كثر اللغط مؤخرا موازاة مع قدوم شهر رمضان حول القدرة الشرائية للمواطن خاصة مع ما تشهده السوق الوطنية من التهاب في أسعار المنتجات الغذائية التي عرفت ارتفاعا وصل إلى نصف سعرها الأصلي قبل أسبوعين فقط من حلول رمضان. وعلى خلاف السنوات الماضية لن تعرف السوق الوطنية هذه السنة لحوم الأغنام المجمدة على خلفية قرار الحكومة تعليق استيراد لحوم الغنم بهدف تشجيع الإنتاج المحلي من لحوم الأغنام. ويعتبر الشهر الفضيل مناسبة للجوء المحتاج إلى هذا الصنف من اللحوم بعد أن سدت في وجهه طرق الحصول على اللحوم الطازجة التي فاقت أسعارها اليوم 650 دينار، مع احتمال أن تعرف ارتفاعا ملحوظا مع حلول شهر رمضان. إسبانيا تغرق السوق بأكثر من 500 طن من لحوم البقر المجمدة كشفت السلطات الإسبانية على لسان الأمين العام للحكومة المحلية كارلوس روبان أول أمس عقب زيارة قادته إلى شركة التبريد وحفظ لحوم الأبقار رفقة عدد من المسؤولين المحليين، أن إسبانيا ستصدر حوالي 500 طن من لحوم الأبقار، وهذا مع حلول شهر رمضان المعظم بداية سبتمبر المقبل، حيث قال في هذا الشأن حسب ما تناقلته وسائل إعلام محلية أمس '' في بداية الأمر سنسعى إلى تسويق هذه المادة مرتين في الأسبوع في بادئ الأمر وهي الكمية التي لا تقل عن 50 طنا في كل دفعة '' ، وأوضح '' أننا نطمح إلى تصدير ثلاث حاويات في النصف الأول من شهر سبتمير. 50 ألف طن من اللحوم المجمدة العام الماضي لم تستهلك كاملة دأبت الحكومة مع حلول كل موسم صيام على استيراد كميات من اللحوم الحمراء المجمدة كما كان عليه الشأن في السنة الماضية، أين تم استيراد كمية لا تقل عن 50 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة، والتي كانت من المفروض أن لا يتعدى سعرها 280 دينارً في السوق المحلية، لكن الواقع أثبت عكس ذلك. وفي هذا الصدد أوضح المتعاملون أن اللحوم المجمدة التي استوردتها الجزائر السنة الماضية والمقدرة حسب إحصائيات الوزارة ب 50 ألف طن لم تستهلك كاملة، بل هناك من اعتبر أن أقل من نصف الكمية بقيت دون استهلاك نظرا لعزوف الجزائريين عن استهلاكها، وهذا لنوعيتها الرديئة حسب شهادة المستهلكين آنذاك، مفضلين التوجه إلى اللحوم البيضاء. وأشارت ذات المصادر إلى أن تجار التجزئة وراء احتكار هذه المادة مما زاد في ارتفاع أسعارها في الأسواق كما حدث السنة الماضية عندما ارتفعت هذه المادة في الأسواق الوطنية، حيث وصلت حتى حدود 400 دج للكيلوغرام الواحد. وإضافة إلى اللحوم المستوردة الإسبانية ستعرف كمية اللحوم المصدرة إلى الجزائر ارتفاعا يفوق 51 ألف طن من اللحوم البرازيلية بداية من السنة الجارية حسب تصريحات أيناسيو الفونسو كروتيز كاتب الدولة البرازيلي للفلاحة والتربية الحيوانية والأمن الغذائي الذي زار الجزائر على رأس وفد من رجال الأعمال البرازيليين شهر جوان الماضي. لحوم مجمدة من '' البقري '' فقط بعد قرار الحكومة القاضي بتعليق الاستيراد الكلي للحوم الأغنام المجمدة من الخارج في شهر ماي الماضي بهدف تشجيع الإنتاج المحلي من لحوم الأغنام الذي مرّ بمرحلة صعبة عرّضت هذه الثروة للخطر بسبب الجفاف، قررت السلطات العليا في البلاد استيراد لحوم البقر تلبية لحاجيات المواطنين في رمضان خاصة الفئات المعوزة التي تلجأ إلى اللحم المجمد بعد الارتفاع الذي تشهده اللحوم على اختلاف أنواعها، حيث وصل سعر الدجاج على مقربة من رمضان 220 دج للكيلوغرام في بعض مناطق الوطن، فيما لا تزال أسعار السمك تعرف ارتفاعا نوعا ما، وسيلهب التجار أسعارها مع بداية شهر رمضان المقبل. وأمام هذا الوضع، استغنى العديد من التجار عن بيع اللحوم المجمدة في رمضان نظرا للعزوف عنها وغياب لحم الغنم المعروف بتربعه على عرش المائدة الرمضانية الجزائرية حتى ولو كان مستوردا. وتشير آخر المعطيات إلى أن الحكومة قررت تعليق ما معدله 650 طن من اللحوم المجمدة شهريا (حوالي 650 ألف خروف)، وخصصت ما يعادل 310 ملايين دولار لحماية ثروتها من المواشي المقدرة ب20 مليون رأس، وذلك بعدما شهدت السوق المحلية أزمة حادة في الأعلاف بسبب موسم جاف. وبين ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية للمواطن يبقى اللجوء إلى استهلاك اللحوم المجمدة خيارا اضطراريا تلجأ إليه الأسر الجزائرية مع كل شهر رمضان.