تحضير مريض السكري لصيام شهر رمضان المبارك، يتطلب منه الاستعداد له، بالتقرب من طبيبه بصفته المفتي الأول له بالصيام من عدمه، لمراجعة حالته الصحية، والتأكد من مواعيد أخذ أدويته، وتبديل أجهزة قياس السكري.. وحتى لا يغفل عنه المريض أو ينساه، بادرت جمعية «مرضى السكري» لولاية الجزائر مؤخرا، بالتنسيق مع المديرية العامة للمكتبة الوطنية، بتنظيم أبواب مفتوحة بمقر المكتبة في إطار التوعية والتحسيس ولفت انتباه المرضى بمناسبة حلول شهر الصيام. وتدخل الأبواب المفتوحة، حسب فيصل أوحدة، رئيس «جمعية مرضى السكري»، في إطار برنامج الجمعية التحسيسي الذي يستهدف التركيز على ضرورة التقيد بالغذاء الصحي المتوازن للمرضى وغير المرضى... إلى جانب تذكير مرضى السكري بما يقع على عاتقهم من التزامات، تحضيرا لاستقبال شهر الصيام، بالاعتماد طبعا على توزيع بعض الكتيبات والمطويات التي تحوي جملة من الإرشادات والنصائح، كما تم تنصيب مكاتب لقياس معدل السكري والضغط الدموي لكل العاملين في المكتبة. وهي المبادرة التي لقيت ترحيبا من قبل الموظفين والطلبة الذين توافدوا على المكاتب طلبا للتشخيص، وحسب سهيلة فرحات أمينة عامة في «جمعية مرضى السكري»، فإن الإقبال على طلب التشخيص يكشف عن مدى الوعي بالجانب الصحي، وهو مؤشر إيجابي وعملهم ينحصر في المزيد من التوعية بتشجيع المواطنين على ضرورة التقيد بالأكل المتوازن وممارسة رياضة المشي بالهرولة للحفاظ دائما على اللياقة البدنية، «المساء» اقتربت من عبد الله عمورة، رئيس الخدمات الاجتماعية بالمكتبة الوطنية في الحامة، الذي تحدث عن أهمية المبادرة قائلا: «بالاعتماد على الخبرة التي تكونت عند «جمعية مرضى السكري» لولاية الجزائر، ارتأينا لأول مرة بالمكتبة كجهاز يعنى بصحة العامل، المشاركة في تحسيس العاملين بضرورة الاهتمام بصحتهم لمواجهة بعض الأمراض المزمنة وتحديدا داء السكري والضغط الدموي، لاعتبارهما يعرفان انتشارا كبيرا في مجتمعنا، من ناحية، ومن جهة أخرى، رغبنا في إحداث نوع من التغيير على برنامج العمل اليومي للموظفين بجعلهم يستفيدون من بعض الأنشطة التحسيسية الصحية»، ويعلق مضيفا «لا يخفى عليكم أنه كلما كانت صحة العامل جيدة كانت مردوديته في العمل عالية». وإلى جانب التشخيص، تم إلقاء محاضرة علمية تناولت بالتفصيل ماهية السكري والتعقيدات التي يشكلها على المريض، حيث قالت المحاضرة سعاد العيداوي، طبيبة مقيمة في طب العمل، على هامش المحاضرة؛ بأن «العامل الجزائري بصفة عامة لا يولي أهمية لوجبته الغذائية، إذ أن أغلب العاملين يلجأون إلى شراء وجباتهم من محلات الأكل السريع ويعودون سريعا إلى مناصب عملهم، وهنا تظهر الخطورة، فالأكل غير الصحي المتبوع بالجلوس لساعات طويلة في العمل يؤدي إلى نتيجة واحدة وهي الإصابة ببعض الأمراض المزمنة التي سرعان ما تظهر تحديدا على بعض الأشخاص الذين يملكون استعدادات تسرع في ظهور المرض، كالبدانة مثلا». وأضافت المتحدثة أن مشكل الغذاء الصحي في مقدور أي كان تجاوزه بتحضير وجبته الغذائية في المنزل وإن تعذر عليه ذلك، يكتفي بتناول حبة تفاح وشرب لتر من الماء، إلا أن ما يباع في محلات الأكل السريع يشكل إغراءات كبيرة، وفي اعتقادي، معالجة هذا الإشكال يتطلب تزود أفراد المجتمع بثقافة غذائية صحية، وهذا لا يتحقق إلا بتنظيم مثل هذه الأيام التحسيسية التي تمكن المواطنين عموما من الاحتكاك بالمختصين والاستفادة من المعلومات الصحية التي يجري تقديمها».