كشف مصدر دبلوماسي فرنسي أن وزير الخارجية، برنار كوشنير، سيلتقي اليوم نظيره الجزائري، مراد مدلسي، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة ”5+5” المنعقد في تونس. وتابعت ذات المصادر في تصريح لوكالة الأنباء الإيطالية أن لقاء الطرفين الجزائري والفرنسي سيكون مناسبة ل”تهدئة الأجواء” اللقاء إن حدث فعلا يشكل ”اقتناصا فرنسيا” لفرصة لم تتحها الجزائر مؤخرا لباريس لمحاولة تلطيف الجو خاصة بعد ”هفوات” فرنسا الكثيرة، إن كانت حقا هفوات وليس استفزازا، وتأجيل زيارة برنار كوشنير للجزائر التي كانت مقررة في فيفري المنصرم ورفض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استقبال أحد مسؤولي الإليزيه مؤخرا، والذي كان بمثابة تعبير مباشر عن ”غضب” الجزائر من ”السقطات الفرنسية” المتكررة، في وقت تتحدث هذه الأخيرة عن رغبتها في إقامة علاقات متينة مع الجزائر. وقد تكون تصريحات وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، الأخيرة، خلال لقائه مع نظيره الأمريكي، إيريك هولدر، شكلت حقيقة رسالة سياسية إلى فرنسا، حين قال إن ”الجزائر تضع الولاياتالمتحدةالأمريكية في مقدمة الدول التي تريد بناء علاقات معها على أساس تبادل الاحترام والمصالح”. وكانت العلاقات الجزائرية الفرنسية قد سجلت تراجعا مستمرا، وفي أحسن الأحوال جمودا ملحوظا، بسبب المواقف الفرنسية وتصريحات مسؤوليها، سواء ما تعلق بقضية الدبلوماسي الجزائري، زياني حسني أو رهبان تيبحرين وتصريحات كوشنير حول ضرورة رحيل جيل الثورة من الحكم في الجزائر، وأيضا إدراج فرنسا للجزائر في قائمة الدول الخطيرة، كل هذا أضفى برودة كبيرة على علاقة فرنساوالجزائر، في وقت أصبحت تستفيد دول أخرى من هذا التوتر، على غرار الولاياتالمتحدةالأمريكية التي سارعت إلى إلغاء الجزائر من قائمة الدول الخطيرة التي صنفتها فيها هي الأخرى وأرسلت مسؤولا رفيعا إلى الجزائر في أول خرجاته إلى المغرب العربي. وذكرت المصادر الدبلوماسية الفرنسية أن برنار كوشنير، الذي سيشارك في اجتماع ”5+5” سيقوم بمحادثات مع مراد مدلسي ووزير الخارجية التونسي، كمال مرجان، غير أن الاجتماع الثامن لوزراء خارجية دول المجموعة سيناقش عددا من الملفات الرئيسية، منها الدفاع والأمن الداخلي والهجرة السرية، بالإضافة إلى مناقشة الاتحاد من أجل المتوسط الذي مايزال يسجل تعثرات في بعثه ميدانيا. ونقلا عن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، فإن وزراء دول المجموعة المشكلة من الجزائروتونس وليبيا والمغرب وموريتانيا ومن الشمال فرنسا وإسبانيا والبرتغال ومالطا وإيطاليا سيطرحون أيضا نتائج القمة العربية المنعقدة مؤخرا في ”سرت” الليبية، بالإضافة إلى عدد من القضايا الدولية، كالملف العراقي وعملية السلام في الشرق الأوسط وداخليا سيناقش أيضا ملف النقل والتعليم في شمال وجنوب المتوسط.