أجمع خبراء في تكنولوجيات الإعلام والاتصال، على أن الإبداع لا يتطلب الكثير من الجهد، كونه مرتبط أساسا بحاجة السوق، إذا يكفي مناخ مناسب ومرافقة لتحويل الأفكار إلى منتجات قابلة للتسويق. كما ربط الخبراء تقدم أي دولة أو قطاع بتحكم المسيرين في تكنولوجيات الاتصال التي تعتبر الجسر الآمن نحو التقدم والعصرنة، مشيرين إلى أن نجاح العديد من المشاريع في أفقر دول العالم راجع إلى استغلال الشباب المبدع لحلول تكنولوجية بسيطة للرد على إشكاليات اجتماعية. وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للاتصالات المصادف ل17 ماي من كل سنة، نظم المتعامل التاريخي في سوق الهاتف النقال أمس، الطبعة الرابعة لمنتدى "موبيليس" تحت شعار "تكنولوجيات الإعلام محرك للإبداع" بهدف تسليط الضوء على أهمية الإبداع والابتكار في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للفرد. وفي كلمته الافتتاحية لأشغال المنتدى أشار المدير العام لفرع "موبيليس" السيد سعد داما، إلى ضرورة إيلاء أهمية لأفكار الشباب المبتكر، من منطلق أنها مقترحة للرد على انشغالات معينة، لذلك يسهر المتعامل في كل مرة على مرافقة الأفكار النيّرة لتحويلها إلى خدمات وعروض تقترح على زبائن المتعامل. من جهته تطرق مدير عام أول مؤسسة متخصصة في الصناعة التكنولوجية، السيد زين صغير، إلى مجموعة من المشاريع التي لقيت رواجا كبيرا في أفقر دول العالم، وهي التي انطلقت من مجرد فكرة بسيط اقترحها شباب بغرض تحسين ظروفهم المعيشية. من جهته تحدث السيد كريم بيبي تركي، وهو مدير أول مؤسسة مختصة في صناعة التكنولوجيات المتطورة، عن الظروف التي يجب أن تتوفر حتى تطور الأفكار البسيطة إلى منتجات قابلة للتسويق، مشيرا إلى أن كل مشكلة تعتبر فضاء خصبا لاقتراح فكرة تضم حلولا بسيطة. كما أن صناعة المحتوى الرقمي لا يمكن أن يكون إلا من طرف شباب مبدع، لذلك يجب التفكير في أحسن السبل لجمع أفكار الشباب وانتقاء أنجعها لتحول إلى عروض استهلاكية. واستغل المحاضرون فرصة اللقاء للحديث عن الفجوة الرقمية بين دول الشمال والجنوب، مؤكدين أن الدول الفقيرة يمكنها أن تتحول إلى دول غنية في حال استغلال التكنولوجيات الحديثة للرفع من مردودها الصناعي والتجاري، من منطلق أن 50 بالمائة من أكبر المؤسسات المنتجة في العالم مبنية على التكنولوجيات العصرية التي أصبحت السبيل الوحيد لتحقيق الأهداف التجارية والصناعية.