يجمع العديد من تجار اللحوم البيضاء بأسواق العاصمة أن الأسعار ستعرف انخفاضا خلال الأسبوع الأول، مرجعين ذلك الى وفرة الإنتاج وتوقف العديد من المطاعم على طهي الدجاج خلال شهر الصيام وتغيير أنشطتها إلى صنع الحلويات الرمضانية، إلا أن تجار اللحوم الحمراء لم يستبعدوا أن تبقى الأسعار على حالها، كونها شهدت تغيرا طفيفا منذ عدة أيام. وذكر لنا أحد التجار بسوق رضا حوحو (كلوزال سابقا) وهو مربّ سابق للدجاج، أن مئات المربين أعدوا العدة لشهر رمضان ويوفرون إنتاجا يكفي لسد الحاجيات الأساسية من اللحوم البيضاء، مما يرشح الأسعار للانخفاض، مشيرا أن المربين لن يستطيعوا الاحتفاظ بمنتوجهم، ولن يكون خيارهم إلا ترويجه لتجار الجملة، الذين يغرقون السوق فيضطر تجار التجزئة الى التخلص من سلعهم في يومها، هكذا توقع محدثنا الذي صرح لنا آلاف المطاعم التي تغلق أبوابها أو تكتفي بإعداد وجبات الإفطار أو تغير نشاطها، ستقلص طلباتها من اللحوم البيضاء، بشكل يوجه فيه هذا الحجم الى محلات التجزئة. وحسب محدثنا فإن عددا هائلا من المربين بمنطقتي التيطري والقبائل اللتين تمونان العاصمة وضواحيها يعدون بإنتاج وفير وسيغرقون السوق في الأسبوع الأول من شهر رمضان. وفي تجوالنا بسوق رضا حوحو بالجزائر الوسطى اعترف تجار لتجزئة اللحوم البيضاء أن الأسعار لم تتغير بشكل كبير، فسعر الكيلوغرام من الدجاج ارتفع من 280 دج إلى 300 دج وهو في رأيه لن يغير في القدرة الشرائية. لكن التاجر يقر بأنه كلما انخفض السعر، تخلص من سلعته وقبض هامش ربحه، وكلما ارتفع انفضّ الزبائن من حوله وجعله يقلل من معروضاته، مما يكبده خسائر معتبرة، وأكد مصدرنا أنه رغم غلاء أغذية الدواجن وتكاليف التسمين إلا أن المربين لا يتوقفون عن الإنتاج عكس ما روجت له بعض المصادر الإعلامية التي ذكرت أن المربين سيتوقفون عن الإنتاج، أو يقللون منه. تجار اللحوم الحمراء من جهتهم ضبطوا أسعارهم منذ أيام والجديد بالنسبة إليهم أن سعر لحم الغنم والبقر أصبح في نفس المستوى تقريبا، وقد تضاربت التفسيرات بهذا الشأن، حيث ذكر لنا أحد الجزارين أن لحم البقر ارتفع قليلا هذا العام، لأن معظم المواطنين قد يظفرون في أحسن الأحوال بشرائه، مما يجعل الطلب عليه أكثر، فيما أعاد آخرون ذلك إلى غلاء أغذية الأنعام، أما جزار ثالث فأوضح لنا أن سعر لحم الغنم هو الذي انخفض قليلا بسبب لجوء الفلاحين الى التخلص من مواشيهم نظرا لارتفاع الأعلاف. ويعرض لحم الخروف بين 560و600 دج، وفي محلات أخرى بين 620 و650 دج للكيلوغرام الواحد، بينما يعرض لحم البقر بدون عظم ب 650 دج أما الشرائح فتتراوح ما بين 900و 950 دج ويشير من حاورناهم أن الأسعار ستبقى مستقرة خلال شهر رمضان، واستبعدوا أن يطرأ على تغيير، لأن الزبائن الذين يقبلون على شراء اللحوم الطازجة (غير المجمدة) تعودوا على الأسعار منذ أزيد من أسبوعين. للتذكير فإن أسعار اللحوم الحمراء المجمدة وصلت الى 5400دج، وأصبح لها زبائن كثر منذ فتح أبواب استيراد هذه المادة.