دعا مؤرخون ومثقفون وشخصيات تاريخية، الحكومة ووسائل الإعلام وكذا الشعب الجزائري، لاستغلال زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، للجزائر هذا الشهر للمطالبة باسترجاع مدفع "بابا مرزوق" الذي لا يزال أسيرا لدى السلطات الفرنسية منذ 185 سنة، حيث قامت قوات الاحتلال الفرنسي بنقله إلى مدينة بريست الفرنسية، كغيره من الأشياء الثمينة التي استولى عليها المستعمر بالقوة. وتحضّر مجموعة من الشخصيات في إطار لجنة تم إنشاؤها بمبادرة من رئيس جمعية حماية القصبة المجاهد بلقاسم باباسي، لرفع لوائح وشعارات بشوارع العاصمة تطالب فيها هولاند، بتسليم الجزائر مدفع "بابا مرزوق" الذي يعد أسيرا ترفض السلطات الفرنسية تسليمه. ودعت مجموعة من الشخصيات التاريخية والجامعية خلال الندوة التاريخية التي نظمها متحف المجاهد بالجزائر، أمس، حول "قصة مدفع بابا مرزوق" السلطات الجزائرية لاستغلال زيارة الرئيس الفرنسي، المرتقبة خلال الأيام المقبلة للجزائر للتفاوض حول ضرورة استرجاع هذا المدفع الأسطورة الذي ساهم في حماية مدينة الجزائر المحروسة لمدة ثلاثة قرون. وذكر المجاهد بلقاسم باباسي، في هذا السياق بأنه بالرغم من أن رئيس الجمهورية، يساند فكرة استرجاع هذا المدفع، حيث سبق وأن ضم صوته لصوت جمعية إنقاذ القصبة التي قامت بمساع حثيثة لاسترجاع المدفع من فرنسا، فإن "الحكومة وبتعاقب عدة وزراء لم تبذل جهدا في هذا المجال" يضيف باباسي الذي أكد أن "عدة مسؤولين ووزراء في الحكومة الفرنسية من الذين التقى بهم خلال تنقلاته الساعية لاسترجاع المدفع في إطار نضال جمعيته بالتعاون مع أصدقاء الجزائر والثورة في الخارج، أكدوا له بأنهم لم يتلقوا طلبات رسمية مكتوبة تطالبهم باسترجاع المدفع". وهو ما أكده الوزير الأسبق محي الدين عميمور، خلال الندوة والذي تأسف لكون عدة وزراء بمن فيهم هو على حد تعبيره لم يستغلوا مناصب مسؤولياتهم للمطالبة باسترجاع المدفع الذي يعبّر عن تاريخ الجزائر. مضيفا أن الوقت قد حان لاستدراك هذا الخطأ وتكثيف الجهود إلى غاية التمكّن من استرجاعه. وفي هذا السياق ذكر المتحدث بأن رئيس الجمهورية، عبّر عن نيّته في استرجاع المدفع "غير أن الملف لم يؤخذ بجدية على مستوى بعض الجهات"، والدليل على أن الرئيس سلّم عدة مسؤولين فرنسيين الكتاب الذي كتبه باباسي، والذي يروي قصة المدفع خلال الزيارة التي قام بها إلى مدينة نيس الفرنسية، التي احتضنت اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط الذي بادر به الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 2007. وأشار باباسي، إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، لم يكن يمانع فكرة تسليم المدفع للجزائر عقب مراسلته من طرف جمعية حماية القصبة، حيث قام بتسليم الجزائر خاتم الداي حسين وتعهد باسترجاع كل شيء جزائري موجود بفرنسا له علاقة بالحقبة الاستعمارية، غير أن وزارة الدفاع الفرنسية، آنذاك عارضت وأجهضت فكرة شيراك، حيث ألحت على أن البحرية متمسكة به ولا ترغب في التخلّي عنه. كما طالب منشطو الندوة السلطات العليا في البلاد بتكثيف المفاوضات لاسترجاع كل الأشياء المسلوبة من الجزائر إبّان الحقبة الاستعمارية والمقدر عددها ب158 إرثا تاريخيا متواجدا في عدة متاحف أجنبية، منها رؤوس أبطال االمقاومة الجزائرية أمثال الشيخ بوبغلة وبن ناصر منصورة المجود بسوريا.