يُنتظر أن تحتضن مدينة جنيف السويسرية الخميس القادم، جولة مفاوضات جديدة بين مختلف الأطراف اليمنية، تتناول سبل إنهاء الحرب الأهلية المندلعة في اليمن منذ شهر مارس الماضي.وقال الأمين العام الأممي بان كي مون إن الاجتماع سيسمح بإعطاء دفع جديد لمسار التحول السياسي في هذا البلد، والمساعدة على تقليص درجة العنف، والتخفيف من تداعيات الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها المدنيون في هذا البلد. ولكن الأممالمتحدة لم تحدد ما إذا كان الحوثيون الرقم الفاعل في أية ترتيبات سياسية لإنهاء المعضلة اليمنية، سيشاركون في أشغال هذه الندوة أم أنهم سيقاطعونها. يُذكر أن عبد المالك الحوثي رئيس حركة أنصار الله المتمردة على السلطة المركزية في صنعاء، رفضت المشاركة في مؤتمر الحوار الذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، واشترطت استئناف مسار الحوار تحت إشراف الأممالمتحدة، ومن النقطة التي انتهت إليها في ظل المساعي التي بذلها المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر، ولكنه انتهى إلى تقديم استقالته مباشرة بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها العربية السعودية، ومشاركة ثماني دول عربية منذ نهاية شهر مارس الأخير ضد معاقل الحوثيين في مختلف المدن التي بسطوا سيطرتهم عليها. وإذا كان الحوثيون التزموا الصمت بخصوص مشاركتهم في ندوة جنيف القادمة، فقد ربطت الحكومة اليمنية مشاركتها في هذه الندوة بانسحاب الحوثيين من الأراضي والمحافظات اليمنية، التي بسطوا سيطرتهم عليها منذ شهر سبتمبر الماضي، وكان ذلك سببا في فشل المساعي الأممية لإنهاء المعضلة اليمنية. وقال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين إننا لن نتوجه إلى جنيف إلا إذا حدثت تطورات على الأرض. وكان المبعوث الأممي الخاص الجديد إلى اليمن الموريتاني أحمد ولد الشيخ إسماعيل، عبّر عن أمله في أن يتمكن من إقناع الأطراف المتحاربة بتمديد الهدنة الإنسانية؛ تمهيدا لحوار سياسي جاد، ولكنه نداء بقي بدون صدى بعد أن تجددت المواجهات أكثر من ضارية بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين، وزادها عنفا القصف الجوي الذي تنفّذه دول التحالف العربي على مواقع هذا التنظيم منذ 26 مارس الماضي. وشهدت العاصمة صنعاء أمس أعنف عمليات القصف منذ انتهاء الهدنة؛ مما أرغم المئات من سكانها على مغادرتها خوفا من جحيم عمليات القصف، وخوفا من مخاطر وقوعهم بين فكي كماشة الفرقاء المتحاربين. وأكد شهود من سكان العاصمة أن القصف طال مواقع الحوثيين في شمال وشرق وجنوبالمدينة بما فيها القصر الرئاسي الذي استولوا عليه بداية العام الجاري في انقلاب ضد الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي وُضع رفقة طاقم حكومته رهن الإقامة الجبرية قبل أن يتم الإفراج عنه وقبل لجوئه إلى مدينة عدن في جنوب البلاد، ثم مغادرته اليمن إلى العربية السعودية.