كشف الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين السيد محمد عليوي، عن تخزين أكثر من 50 ألف طن من اللحوم بنوعيها تحسبا لشهر رمضان المعظم الذي يحل علينا اليوم أو غدا، في وقت اتخذت فيه الدولة جملة من الإجراءات العاجلة للتصدي للمضاربة في أسعار اللحوم الحمراء. وطمأن السيد عليوي في اتصال هاتفي بجريدة "الشعب"، المواطنين الجزائريين بتوفر المنتوجات الزراعية والمواد الغذائية الأكثر استهلاكا في الأسواق الوطنية طيلة شهر رمضان المعظم، غير أنه حذّر من ارتفاع أسعار المواد الأكثر استهلاكا وكذا المواد القاعدية على غرار اللحوم الحمراء والبيضاء، عشية انطلاق الشهر الفضيل بسبب غياب رقابة مصالح قمع الغش ومراقبة الأسعار التابعة لوزارة التجارة. وفي هذا الصدد، دعا مصالح وزير التجارة السيد الهاشمي جعبوب إلى تحمل مسؤولياتها خلال الشهر الفضيل باعتماد نظام مراقبة فعالة يمنع التجار من رفع الأسعار إلى حدود جنونية ويحد من قمع المخالفين لاسيما التجار الفوضويين الذين يتضاعف عددهم يوميا كالفطريات. وأبرز الأمين العام لاتحاد الفلاحين الجزائريين، في هذا الصدد جهود وزارة الفلاحة والتنمية الريفية التي تعمل في كل المواسم على توفير المنتوجات الزراعية الأكثر استهلاكا من خلال تشجيع الفلاحين على الإنتاج ومرافقتهم بوسائل الدعم، إضافة إلى اتخاذها جملة من الإجراءات على غرار تخزين المواد الأكثر استهلاكا كالبطاطا والبصل ليشمل التخزين مؤخرا اللحوم البيضاء في خطوة لتموين الأسواق الوطنية بصفة عادية. وكانت مصالح الوزير رشيد بن عيسى قد وقعت منذ أيام على اتفاقية مع المذابح العمومية والخاصة لتلتزم بموجبها هذه الأخيرة بتخزين فائض الإنتاج في غرف باردة على مستواها، بغية حماية مداخيل مربي الدواجن بوضع الكميات المخزنة على مستوى السوق في أوقات مدروسة، وهذا بغرض حماية القدرة الشرائية للمستهلكين. واتخذت الدولة لمكافحة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء عدة تدابير وإجراءات للحيلولة دون تفشيها وبالتالي الحد من إلتهاب الأسعار وهذا باستيراد اللحوم الحمراء الطازجة التي ستتراوح أسعارها مابين 500 و520 دينار للكيلوغرام الواحد وعن أسعار المنتوجات الزراعية على غرار الطماطم والبصل، أكثر المواد استعمالا في رمضان، سجل السيد عليوي تراجعا في إنتاج هاتين المادتين الأمر الذي سينعكس على أسعارها بالسلب، حيث ينتظر أن تشهد ارتفاعا خاصة في الأسبوع الأول والثاني من الشهر الفضيل، وقد يستمر ارتفاع سعر البصل إلى ثلاثة أشهر القادمة أي إلى غاية جني محصول الصحراء في فصل الشتاء . واعتبر السيد عليوي تذبذب أسعار المواد الزراعية الأكثر استهلاكا بالأمر العادي الذي تعرفه كل الدول لاسيما في مثل هذا الشهر غير أنه بتسجيل وفرة في الإنتاج يمكن أن تضبط أسعار تلك المنتوجات في حدود القدرة الشرائية للمواطن الذي يجد نفسه مجبرا على اقتناء مستلزماته بأي سعر ليسد جوع وضمأ يوما كاملا من الصيام. اللحوم الحمراء ب 800 دج، البصل والبطاطا ب 50 دج والبقية ليست بأحسن حال وفي سياق ذي صلة وبغرض رصد أسعار مختلف المواد الغذائية عشية شهر رمضان المعظم، قامت ''الشعب'' بجولة استطلاعية في بعض أسواق العاصمة رصدت خلالها بورصة أسعار الخضر واللحوم بنوعيها. وما لفت انتباهنا في جولتنا أن الفارق بين أسعار التجار غالبا ما كان 5 دنانير و10 دينار فقط، حيث سجلت مختلف أسعار الخضر ارتفاعا مذهلا حيث يقدر ثمن الكليوغرام الواحد من البطاطا ب 50 دينارا فيما قدرت أسعار الخضروات التي تدخل في صنع طبق الشربة المفضل لدى غالبية الجزائريين في الشهر الفضيل مابين 40 إلى 70 دينارا، حيث يقدر سعر الكليوغرام الواحد من الجزر ب 70 دينارا والقرعة ب 60 دينارا والبصل ب 40 دينارا، الطماطم ب 60 دينارا، أما الفريك فقدر ثمنه ب 200 دينارا للكليوغرام الواحد. الخص وإن عرف سعره انخفاضا محسوسا مقارنة بالشهور الماضية، إلا انه ظل مرتفعا حيث يقدر ثمن الكليوغرام الواحد ب 90 دينارا، أما الزيتون الأخضر فوصل إلى 280 دينار. البرقوق المجفف المعروف باسم العينة والمشمش المجفف وصلا سعرهما إلى السقف، حيث يقدر سعر الكليوغرام الواحد من العينة إلى 380 دينار والمشمش 500 دينار. أما اللحوم الحمراء والبيضاء فحدث ولا حرج، فرغم الإجراءات التي أعلنت عنها وزارة الفلاحة لضبط أسعارهما، إلا أنها لا تزال تشهد ارتفاعا مذهلا حيث يتراوح سعر الكليوغرام من الدجاج ما بين 350 دينار إلى 400 دينار، بينما وصل سعر اللحوم الحمراء الطازجة إلى 850 دينار والمجمدة 500 دينار.