أنهى فريق مولودية وهران، أمس، تربصه الذي أقامه بفندق ”تاج سلطان” بالحمامات التونسية، وأقفل راجعا إلى مدينة وهران في رحلة مشابهة للذهاب، بعدما قضى هناك ثمانية أيام من التدريب والعمل الجاد؛ استعدادا للشطر الثاني من البطولة الاحترافية الأولى التي سيدشنها الفريق الوهراني قبل غيره رفقة البطل الإفريقي وفاق سطيف، في لقاء متأخر سيجمعهما بملعب هذا الأخير بعد غد (الجمعة) عن الجولة الأخيرة من مرحلة الذهاب. وقد اختتم الوهرانيون تربصهم بدون لعب اللقاء الودي الثاني أمام فريق حمام الأنف، لرفض مدرب ”الحمراوة” كافالي إقامته في غير ملعب الحمامات، وهو ما رفضه مسيّرو الفريق التونسي. وكانت المولودية الوهرانية قد تفوقت في اللقاء الودي الأول على الترجي التونسي بهدف وحيد من توقيع المهاجم هشام شريف في الشوط الأول، في لقاء تميز بندّية كبيرة. ولقد فرح المدرب كافالي كثيرا بما قال عنها إرادة لاعبيه، ورغبتهم الكبيرة في تقديم أفضل ما عندهم حتى يكونوا جاهزين لاستئناف المنافسة الرسمية واللقاءين القادمين الهامين ضد الوفاق السطايفي وشبيبة القبائل؛ إذ يعوّل التقني الفرنسي على أن يجني وأشباله ثمار تربصهم التونسي، بحصد نقاط ثمينة تعبّد لهم الطريق لبلوغ هدف البقاء باكرا قبل رفع سقف طموحهم إن أمكنهم ذلك، غير أن كافالي يدرك صعوبة المأمورية في ما هو آت؛ ”ما ينتظرنا في بداية مرحلة العودة صعب للغاية، وعلينا الاستعداد لها جيدا، واقتحامها بشكل إيجابي حتى نحصد المزيد من النقاط التي نحافظ بها على ترتيبنا الحسن في البطولة، ورغم علمي المسبق بصعوبة المهمة إلا أنني واثق من قدرات فريقي ولاعبيه، وبالعمل الذي قمنا به في تربص تونس على كسب هذا التحدي”. وجدّد كافالي التأكيد على أنه معجب كثيرا ببعض لاعبي الآمال، الذين يتدربون مع الأكابر، وشاركوهم بعض المباريات السابقة، وقال إنه سيعمل على ترقية آخرين؛ لأن قدراتهم لا شك فيها، وهم قادرون على فرض أنفسهم في الفريق الأول، بحسبه، شريطة مواظبتهم على العمل الجاد، وتطبيق التعليمات التي تساعدهم على تسيير مشوارهم الكروي كما يجب. ومن بين هؤلاء المدافع المحوري الشاب بن شايب حسونة، الذي يشق طريقه بنجاح إلى حد الآن، حيث أثبت إمكاناته في المباريات القليلة التي لعبها في مرحلة الذهاب؛ ”رغم بدايتي الصعبة إلا أنني واصلت عملي بجدية، والحمد لله أن صبري كُلّل بالنجاح، إذ شاركت أساسيا في بعض المباريات. وطموحي لا يتوقف عند هذا الحد، بل أسعى لفرض نفسي في التشكيلة، ومن ثم الفوز بمنصب ضمن المنتخب الوطني الأولمبي، ولا أرى ذلك بمستحيل”، يقول حسونة، الذي يعترف بفضل مدربه كافالي عليه في تطور مستواه، والذي قال عنه بأنه مدرب كبير، وتعلّم منه الكثير، وكذلك زملاؤه بتشجيعهم المتواصل له، ويتمنى أن يمدد رئيسه الحالي ”بابا” عقده الذي سينتهي مع إسدال الستار عن الموسم الكروي الحالي. أما عن التربص الذي كان ينوي المدرب كافالي تمديده إلى غاية عشية لقاء سطيف قبل أن يتراجع عن ذلك، قال مدرب ”الحمراوة” : ”بلغنا أهدافنا من هذا التربص، حيث عمل أشبالي بجدّية، وساعدتنا الظروف المواتية التي وجدناها في مدينة الحمامات بتونس، ووقفت على مدى جاهزية فريقي لمرحلة العودة ولقاء سطيف تحديدا، لكن لا أخفي قلقي من إصابات بعض لاعبينا؛ إذ يُحتمل جدا أن يضيّع حمدادو وبراجة اللقاءات الثلاث الأولى من مرحلة العودة، زيادة على معاقبة زعبية، حتى اللاعبين الجدد المستقدمين لن يكون بوسعي الاعتماد عليهم؛ لأنهم لن يكونوا قد أُهلوا بعد”. وجدّد مدرب فريق الحمري التأكيد على أن أهدافه واضحة مع المولودية الوهرانية في هذا الموسم الكروي، وهو ضمان البقاء في أقرب وقت بالنسبة للبطولة الوطنية، والذهاب بعيدا في منافسة كأس الجمهورية. وعبّر عن رضاه الكبير عن المستقدم الجديد الكاميروني ندومبي، والمخضرم واسطي. وتمنى أن يكون المنتدب الثالث الكونغولي ماكورزو محل ثقته دائما، ولايزال محتفظا بكامل قدراته. أما الكاميروني الآخر دجيدا فصرف عنه النظر الرئيس ”بابا” نهائيا.