سيكون لقاء مولودية وهران بضيفها وفاق سطيف بهدفين متباينين، فالفريق الأول يتطلع لمشاركة إفريقية بعد غياب لأكثر من عشر سنوات، ولا مناص من الفوز لتحقيق ذلك مع انتظار إفرازات الجولة الأخيرة، وبالأخص نتائج المنافسين المباشرين على نفس البطاقة، وهما شباب بلوزداد والجارة الجمعية. أما الوفاق فدخل في عطلة مسبقة، واللقاء بالنسبة له تحصيل حاصل بعدما حسم أمر اللقب الوطني لمصلحته، وألحقه بخزانته المليئة بالألقاب والتتويجات، وعليه سيقدَّم إلى ملعب أحمد زبانة منقوصا من أساسيّيه، الذين فضّل مدربهم خير الدين ماضوي إراحتهم لالتقاط أنفاسهم، قبل أن يستعيدهم لتحضير دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا لكرة القدم في النصف الثاني من شهر جوان الداخل؛ لذلك فإن ما يهم زملاء الوهراني براجة، هو تحصيل النقاط الثلاث، التي قد تعبّد لهم طريق العودة إلى الساحة الإفريقية، وهو مطلب كل "الحمراوة"، وأولهم مدربهم الفرنسي جان ميشال كافالي، الذي وضعه كشرط جديد ضمن مفاوضاته لتمديد عقده مع المولودية الوهرانية، ولهذا أصر على لاعبيه التعامل بجدّية كبيرة لنيل الزاد كاملا، حيث حذّرهم من التراخي في الأمتار الأخيرة من البطولة الوطنية؛ "حتى لو لعب الوفاق بلاعبيه الاحتياطيين، فيجب احترامه وعدم استصغاره، وعليكم تجنّب الغرور، واللعب بإرادة قوية، وعدم تضييع الفرصة الأخيرة في نيل بطاقة إفريقية، وأنتم تستحقونها للجهود الكبيرة التي بذلتموها طيلة هذا الموسم"، قال كافالي لأشباله في حصة أول أمس، وهو جزء من عمل نفسي ركزّ عليه منذ عودة الفريق خاوي الوفاض من مواجهة مولودية الجزائر، حتى يرفع من معنويات لاعبيه، الذين كانوا يمنون النفس بنيل نتيجة إيجابية بملعب عمر حمادي، تبقيهم في مركز الوصافة، التي هي عنوان المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا العام القادم. وسيكون كافالي مضطرا للبحث عن حلول في خطي الدفاع والهجوم بعد معاقبة المدافع فريد بلعباس والمهاجم نقاش، وقد يجدها في إرجاع لاعب الوسط العربي إلى الخلف، والدفع بالشاب بن شاعة أساسيا منذ صافرة البداية، وللمرة الثانية على التوالي، في حين سيحتفظ الباقون بمناصبهم؛ نشدة لتوازن التشكيلة، التي تنتظر دعما كبيرا من أنصارها، وتحفيزا من رئيسها بلحاج أحمد المعروف ب "بابا"، كما جرت عليه العادة. "بابا" قلق وكافالي ينتظر تلبية شروطه وليس التحفيز وحده الذي يشغل بال "بابا"، بل كذلك مستقبل مدربه، الذي يريد أن يفصل فيه نهائيا معه مباشرة بعد نهاية لقاء السطايفية، خاصة بعد الإشارة القوية التي بعث بها كافالي إلى رئيسه عبر حصة تلفزيونية، أكد فيها أن مشاعره تميل باتجاه "الحمراوة" ورئيسهم لكن بشروط تتعلق أساسا بظروف العمل، التي يجب أن تلبَّى من قبل "بابا"، الذي تلقّى بقلق تواجد عبد الرؤوف زرابي وكيل أعمال كافالي بالمملكة العربية السعودية لمفاوضة فريقين هناك طلبا بإلحاح خدمات التقني الفرنسي، فضلا عن الشرط المالي لهذا الأخير، الذي طلب من "بابا" تسبيق ستة أشهر مقابل تجديد عقده، وهو ما اعتبره رئيس المولودية شرطا تعجيزيا، مع العلم أن راتب كافالي ارتفع إلى 16 ألف أورو شهريا. .. ويتهم جباري بالتآمر عليه "بابا" وجد نفسه في دوامة ديون جديدة، قد تحرم المولودية الوهرانية من الانتدابات الصيفية، وهو ما حمله على التصريح بأنه يتعرض لمؤامرة من غريمه الرئيس السابق للفريق يوسف جباري، مؤكدا أنه سيقطع عليه طريق العودة لرئاسة المولودية لدحرجتها إلى أسفل، واللعب على البقاء، كما كانت عليه الحال في السنوات السابقة، على حد تعبير "بابا".