الشاب مولاي ابن حي فيكتور هيغو العريق بوهران، عشق حب الفن من أخيه الأكبر محمد الذي غيّبه الموت عن العائلة، والذي كان يقود فرقة فنية، جمع فيها بين عزفه على القصبة والأكورديون. تأثر الشاب مولاي بالمرحوم الشاب حسني، الذي تابع مسيرته الفنية منذ انطلاقته، تعلّم منه الإحساس بالأغنية، ليتمكن من إيصالها إلى الجمهور، وعلى خطاه يسير ويحضّر للكثير. وحول ما يسعى إليه نقلنا لكم هذا الحوار. ^ لماذا تأخرت في الظهور وأنت في 43 سنة؟ ^^ في الحقيقة بدأت بكتابة كلمات الأغاني منذ سنة 1987 بالرغم من ميولي وقتها إلى الغناء، غير أنني كنت خائفا من رد فعل والدي الذي كان رافضا ولوجي هذا العالم بما أنني أنتمي إلى عائلة محافظة بالرغم من أن أخي الأكبر محمد رحمة الله عليه كان قد سبقني إلى هذا المجال، لكنني لم أكن أريد أن أُغضب عائلتي. ^ ومتى قررت الغناء؟ ^^ بدايتي الحقيقية كانت قبل 5 سنوات، أنتجت خلالها ثلاث ألبومات غنائية كلها موجودة في السوق، يضم كل ألبوم 9 أغاني، أوّلها يضم أغنية تكريمية لشيخ الأغنية البدوية عبد القادر الخالدي تحمل عنوان "بكاني كلام الشيوخ"، والتي قلت في مطلعها: "نسيت قاع قصايدي إلي خلاني ندوخ أي بويا شيخ الخالدي"، من كلمات وألحان الشيخ خلدون هواري. ^ في أي طابع يجد الشاب مولاي نفسه؟ ^^ أجد نفسي في الأغنية الرايوية النظيفة؛ سواء كانت عاطفية أو خفيفة. ^ لماذا لم يسبق لك أن شاركت في مهرجان الأغنية الوهرانية؟ ^^ خلال الخمس سنوات لم أشارك في أي مهرجان؛ سواء الأغنية الوهرانية أو غيرها لسبب بسيط، أنني لم أتلق أي دعوة من أي جهة ثقافية؛ سواء في وهران أو خارجها. ^ من هو الفريق الرياضي الذي تشجعه جمعية وهران أم المولودية؟ ^^ أشجع الفريقين، أتمنى لهما النجاح، وأعدهما بمفاجأة خلال الأيام القليلة القادمة. ^ ما هو جديدك؟ ^^ قلت من قبل أنني أكتب كلمات الأغاني، كما أنني باحث جيد في التراث، وتضم مكتبتي 230 أغنية من نوع الراي النظيف تنتظر من يقوم بإنتاجها، غير أن عزة نفسي تمنعي من عرضها على المنتجين بعدما جربت مرة أن عرضت إنتاجي على صاحب إستيديو بوهران، فلم يكلف نفسه الاستماع إلى أغنية واحدة، وصدني بطريقة مهذبة، وقال لي بأن أغنية القصبة هي الرائجة. ^ وأين يكمن الخلل في رفض المنتجين إنتاج الأغاني النظيفة؟ ^^ الخلل يكمن في غياب ثقافة المناجير الذي يملك خبرة في التفاوض؛ فمن غير المعقول أن يقوم الفنان بهذه المهمة، كذلك هناك مشكلة تتعلق بانسياق المنتجين وراء الربح السريع، وتشجيع لرداءة الذوق الفني للمستمع عن طريق تسجيل حفلات الراي التي يحييها أشباه الفنانين بالملاهي الليلية والتي تحمل كلمات بذيئة لا يليق أن تسمعها العائلات الجزائرية. ^ وما هو الحل في رأيك؟ ^^ الفن رسالة سامية تهدف إلى الإصلاح والبناء لا الهدم، والحمد لله أن هناك العديد من الفنانين بوهران من مغني الراي والأغنية الوهرانية، يسعون مشكورين للوقوف في وجه موجة أغنية الراي الهابطة. وبهذا الخصوص فقد اشتركت مع صديقي الشيخ أبوعبد الله تهامي في كتابة أغنية تحت عنوان "وهران علاش"، تساءل فيها عما آلت إليه مدينة وهران بعدما فقدت على مدار سنوات، الكثير من أبنائها الفنانين والمثقفين، الذين ساهموا في ترقية المشهد الثقافي والفني بها. كما أن ألبومي الأخير يحمل أغنية من كلماتي عن حي المدينة الجديدة العتيق وحي الطحطاحة الذي كان أيام الزمن الجميل ملتقى للشعراء والفنانين والرياضيين، أقول فيها: "المدينة الجديدة شايعة من زمان لسواق والذهب وبيجوترية، اعطيني فصالتك يامول الكتان بلوزة شابة حرة عربية". ^ كلمتك الأخيرة لنا؟ ^^ شكرا ل"المساء"، التي سمحت لي بالإطلال على جمهوري الكريم، أتمنى أن أقدّم الأفضل بالرغم من تأخري الكبير في الغناء، وأعد كل من يحب الشاب مولاي بالجديد.