عبّرت العديد من الشركات الألمانية، عن اهتمامها بالسوق الجزائرية التي تراها خصبة في منطقة شمال إفريقيا، بالنظر إلى الاستقرار الأمني والإمكانيات الاقتصادية التي تتوفر عليها، مؤكدة استعدادها لتقوية الشراكة وإقامة علاقات تعاون تجارية واقتصادية في عدة مجالات، خاصة ما تعلق بالتجهيزات كون ألمانيا بلد رائد في صناعة التجهيزات والمواد الأولوية المستعملة في شتى الميادين. وأكد السيد عبد العزيز المخلافي، ممثل غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية بأن عدة مؤسسات ألمانية رائدة في مجال صناعة التجهيزات والبناء والطاقات المتجددة مهتمة بدخول السوق الجزائرية، نظرا للإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها الجزائر. وأضاف المتحدث في تصريح للصحافة على هامش لقاء الأعمال الجزائري الألماني الذي نظمته الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة أمس، بحضور حوالي 20 مؤسسة ألمانية، أن توسيع الشراكة الاقتصادية بين الجزائروألمانيا سيزيد من حجم المبادلات التجارية في السنوات القادمة. علما أن هذه المبادلات عرفت انتعاشا خلال السنة الماضية 2014، بزيادة قدرت ب20 بالمائة حيث بلغت 6 ملايير أورو. وتمثلت هذه المبادلات في صادرات ألمانيا نحو الجزائر التي خصّت قطاع السيارات وقطع الغيار وغيرها من التجهيزات والآلات، فيما تمثلت صادرات الجزائر نحو ألمانيا في المحروقات. وفي هذا السياق أشار ممثل غرفة التجارة والصناعة العربية الألمانية إلى أن ألمانيا تهتم كثيرا بسوق السيارات الجزائرية التي تمثل أهم صادراتها للجزائر، مؤكدا استعداد بعض الشركات الألمانية للاستثمار في مجال الصناعات الميكانيكية ببلادنا التي تعد ثاني أكبر سوق للسيارات في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا. مضيفا أن ألمانيا تسعى حاليا للتعرّف على واقع هذه السوق والتفاوض حول طريقة الاستثمار من خلال لقاءات الأعمال التي تجمع مسؤولي البلدين. كما أوضح المتحدث بأن رجال الأعمال الألمان المشاركين في هذا اللقاء يتباحثون مع نظرائهم الجزائريين سبل الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، وهم مستعدون لنقل خبرتهم في هذا المجال.من جهته أفاد السيد محمد شامي، المدير العام للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، أن مجال التعاون بين الجزائروألمانيا ليس تجاريا محضا بل يتعداه إلى ميدان نقل التكنولوجيا والاستفادة من خبرة المؤسسات الألمانية الرائدة عالميا والمعروفة بجودة منتوجاتها عالميا. وأشار المتحدث إلى أنه بالنظر إلى العلاقات الاقتصادية التي وصفها بالممتازة بين البلدين، والتي تعكس مستوى العلاقات السياسية منذ زمن طويل فإن الاستثمارات الألمانية بالجزائر لا زالت محتشمة مقارنة ببعض البلدان المجاورة كتونس التي تعرف تواجد عدة شركات ألمانية منتجة، مؤكدا أن الهدف من اللقاءات التي تعقدها الغرفة مع رجال الأعمال الألمان من مختلف الميادين تهدف إلى توسيع هذه الاستثمارات، وجلب المستثمرين الألمانيين لإقامة مشاريع منتجة بالجزائر. وتجدر الإشارة إلى أن لقاء الأعمال هذا جاء بعد اجتماع اللجنة الاقتصادية المختلطة الجزائرية الألمانية الذي انعقد بالعاصمة الألمانية برلين الشهر الماضي، بحضور وزير الصناعة والمناجم عبد السلام بوشوارب، والتي تم خلالها الاتفاق على توسيع التعاون الاستراتيجي بين البلدين، وتسطير خارطة طريق اقتصادية للمرحلة القادمة.