قام عشرات الشباب والمراهقين من مختلف بلديات بومرداس، بعمليات واسعة لتلوين وتزيين الأدراج والسلالم الموجودة على مستوى إقليم بلدياتهم وأحيائهم، والتي كانت إلى وقت قريب مملوءة بالنفايات والأوساخ. زارت "المساء" بعض الأحياء التي تم تزيين سلالمها، حيث كانت تبدو كلوحات فنية بارزة ترمز إلى عدة معان، فمنها من اختلطت ألوانها بالأحمر، الأبيض والأصفر وأخرى بألوان ساطعة. ولعل ما شد انتباهنا، بلدية الثنية الواقعة شرق عاصمة ولاية بومرداس، بمحاذاة محطة القطار بالثنية، جمال الألوان التي رسمت على طول السلم المؤدي إلى المحطة، وبعد بحث مضن عن أصحاب هذه المبادرة، أكد أحد الشباب ممن ساهموا في عملية التلوين، أن هذه الخطوة قام بها رفقة 5 شباب من بلدية الثنية، وجاءت بعد تنظيفها، حيث تم التفكير في دهنها بألوان زاهية، مشيرا إلى أن الفكرة جاءت من الدول الغربية، مثل فرنسا التي انتشرت فيها الظاهرة بكثرة، تليها بعض الدول العربية، لتنتقل بعدها إلى الجزائر، معلقا؛ «سرعان ما انتشرت الفكرة على مستوى أحياء ببومرداس، تيجلابين وبرج منايل، إذ تحولت الأدراج إلى مساحة لتعبير محبي الرسم عن إمكانياتهم الفنية الجميلة. من جهة أخرى، أرجع محدثنا انتشار الفكرة إلى مواقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك» و»اليوتوب»، حيث ينشر عشرات الشباب مبادراتهم التي تأثرنا بها وقررنا بدورنا القيام بمثلها. لقيت مبادرة تحويل الأدراج إلى تحف فنية، استحسانا كبيرا من قبل المواطنين، وأثنى عليها حتى المختصون في علم الاجتماع، حيث أكدوا أن هذه الظاهرة التي عرفتها العديد من الأحياء الشعبية في الجزائر وباقي ولايات الوطن، جاءت من الثقافة الغربية التي انتقلت عبر مواقع الأنترنت و»الفايسبوك»، إذ تعرف المواقع التي تضم الصور والرسوم إقبالا كبيرا من طرف رواد الأنترنت، هذا الموقع الذي تحول إلى منبر لكل النشاطات والمبادرات الإيجابية والخيرية، ولم يعد خاصا بالتواصل والتعارف فقط، فاختزال المسافات وربح الوقت من السمات الأساسية لهذا الموقع الذي مكّن من الوصول إلى أقصى ولايات الوطن وشجع الشباب على نشر المبادرة الرائعة التي تدعو إلى النظافة والحفاظ على المحيط.