اختتم مهرجان كان السينمائي الدولي دورته الثامنة والستين بعد ثلاثة عشر يوما تنافست فيها العروض السينمائية لنيل جوائز المهرجان. أجمع الملاحظون على أن الحضور العربي وعلى رأسه السينما الجزائرية كان باهتا وهو ما يتطلب إرادة لاستعادة مكانة الفيلم العربي في هذا الموعد الهام الذي شهد إنجازات عربية كبرى خاصة مع العملاقين حامينة والراحل يوسف شاهين. فاز بالسعفة الذهبية هذا العام المخرج الفرنسي "جاك أوديار" عن فيلمه "ديبان"، والذي يطرح في فيلمه تلك القضية الشائكة المتعلقة بالمهاجرين أو الوافدين إلى أوروبا، الباحثين عن حياة أفضل بعيدا عن مآسي الحروب. وقال مخرج الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية، جاك أوديار "أشكر ديبان، بطل فيلمي وجميع الممثلين الرائعين من سيرلانكا وأشكر جويل وايثان كوهين واللجنة التحكيمية وأشكر من ساعدني في إنتاج هذا الفيلم". وفاز بجائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير المخرج اللبناني إيلي داغر عن فيلمه "موج". وقال داغر أيضا "أشكر المهرجان واللجنة التحكيمية التي يترأسها هذا العام المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو" وبذلك فإنها المرة الأولى التي يفوز بها فيلم عربي قصير بالسعفة الذهبية. كما فاز المخرج التايواني "هو هسياو هسين" بجائزة أفضل إخراج سينمائي عن فيلمه "القاتل"، والفيلم تميز بلغته الجمالية السينمائية العالية وتحدث بلغته التايوانية قائلا "سبق أن فزت بإحدى جوائز المهرجان ولكني لا أتذكر عن أي فئة، ولكن جوائز مهرجان كان لها قيمة مهمة وهذا ما يسعدني ويحفزني على المشاركة في هذه المدينة الجميلة". ترأس اللجنة التحكيمية لمهرجان "كان" السينمائي الدولي، الأخوين كوهين ومنحت جائزتها هذا العام للفيلم اليوناني "سرطان البحر" للمخرج يورغوس لنتيموس. أما جائزة أفضل تمثيل رجالي، فقد فاز بها الممثل الفرنسي "فانسنت لوندو" عن دوره في فيلم "قانون السوق" للمخرج استيفان بريزيه، وأهدى جائزته للباحثين عن العمل والحياة. وقال فانسنت لوندو، الممثل الفائز بالسعفة الذهبية لأفضل ممثل رجالي وهو يبكى لفرحته بهذه الجائزة "إنها أهم جائزة في حياتي". وبدا لوندو متأثرا عندما تحدث عن رحيل والدته، وأهدى الجائزة لولديه، كما شكر لجنة التحكيم، وقال "أهدي الجائزة أيضا إلى الذين يعانون من البطالة وللممثلين الذين عملوا معي". جائزة أفضل تمثيل نسائي، والتي قدمها الممثل الفرنسي الجزائري طاهر رحيم، ذهبت مناصفة بين الممثلة "روني مارا" عن فيلم "كارول"، والممثلة الفرنسية "إيمانويل بيركو" عن دورها في فيلم "ملكي" للمخرجة "مايوين". أما الجائزة الكبرى لمهرجان "كان"، فذهبت هذا العام للفيلم المجري "ابن شاؤول" للمخرج لازلو نيميس. وقدمت الممثلة "جين بيركن" جائزة تكريم مهرجان "كان" لدورته الثامنة والستين للمخرجة الفرنسية "أنيس فاردا" تقديرا لإنجازاتها السينمائية. للتذكير، فقد تميزت أفلام هذا العام بتنوعها وإثارتها لشتّى المواضيع الإنسانية منها الحب والشيخوخة والموت والعنف والعودة إلى الماضي.