يُعدّ الفنان المسرحي بوالكره عبد المجيد واحدا من الوجوه المسرحية التي ساهمت في ترقية أبي الفنون بسكيكدة، سواء من حيث الإخراج أو التمثيل أو التأليف. التقته مؤخرا ”المساء” بدار الثقافة ”محمد سراج”؛ حيث تمّ تكريمه من قبل جمعية ”مهرجان المسرح” وكانت هذه الدردشة. من هو بوالكره عبد المجيد؟ وما هي علاقته بأبي الفنون؟ ^^أنا فنان مسرحي وممثّل ومؤلّف ومخرج من مدينة سكيكدة، قصتي مع أبي الفنون بدأت منذ الصغر؛ حيث سكنني وسكنته، فأصبح، بالنسبة لي، كالأكسجين، إلاّ أنّ البداية الفعلية مع المسرح كانت سنة 1979، وبالتحديد بالمسرح البلدي لمدينة سكيكدة، حينها شاركت في أوّل دور أمام الجمهور من خلال العمل المسرحي الذي يحمل عنوان ”الملك المسموم” للمؤلف والمخرج السعيد زنير. وفي 1984 عُيّنت كأوّل رئيس لجمعية الفنون الدرامية، وأنتجت خلال هذه الفترة أوّل مسرحية لي من خلال اقتباسي لمسرحية ”مغامرة أرنوب” للأطفال التي شاركنا بها في المهرجان الدولي لمسرح الطفل المنظّم بنفس السنة بمدينة أرزيو. كما اقتبست خلال نفس الفترة رواية توفيق الحكيم ”عودة الروح”، وشاركنا بها في العديد من المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي نُظّمت بقسنطينة والبليدة وغيرهما. كما ألّفت وأخرجت أيضا سنة 1987 مسرحية ”واش المعمول؟” التي كانت أوّل مسرحية لي يقوم التلفزيون الجزائري بتسجيلها في سكيكدة.. المسرح كان في بداياتي مجرّد هواية، لكن بمرور الوقت اكتشفت أنّه أصبح حبا وعشقا كبيرا، ولي معه علاقة حميمية لا يمكن الاستغناء عنها. ما الذي يشدّك أكثر في العروض المسرحية؟ ^^ما يجعلني أكثر ارتباطا بالمسرح هو الجوّ العائلي الذي يربطني بالممثلين، خاصة عندما كنت رئيسا لجمعية الفنون الدرامية بدون إهمال الجمهور. ولا أخفي عليكم إن قلت لكم بأنّ المسرح جعلني أتعلّم كيف أتحدى الصعوبات والعقبات التي كنت أترجمها بالتأليف والاقتباس والإخراج والإتقان في التمثيل. كيف ترون واقع الحركة المسرحية في سكيكدة؟ ^^صحيح أنّ الحركة المسرحية بسكيكدة تعيش خلال الفترة الأخيرة، شبه ركود حتى لا أقول ركودا، وذلك بسبب غياب الجمعيات الجادة التي كانت في السابق تنشط في هذا الحقل، لكن الأمَرَّ والأدهى من كلّ هذا أنّه بالرغم من امتلاك سكيكدة مسرحا جهويا إلاّ أنّ النشاط المسرحي مايزال يراوح مكانه. في رأيك، ما هي أهم العوامل المساعدة على تطوّر المسرح بسكيكدة؟ ^^أعتقد أنّ تطوّر المسرح - ليس على المستوى المحلي فحسب - يبقى مرهونا بالتركيز على التكوين القاعدي؛ بإنشاء معاهد متخصّصة يؤطرها أخصائيون؛ لأنّ الموهبة وحدها لا تكفي. هل أنت متفائل بمستقبل المسرح؟ ^^بالتأكيد؛ فأنا ملتزم بالتفاؤل بمستقبل الحركة المسرحية، لكن شريطة أن يكون هناك اهتمام فعلي وقرار سياسي يولي عناية تامة بالمسرح؛ من خلال جعله مادة تدرَّس في المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، على غرار التربية الفنية التي تتضمّن الموسيقى والفنون التشكيلية.