كانت نقطة التعادل التي انتزعتها تشكيلة مولودية وهران من أمام مضيفها شباب قسنطينة أول أمس بملعب الشهيد حملاوي، كافية لها للعودة إلى المنصة التي كانت فقدتها لفترة قصيرة، حتى وإن كان ذلك مناصفة مع فريق شباب بلوزداد. ولقد كان المدرب الوهراني الفرنسي جان ميشال كافالي، واضحا في تعامله مع هذا اللقاء ومنافسه القسنطيني، الذي قال عنه بأنه صعب الترويض فوق أرضه، لكنه يعرف طريقة لعبه جيدا، فعمد إلى إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى دفاع فريقه الذي حصّنه جيدا، وقبلها شل تحركات ”السنافر” في خط المنتصف قبل وصول الخطر إلى مرمى الحارس نتاش، الذي كان فطنا طيلة دقائق اللقاء. كما فضّل كافالي تجديد الثقة في نفس التشكيلة التي هزمت الأسبوع الماضي اتحاد الحراش، إلا من لاعب واحد، وهو نقاش، الذي أخذ مدربه بنصيحة طبيب الفريق، وأحجم عن إشراكه منذ صافرة البداية؛ مخافة أن تتفاقم إصابته في الكاحل، ومنح له وقتا قصيرا (ربع ساعة) للعب، وعوّض نقاش زميله براجة الذي استعاد بالمناسبة منصبه أساسيا؛ ما أعطى إضافة واضحة في خط الوسط الحمراوي، الذي أدى ما كان مطلوبا منه، وهو إبطال مفعول الهجمات القسنطينية بعيدا قبل تشكيلها خطرا على مرماهم، وكذلك تخفيف ثقل اللقاء عن الدفاع. وعلى العموم، فإن هذا اللقاء عرف شحا كبيرا في الفرص من الجانبين، حيث غلب عليه الجانب التكتيكي، ليفترق الفريقان بتعادل أرضى ”الحمراوة”، وأغضب ”سنافر” قسنطينة الذين عليهم الاجتهاد أكثر، كي يوقفوا مسلسل إهدار النقاط، خاصة داخل الديار.وكان مدرب المولودية كافالي سعيدا بنقطة التعادل، وبتعقيد مأمورية الشباب، وأثنى كثيرا على لاعبيه واستماتتهم فوق المستطيل الأخضر، وعلى الأنصار لتنقّلهم بأعداد غفيرة لمؤازرة زملاء نساخ، حيث قُدّر عددهم بثلاثة آلاف حمراوي، وهي سابقة في مشوار المولودية الوهرانية في بطولة هذا الموسم. "بابا” يلقى دعما ماديا ومعنويا من زعلان وكان رئيس الفريق بلحاج أحمد المعروف ب ”بابا”، قد تلقّى ردا إيجابيا على طلب مساعدته في مجابهة حاجيات المولودية الوهرانية من السلطات المحلية، وعلى رأسها والي الولاية السيد عبد الغني زعلان، حيث وعده هذا الأخير بالوقوف إلى جانبه لحل مشاكل الفريق، وذلك بتسريع وتيرة رفع التجميد عن الإعانات المخصصة للفريق من قبل الولاية والبلدية، والمقدَّرة بأربعة ملايير سنتيم، وشدّ أزره على الدفع بالفريق لمواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية. وكان رد ”بابا” أن استعدَّ وبكل تحفيز لمزيد من العمل على ما قاله، رد الجميل للمسؤول الأول عن ولاية وهران على حرصه الدائم لمساعدة المولودية ماديا ومعنويا؛ من خلال نيلها مرتبة مشرّفة، والذهاب بعيدا في منافسة كأس الجمهورية، وكذلك لمّ شمل الأنصار، الذين دعاهم إلى الوحدة، وحثّهم على الالتفات حول فريقهم في هذه الفترة بالذات. وحتى رئيس النادي الهاوي الطيب محياوي، أبدى استعداده لمساعدة ”بابا” من خلال الإسراع في تحويل الجزء الأكبر من الإعانات التي ستدخل خزينة النادي الهاوي قريبا، إلى خزينة الشركة الرياضية ذات الأسهم لمولودية وهران. ماكوزو لن يؤهَّل والباب شُرّع لتبادل الاتهامات من جانب آخر، تأكد رسميا عدم تأهيل المنتدب الجديد في فترة التحويلات الشتوية الكونغولي ماكوزو في صفوف المولودية الوهرانية، بسبب التأخر في إرسال ملفه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما فتح الباب واسعا لتبادل الاتهامات بين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، التي ترى بأن الكاتب العام للمولودية توفيق بلحسن، هو السبب في تأخره في تسوية كل الأمور المتعلقة باللاعب الكونغولي على مستوى الاتحادية، واكتفائه بإرساله ملف اللاعب المذكور عبر طرد بريدي. أما بلحسن فيتهم ”الفاف” بأنها هي المتسبب لارتكابها هي الخطأ، وتأخرها في إرسال ملف ماكوزو إلى ”الفيفا”. ويبقى المؤكد هو حرمان المولودية من لاعب كان سيساعد قاطرتها الأمامية على الرفع من فعاليتها، خاصة بعد إعارتها لهدافها وقوّتها الضاربة زعبية محمد إلى فريقه السابق الاتحاد الليبي، وتلك ضربة موجعة ثانية.