته ممثلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وكان هذا الحضور فرصة لتجديد تضامن الجزائر ودعمها المستمر ووقوفها الكامل إلى جانب الشعب المصري في المرحلة الهامة التي يمر بها، كما تطرق السيد سلال، مع الرئيس السيسي إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية تعزيزها. وقال السيد سلال، في كلمة له خلال أشغال مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري "أؤكد مجددا تضامن الجزائر ودعمها المستمر ووقوفها الكامل إلى جانب الشعب المصري في هذه المرحلة الهامة من تاريخه". وبعد أن وجه "عبارات التحيّة ومشاعر التقدير التي يكنّها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، للشعب المصري الشقيق ولرئيسه"، قال السيد سلال، إن الجزائر "واثقة من قدرة الشعب المصري على تجاوز الظروف الراهنة وبناء مستقبل بلاده". وأضاف بأن الجزائر "مقتنعة بأنه لا يمكن لأي مسيرة تنموية أن تحقق أهدافها ويكتب لها النجاح ما لم تتوفر لها بيئة مستقرة وآمنة، انطلاقا من العلاقة الوثيقة بين التنمية الوطنية الشاملة وانتشار الأمن والسكينة". من جهة أخرى أكد أن الجزائر "وفاء لتاريخها النضالي ولمسؤولياتها إزاء حفظ الأمن القومي العربي، تؤمن إيمانا راسخا بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وفي إيجاد الحلول السياسية بفضل الحوار والتوافق بين أبناء الشعب الواحد". واعتبر أن تحقيق الأمن والاستقرار "لن يتأتى إلا بتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف". وخلص السيد سلال، إلى القول إن المؤتمر الاقتصادي الدولي لشرم الشيخ "يعكس الإدراك بأهمية التعاون الاقتصادي الدولي الذي يشكل قاعدة للمصالح المشتركة، ويؤكد العزم على الارتقاء بالتعاون المشترك للوقوف أمام التحديات التي يواجهها الجميع". وكان السيد سلال، قد حل يوم الخميس بشرم الشيخ مرفوقا بوزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب. واستقبل ممثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، في المؤتمر أمس، مطولا من قبل الرئيس المصري السيد عبد الفتاح السيسي، بشرم الشيخ. وحضر الاستقبال عن الجانب المصري وزير الشؤون الخارجية سامح شكري، ووزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، عن الجانب الجزائري. وتناولت المحادثات "العلاقات الثنائية المتميزة بين الجزائر ومصر، مع التأكيد على الحرص المشترك لتعزيز التعاون والتنسيق من أجل بناء شراكة استراتيجية نموذجية بين البلدين". وتناولت أيضا "تطورات الأوضاع في المنطقة العربية والتحديات التي تواجهها"، حيث تم التأكيد في هذا السياق على "أهمية النهوض بالعمل العربي المشترك". واستأثر موضوع مكافحة الإرهاب بقدر كبير من اهتمام الطرفين خلال هذا اللقاء، حيث تم التأكيد مجددا على موقف البلدين "الثابت والرافض للإرهاب بكل أشكاله وصوره"، مع دعوة المجتمع الدولي إلى "ضرورة تكثيف الجهود للتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد الأمن والاستقرار العالميين". وطلب الرئيس عبد الفتاح السيسي، من الوزير الأول نقل تحياته ومشاعر تقديره للرئيس بوتفليقة. كما أعرب عن تمنياته للشعب الجزائري ب"المزيد من التقدم والازدهار في كنف الأمن والاستقرار والمناعة". كما تحادث الوزير الأول أمس، مع رئيس مجلس الوزراء المصري السيد إبراهيم محلب. وتم خلال المحادثات تقييم التعاون بين البلدين على ضوء الاجتماع الأخير للجنة العليا المشتركة الجزائرية -المصرية الذي عقد بالقاهرة في 13 نوفمبر الماضي. وبالمناسبة أعرب المسؤولان عن ارتياحهما "للعلاقات القائمة بين البلدين"، مشددين على أهمية "متابعة وتنفيذ ماتم الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة، وسبل دفع وتنمية التعاون بين المتعاملين الاقتصاديين في البلدين". كما تناولا تطورات "الأوضاع الراهنة على الساحة العربية والاقليمية والدولية". وحضر اللقاء عن الجانب الجزائري وزير الصناعة والمناجم السيد عبد السلام بوشوارب، وعن الجانب المصري وزير الداخلية مجدي عبد الغفار. من جهة أخرى استقبل السيد سلال، بمقر إقامته بشرم الشيخ وزير المالية الفرنسي ميشال سابان، بحضور وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب. وحسب مصدر من الوفد المرافق للوزير الأول، فقد تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا لاسيما الجانب الاقتصادي و"التقدم الذي تم إحرازه في هذا الجانب". كما تم استعراض الأوضاع الإقليمية والوضع الاقتصادي العالمي بما في ذلك أوضاع أسواق النفط الدولية و"انعكاساتها" على اقتصاديات الدول. وأكد الجانبان "إرادتهما" لرفع مستوى الشراكة الاقتصادية والصناعة إلى مستوى "العلاقات السياسية المتميزة". وبمناسبة تواجده بمصر، استقبل رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء أول أمس، الوزير الأول لاطلاعه على آخر مستجدات القضية الفلسطينية والمواضيع المدرجة في القمة العربية القادمة، إلى جانب العلاقات الثنائية مابين الجزائروفلسطين. كما طلب الرئيس عباس، من السيد سلال، تبليغ تحياته إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. من جانبه جدد الوزير الأول التأكيد على موقف الجزائر "الثابت والداعم والمتضامن" مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لتمكينه من تحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعلى هامش المنتدى أكد رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، أن تنويع صادرات الجزائر خارج قطاع المحروقات "يتطلب وجود المؤسسات الجزائرية بقوة في الأسواق الخارجية". وثمّن مسؤول المنتدى مشاركة رجال أعمال من الجزائر في هذا المؤتمر الذي مكّنهم "من التعرّف على فرص الاستثمار الواسعة في مصر في مجالات عدة أبرزها قطاع الصناعة"، مشيرا إلى أن رجال الأعمال الجزائريين مهتمون بالشراكة المصرية "شريطة أن تقوم على مصالح متبادلة".