حيا رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، بطولة العمال والعاملات الجزائريين "الذين خاضوا منذ فجر الاستقلال معركة إعادة إعمار البلاد"، وأبرز المكاسب الاجتماعية التي تحققت طوال هذه الفترة، مؤكدا قدرة الاتحاد العام للعمال الجزائريين على الإسهام في الحفاظ على أداة الإنتاج الوطني. كما أعرب بالمناسبة عن قناعته بأن شباب ولايات الجنوب "سيقفون في وجه كل من تسول له نفسه زرع الفرقة بين أفراد الشعب الجزائري". وأكد الرئيس بوتفليقة في رسالة وجهها إلى العمال الجزائريين بمناسبة إحياء اليوم العالمي للشغل بأن الجزائر عرفت منذ الاستقلال إنجازات هامة تحققت بفضل جهود المجموعة الوطنية كلها، ونتج عنها تقدم ملحوظ حتى في مجال ترقية الحقوق والمكاسب الاجتماعية، مبرزا في هذا الإطار استفادة فئات العمال من مكاسب هامة إثر تفريعات أجورهم المتتالية في القطاع الاقتصادي وفي قطاع الوظيف العمومي على حد سواء، كما ذكر بالتحسن المتواصل الذي شهدته المعاشات ومنح التقاعد، نتيجة للزيادات المطبقة في إطار القانون أو بصفة استثنائية. وبخصوص الحوار الاجتماعي، أعرب رئيس الدولة عن ارتياحة لاطراد المشاورات التقليدية بين الحكومة والشركاء الاجتماعيين الاقتصاديين ونوعيتها، مذكرا بأن تلك المشاورات أثمرت في فيفري 2014 بإبرام عقد اقتصادي اجتماعي للنمو أصبح مرجعا في مجال الشراكة الاستراتيجية حول أهداف وأعمال تباشر بالاشتراك قصد تحقيق تنمية البلاد. وبالمناسبة، دعا رئيس الجمهورية كافة العاملات والعمال إلى مواصلة العمل من أجل تجسيد هذا العقد، الذي يتوخى على الخصوص توطيد دعائم الحكم الراشد وتعزيز قدرات تسيير التنمية المستدامة الوطنية وتسريع مسار الاصلاحات الاقتصادية من أجل إعطاء دفع للتنمية في البلاد.
الاتحاد العام للعمال الجزائريين قادر على الحفاظ على أداة الإنتاج الوطني في سياق متصل، أكد رئيس الجمهورية أن الإتحاد العام للعمال الجزائريين قادر في إطار سعيه إلى إيجاد المزيد من الثروة ومناصب الشغل، على الإسهام الحاسم في الحفاظ على أداة الإنتاج الوطني، المتشكلة من مؤسسات القطاع العمومي ومؤسسات القطاع الخاص. وشدد في هذا الإطار على أنه يتعين على هذا الاتحاد الذي يناضل منذ عهد بعيد من أجل هذه الغاية الحاسمة، أن يستمر في إحلالها محل الأولوية ضمن المهمة التي أراد لنفسه الإضطلاع بها، معربا عن يقينه بإمكانية أن ينهض الاتحاد بهذه الغاية بمسؤولية والتزام، "بفضل قدرته على تعبئة العاملات والعمال، وبفضل الإصغاء الذي قد يلاقيه من لدن أرباب العمل والسلطات العمومية". وإذ أبرز المكانة المرموقة التي يتحلى بها الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي يشكل مع أرباب العمل والحكومة شريكا لا يستغنى عنه في مسعى تنفيذ العقد الإقتصادي والإجتماعي، أكد الرئيس بوتفليقة أن هذا العقد يسهم إسهاما لا سبيل إلى إنكاره، في استقرار عالم الشغل واستقرار البلاد، مشددا على ضرورة أن يمر الحل المستقبلي عبر سياسة حازمة تتوخى صب الجهود الوطنية على توسيع معتبر للعرض الوطني من جهة وتحسين إنتاجية العمل تحسينا ملموسا من جهة أخرى. ولفت رئيس الجمهورية في هذا الإطار إلى أن العرض الوطني تراجع كثيرا مع مرّ الزمن، في الوقت الذي ارتفع فيه بشكل كبير الطلب الإجمالي للعاملين الإقتصاديين والاجتماعيين، مشيرا إلى أن هذا الوضع الذي فرض اللجوء المتنامي باستمرار إلى استيراد مختلف المنتجات والخدمات، بتمويل من مداخيل المحروقات، يتعين تصحيحه تدريجيا ومن دون بطء. وشدد الرئيس بوتفليقة في هذا الخصوص على أن الأمر الأهم في سياق تصحيح هذا الوضع يكمن في استعادة السوق الداخلية، من أجل ضمان نمو سليم دائم، فضلا عن تعزيز القدرات الوطنية للإستثمار في الأسواق الخارجية.
