أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيد مراد مدلسي ونظيره الفرنسي السيد برنار كوشنير خلال اللقاء الذي جمعهما أول أمس على ضرورة إقامة علاقة استراتيجية بين البلدين ومواصلة الاستثمارات بالجزائر وتعزيزها في ظل الجو السياسي والثنائي الجد ملائمين وذلك من خلال مباشرة عدد من الأشغال الكبرى والمشاريع المهيكلة التي تتيحها السوق الجزائرية الواعدة واعتبر كوشنير في ندوة صحفية مشتركة عقدت عقب المحادثات التي أجراها مع نظيره الجزائري السيد مراد مدلسي التعاون السياسي ضروريا بين الطرفين وعلى المستوى المتوسطي، مشيرا إلى أن فرنسا التي سترأس الإتحاد الأوروبي ابتداء من جويلية القادم ستقدم مشاريع أوروبية لفائدة الضفة الجنوبية للمتوسط والمغرب العربي وإفريقيا، مؤكدا على رغبة بلده في جعل الجزائر شريكا من الدرجة الأولى وفق علاقة استراتيجية خاصة بعد زوال الاختلافات والمشاكل· وفي هذا الإطار أبرز وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي الإرادة السياسية الجزائرية الفرنسية لجعل التعاون بين البلدين علاقة استراتيجية قائمة على مشاريع ملموسة وتصور مستقبلي طموح، مشيرا إلى أن اللقاء الذي جمعه بنظيره الفرنسي سمح بالتطرق إلى كل ملفات العلاقات وبطريقة جد صريحة، حيث اعترف الطرفان بضرورة بذل المزيد من الجهد لتحقيق علاقة استراتيجية في ظل توفر الشروط، منها واقع العلاقات الثنائية التي تسمح بالمضي قدما لجعل التعاون الاقتصادي أكثر من حقيقة· ولم يفوت مدلسي الفرصة دون التذكير بالماضي الذي قال انه من البديهي أنه لا يمكن محوه وان مواقف شجاعة تنتظر الطرفين في هذا الجانب، مبرزا إرادة الرئيسين اللذين حددا إطار التعاون الثنائي وكذا محاوره الكبرى، مشيرا إلى أن الجزائر تعيش اليوم وضعا محفزا يسمح لها ببلوغ أهداف التعاون في ظل الإرادة السياسية التي تصب في اتجاه تقدم معتبر للاستثمارات في الجزائر التي تبقى غير كافية في نظر الطرفين رغم التقدم الايجابي الذي سجلته خلال السنتين الأخيرتين، حيث يبقى الأمر مرتبطا بتنقل الأشخاص لاسيما رجال الأعمال في ظل وجود إرادة عند الطرفين لتحسين شروط منح التأشيرة· وستكون الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الثالث ديسمبر المقبل -مثلما أكده السيد مدلسي- فرصة لتوضيح هذه الإجراءات قصد الوصول إلى حلول ملموسة في الوقت الذي تعتزم فيه السفارة الفرنسية معالجة المسألة بشكل جوهري على غرار الطرف الجزائري الذي يعتزم هو الآخر تسهيل الإجراءات خاصة ما تعلق بمدة إقامة رجال الأعمال· وعلى صعيد آخر تطرق الطرفان إلى مشروع الإتحاد المتوسطي الذي اقترحه الرئيس ساركوزي خلال زيارته الأخيرة للجزائر، حيث أشار مدلسي إلى ضرورة إقناع الكثيرين بأوروبا بهذا المشروع و كذا بالضفة الجنوبية للمتوسط حيث تم استيعاب الرسالة في انتظار الشروع سويا في الخطوات الأولى الضرورية للتأكيد أن الأمر يتعلق بمشروع مشترك يحمله كل من هم قادرون على تزويده بمواردهم وإرادتهم الحسنة منها "البلدان الأوروبية التي يجب جميعها أن تحمله" · وفي هذا الإطار جدد مدلسي التأكيد على أن الجزائر ليس لها تحفظات بشأن تحقيق مشروع الاتحاد المتوسطي الذي ينبغي أن يكون بمثابة أرضية تشاور وتعزيز للعلاقات من خلال مشاريع ملموسة· وفيما يخص الملفات الدولية تطرق الوزيران إلى ملف الصحراء الغربية حيث عبرا عن استعدادهما للعمل سويا في إطار المؤسسات الدولية، معربين عن أملهما في مواصلة مفاوضات مانهاست وتكثيفها بغية التوصل إلى تسوية القضية الصحراوية كما كان ملف الشرق الأوسط محور الشق الدولي للمحادثات التي دارت بين كوشنير ومدلسي الذي اعتبر ندوة أنابوليس المقبلة واعدة في انتظار مضمونها للتمكن من الفصل في ما إذا كان "هذا المسار واعدا وجادا وقادرا على التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية" ·