تضاربت المعلومات حول أخبار تم تداولها أمس، حول نشر دول التحالف العربي بقيادة العربية السعودية، قوات برية بمدينة عدن لصد هجمات حركة أنصار الله الحوثية، ومنعها من بسط سيطرتها على هذه المدينة الاستراتيجية. وسارع الجنرال السعودي أحمد العسيري، الناطق باسم عملية عاصفة الحزم إلى نفي تلك الأخبار، وقال إنه لا يوجد أي إنزال بري لقوات التحالف بهذه المدينة اليمنية إلا أنه لم يغلق الباب أمام هذا الاحتمال، وقال إن كل البدائل مطروحة الآن أمام دول التحالف لدعم المقاومة اليمنية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، لضمان الحصول على نتائج ملموسة على أرض المعركة. وأضاف أنه يرفض التعليق على عمليات التحالف حرصا منه على المحافظة على أمن العمليات العسكرية والوحدات التي تنفذها. وجاءت هذه التأكيدات إلى نقيض تصريحات عدة مصادر يمنية بمدينة عدن التي كشفت أمس، عن نشر وحدات برية محدودة العدد بهذه المدينة لدعم القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، على مواجهة مقاتلي حركة أنصار الله الحوثية. وقال مسؤول بميناء ثاني أكبر المدن في اليمن بعد العاصمة صنعاء، بلغة الواثق من معلوماته ولكنه فضّل عدم الكشف عن هويته أن قوة برية عن التحالف العربي محدودة العدد تم نشرها، وإن قوات أخرى ستصل لاحقا لإسنادها في مهمتها. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن إرسال قوات برية إلى اليمن، حيث اكتفت دول التحالف بعد أكثر من شهر بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" بشن غارت جوية على مواقع مقالتي حركة عبد المالك الحوثي. ولم يكشف المصدر اليمني لا عن جنسية هذه الوحدات ولا تعدادها والهدف من نشرها، في وقت أكدت فيه مصادر من لجان المقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور، أن الجنود الذين تم نشرهم بمدينة عدن من أصول يمنية ينتمون للجيش السعودي والإماراتي. ويتأكد أن اللجوء إلى نشر قوات برية التي لم تكن إلا مجرد خيار مطروح دون البت فيه بشكل عملي أن "عاصفة الحزم" لن تحسم إلا عبر تدخل بري كفيل على إرغام الحوثيين على العودة من حيث أتوا، كما أكد على ذلك الناطق باسم هذه العملية الجنرال السعودي أحمد العسيري، في العديد من الندوات الصحفية التي يعقدها. وإذا تأكد نشر قوات برية في مدينة عدن، فإن ذلك يهدف إلى منع سقوطها بين أيدي الحوثيين وخاصة في ظل المعارك المندلعة بينها وبين المقاومة الشعبية للاستيلاء على مطارها الدولي. كما أن الدول الخليجية بدأت تدرك أهمية نشر قوات برية في هذا البلد بعد أن استعصى عليها تحييد مقاتلي عبد المالك الحوثي، رغم الجهد العسكري الذي تبذله الميليشيات المسلحة التي أعلنت ولاءها للرئيس عبد ربه منصور هادي، اللاجئ بالعربية السعودية. ولا يستبعد أن تكون قمة أول أمس، بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد التفاح السيسي، قد تناولت مثل هذه الفكرة وخاصة وأن القاهرة سبق وأن أبدت استعدادها إرسال قوات برية عنها إلى اليمن لوقف زحف الحوثيين الذين أوشكوا أن يبسطوا سيطرتهم على مضيق باب المندب، أحد أهم شرايين الملاحة البحرية في العالم لولا التدخل العسكري السعودي الذي أوقف هجومهم دون أن يتمكنوا من تحقيق غايتهم.