شباب الجنوب سيقف ضد من تسوّل له نفسه زرع الفرقة بين أفراد الشعب ولم يفوّت رئيس الجمهورية فرصة تحية الطبقة الشغيلة في الجزائر، دون التوجه إلى الشباب في ولايات جنوب الوطن، والذين "يرفعون مطالب مشروعة على غرار نظرائهم بالشمال"، ليؤكد قناعته بأن هؤلاء الشباب "سيقفون في وجه كل من تسوّل له نفسه زرع الفرقة بين أفراد الشعب الجزائري". وفي سياق إبرازه لوعي الشعب الجزائري الذي "صهرته ووحدته محن مقاوماته الأزلية وكفاحه البطولي من أجل الاستقلال، ذكر الرئيس بوتفليقة بالمقاومة البطولية التي قام بها سكان الجنوب "من أجل إحباط المخططات الرامية إلى فصل الصحراء الجزائرية عن بقية الجزائر غير القابل للتجزئة". ولدى تطرقه إلى التنمية بالجنوب والهضاب العليا التي وصفها ب"المطلب الملح"، أكد السيد بوتفليقة بأن الاتحاد العام للعمال الجزائريين "سيوفق بمعية الحكومة ومنظمات أرباب العمل في جعل الإرتقاء بالتنمية في هذه المناطق غاية من غايات مداولات الثلاثية ومبتغى من مبتغيات العقد الاقتصادي والاجتماعي للنمو". وشدّد في نفس السياق على أن المركزية النقابية قادرة بفضل روح المسؤولية والالتزام التي يتحلى بها مناضلوها، على الاضطلاع بدور حاسم في مرافقة المسار الذي باشرته الدولة ببرامج معتبرة لإنجاز مشاريع في جميع مجالات النشاط، مشيرا إلى أن هذه الجهود الرامية إلى تعزيز المنشآت القاعدية والتنمية البشرية "تظل غير كافية ما لم يواكبها إنشاء للثروة ولمناصب الشغل يتناسب مع حجم القدرات التي تزخر بها هذه المناطق". وربط رئيس الجمهورية تحقيق هذا الهدف، بتجسيد ما ينتظره شباب هذه المناطق، التواق إلى الشغل وإلى تثمير مكاسبه العلمية وكفاءاته وكذا إلى اندماجه الاجتماعي، داعيا في سياق متصل الاتحاد العام للعمال الجزائريين إلى ضم جهوده إلى جهود السلطات العمومية وجهود المجتمع المدني من أجل تنمية كافة القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الفلاحة والسياحة في ولايات الجنوب والهضاب العليا. للإشارة، فإن رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة اليوم العالمي للشغل تلاها المستشار لدى رئيس الجمهورية السيد محمد بن عمر زرهوني خلال التجمع العمالي الذي تم تنظيمه أمس بالقاعة المتعددة الرياضات بولاية الوادي، بحضور وزير العمل والتشغيل والضمان الإجتماعي، محمد الغازي والأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين، عبد المجيد سيدي السعيد.