عبّر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي في ختام قمتهم المنعقدة بمدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، عن انشغالهم العميق إزاء استمرار حالة الانسداد التي تشهدها المساعي الرامية إلى تسوية النزاع في الصحراء الغربية المحتلة. وأكد قرار تمت المصادقة عليه خلال القمة، على الضرورة الملحّة لإطلاق جهود دولية جديدة من أجل تسهيل التسوية السريعة للنزاع الصحراوي، الذي دخل عقده الرابع بدون أدنى مؤشرات لتسويته. وهو ما جعل القمة التي ذكّرت بالرأي الاستشاري الذي صدر عن محكمة العدل الدولية في 16 أكتوبر 1975، تطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة "بتحديد تاريخ إجراء استفتاء لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية وحماية سلامة الصحراء الغربية، كإقليم غير مستقل من كل عمل من شأنه المساس بسلامته ووحدته الترابية". كما طالبت مجلس الأمن الدولي ب "تحمّل مسؤولياته من أجل وقف الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان، والاستغلال غير الشرعي لموارد إقليم الصحراء الغربية، المدرج ضمن الأقاليم غير المستقلة، والواقعة تحت وصاية الأممالمتحدة". كما ذكّرت القمة ببيان مجلس الأمن والسلم الإفريقي الصادر شهر مارس الماضي، مجددة في هذا السياق، دعمها الكامل للمبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى الصحراء الغربية الرئيس الموزمبيقي السابق جواكيم شيسانو. وفي سياق استمرار التضامن مع القضية الصحراوية، أكد آنطونيو مرتينون سيخس عميد جامعة لالغونة بمدينة تينيريفي بجزر الكناري، مساندة مؤسسته للقضية الصحراوية العادلة. وأعرب مرتينون سيخس خلال لقاء جمعه مع حمدي منصور ممثل جبهة البوليزاريو بجزر الكناري، عن أمله في أن تكلَّل الجهود المبذولة من طرف الأممالمتحدة، بإيجاد حل عادل يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير. من جانبه، أكد المسؤول الصحراوي "استعداد جبهة البوليزاريو الدائم للانخراط في مفاوضات جادة مع المملكة المغربية تحت رعاية الأممالمتحدة؛ من أجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق في دوامة اللااستقرار". وقال إن "هذا الاستعداد لا يقابله في الطرف الآخر غير التعنت والتصلب والعمل على ربح الوقت؛ من خلال سياسة تسويف رافضة لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة". ويأتي تصريح عميد جامعة لالغونة في الوقت الذي تخوض الأم الصحراوية هدي تكبر إضرابا مفتوحا عن الطعام لأكثر من شهر أمام القنصلية المغربية بلاس بالماس بجزر الكناري، مطالبة بفتح تحقيق فوري في ملابسات اغتيال ابنها محمد الأمين هيدالة، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكد رئيس الهلال الأحمر الصحراوي يحيى بوحبيني أن "المساعدات الإنسانية التي صرحت بتقديمها الحكومة الإسبانية في وسائل إعلام إسبانية مؤخرا، لم تصل إلى حد الآن إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين". وأعرب بوحبيني عن "استغرابه" لتصرف الحكومة الإسبانية التي زادت من مساعداتها خلال سنة 2013 لكل من المغرب وموريتانيا ومالي والسينغال، وقلصت بنسبة معتبرة تلك الموجهة لفائدة اللاجئين الصحراويين. وتساءل عن الأساس الذي يتم وفقه تقييم هذه الاحتياجات التي تحصل بموجبها هذه الدول على المساعدات الإنسانية ولا يحصل عليها اللاجئون الصحراويون، الذين هم في أمسّ الحاجة إليها. وذكر المسؤول الصحراوي أن الأمين العام الأممي بان كي مون ناشد في تقريره الأخير وكذا مجلس الأمن الدولي في توصيته الأخيرة، الدول المانحة الإسراع في تقديم المساعدات الغذائية للاجئين الصحراويين. ولفت رئيس الهلال الأحمر الصحراوي إلى أنه يتوقع نفاد مخزون المساعدات الإنسانية بعد شهر جويلية القادم؛ مما ينذر "بخطورة الوضع الإنساني في مخيمات اللاجئين الصحراويين".