فنان فلسطيني شاب، دخل عالم الشهرة بعد فوزه في مسابقة "أراب أيدول" في موسمها الثاني عندما أبهر في مشاركاته الأولى لجنة التحكيم المشكلة من كبار الفنانين العرب على غرار راغب علامة، حمل قضية وطنه منذ كان صغيرا واتخذ الفن سبيلا لإيصال رسائله السامية. تعلق بالأغنية الوطنية منذ نعومة أظافره، فغنى "شذى حيلك يا بلد" وهو في سن ال11، كما غنى لتعليم الأطفال الفلسطينيين في أوبيرات "طلائع فلسطين". اشتهر في سن ال16 بأغنية "عليّ الكوفية" التي باتت من إحدى أشهر الأغاني بفلسطين، هو خريج كلية الإعلام والعلاقات العامة، وكان بإمكانه أن يكون إعلاميا، لكنه فضل الفن كطريق لإبراز قضية بلده والدفاع عن القضايا العادلة... هو الفنان محمد عساف، سفير النوايا الحسنة لدى الأممالمتحدة، الذي زار الجزائر لأول مرة، وشارك في إحياء حفل الذكرى الثالثة لرحيل الفنانة وردة الجزائرية بقاعة العروض "أحمد باي" بقسنطينة، عاصمة الثقافة العربية 2015. جريدة المساء إلتقته بالكواليس وأجرت معه هذه الدردشة. ^ أنت بالجزائر وبالتحديد بقسنطينة، كيف وجدتم المكان؟ ^^ أول مرة أزور الجزائر في الحقيقة هو بلد رائع وقسنطينة كذلك، وصدقا أقولها هي تحية من فلسطين إلى فلسطين الثانية، سافرنا برا من العاصمة إلى قسنطينة ووقفت شخصيا على مدى جمال المناظر الطبيعية بالجزائر وتنوع التضاريس واللوحات الفنية المرسومة على جدران الطبيعة. ^ كيف كان شعورك وأنت تلتقي الجزائريين؟ ^^ موقف صعب حقيقة، فقد تأثرت كثيرا بموقف الجزائريين من قضيتنا وتمسكهم بها، كلما وجدت جزائريا يقول لي فلسطين، في أي مكان أزوره أطرح السلام، يرد الجزائريونفلسطين، حقيقة هذا موقف عظيم ولم أشعر بمثل هذا الإحساس إلا عندكم بالجزائر. ^ كلمة عن مشاركتك في حفل تكريم الراحلة وردة الجزائرية. ^^ أتمنى أن يكون الحفل في مقام الراحلة وردة التي تعلمنا منها الفن الصادق والفن الجميل. الراحلة وردة أدت الأغاني الصادقة والرائعة، هذا الحفل تجسدت فيه لوحة جميلة بمشاركة مجموعة من الفنانين العرب، وأظن أن الفنانة الجزائرية التي حملت راية بلدها أينما ارتحلت، تستحق أكثر من ذلك. ^ كيف تشعر وأنت فنان شاب، بالمسؤولية الملقاة على عاتقك تجاه الجيل الجديد في المحافظة على الهوية؟ ^^ طبعا، لا يختلف إثنان أنه، وفي ظل الانتشار الكبير للفنانين الجدد في الساحة العربية، والجميع يلاحظ ذلك، أصبحت هناك صعوبة في استيعاب الكم الهائل من الأغاني، ومن وجهة نظري فالموضوع ليس كما فقط، وإنما الكلمة الجميلة التي أرى أنها قلّت وكان من المفترض أن يكون لها دور كبير، دون إغفال اللحن الجميل الطربي الذي تقلّص هذه الأيام، نتمنى أن تكون صيحة فنية عربية حقيقة ترجعنا إلى زمن الأغاني الجميلة أيام عبد الوهاب، أم كلثوم والأغاني الرائعة لوردة الجزائرية. ^ وأنت فنان فلسطيني، تحمل قضية، ماذا تقول لنا عن هذه المسؤولية؟ ^^ أنا كفنان، أشعر بهذه المسؤولية، أنا اعتز بفلسطينيتي، وافتخر بقوميتي العربية التي اعتز بها أيضا، كوني فلسطينيا وأحمل قضية، يجعلني دوما أتحمل المسؤولية الملقاة على عاتقي، الفن رسالة سامية تصل إلى قلوب الناس أكثر من أي رسالة أخرى وأتمنى أن أتمكن بهذا الفن من خدمة القضية الفلسطينية التي أضعها دوما في المقدمة ثم تأتي بعدها أهدافي كفنان يرغب في النجاح. ^ هل تظن أن الفنان ملزم بأداء لون غنائي واحد فقط؟ ^^ أنا ضد أن يكون الفنان متقمصا لونا واحدا من الغناء، فالفنان حسب رأي طبعا، يجب أن يكون متنوعا ويرضي جميع الأذواق وأظن أنه من الضروري فقط التركيز على موضع الكلمة الجميلة واللحن الراقي، فهذا الأمر بالنسبة لي شيء مهم. ^ تراجع مستوى الأغنية العربية، هل يعود في رأيك إلى غياب كتّاب كلمات أو ملحنين في المستوى؟ ^^ ليس بالتحديد، فأنا أظن أن هناك طبعا شعراء في المستوى وألحان جميلة ولكن مع هذا فالأغاني صارت اليوم نوعا ما بعيدة عن المستوى المطلوب وبعض الناس أصبحوا يستمعون إلى أغان كلماتها دون المستوى ويظنون أن الأغنية أصبحت مجرد فيديو كليب ومجموعة من البنات يرقصن وفقط، الموضوع ليس بهذا التصور، فالفن رسالة يجب أن تؤدى ولها هدف مثلها مثل الحب. ^ هل تعرف الطبوع الغنائية الجزائرية وهل فكرت في أداء أغنية جزائرية؟ ^^ بالتأكيد، وأظن أن أغنية الراي أخذت حيزا كبيرا وصنعت لنفسها مكانة مرموقة على المستوى العالمي وليس المحلي فقط، يشرفني وأتمنى من الفنانين الجزائريين أن يجدوا لي أغنية جزائرية لكي أؤديها، فأنا متفتح على اللهجات وسبق أن غنيت عدة لهجات، وهو الأمر الذي جعلني أترشح لعدة جوائز دولية منها "الأم.تي.في"، كما تشرفت بأداء أغنية "يالا يالا" في كأس العالم في 2014 بالبرازيل. ^ نرفع هنا في الجزائر شعار نحن مع فلسطين ظلمة أو مظلومة، كيف تنظرون إلى موقف الجزائر من القضية الفلسطينية؟ ^^ حكيت ولا زلت أحكي، حقيقة نحن والله نحبكم كفلسطينيين، ونرى في الجزائر بلدا حبيبا كما نرى فلسطين، وجدت وزيادة على ما نراه في الإعلام، أن فلسطين موجودة حقيقة في الجزائر، الجزائر بلد عظيم ويكفينا فخرا أن ترفع أعلامنا في ملاعبكم وأن تكونوا سفراء للقضية الفلسطينية في أكبر المحافل الدولية وفي أكبر الملاعب، أقول لكم شيئا، والله بكيت بحرقة في مقابلة الجزائر ضد ألمانيا بمونديال البرازيل 2014، كان شعور فرحة ممزوج بالاعتزاز والفخر العربي. ^ ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي تصب الرمل على رأسك بدل الماء خلال الحملة العالمية لصب دلاء الماء، ما تعليقك؟ ^^ هو أحد أنواع الرسائل التي حاولت أن أقدمها للعالم، فخلال تلك الفترة التي انتشرت فيها موجة صب دلاء الماء المتجمد على الرؤوس، كانت وقتها أزمة أهلنا في غزة وفي فلسطينالمحتلة، حاولت أن أجسد حالة المواطن الفلسطيني الذي كانت تهدم على رأسه المنازل و تقع عليه الحجارة والتراب. ^ بالعودة إلى الجانب الفني، ما هي مشاريعك الجديدة؟ ^^ لدي مجموعة من المشاريع، هناك ألبوم صدر هذا العام بعنوان "عساف" وأحضر للألبوم الثاني الذي سيضم مجموعة من الأغاني، سأتعامل مع عدة فنانين في مصر وسأصور فيديو كليب لأغنية "أيوه ها غني" كلمات ملك عادل وألحان محمد رحيم وسيكون في شوارع مصر وبين المصريين.. لدي كثير من عروض التمثيل في التلفزيون والسينما، كما أبرمج لزيارة ثانية للجزائر وسأكون ربما حاضرا بمهرجان تيمقاد. ^ كلمة لجمهورك بمناسبة شهر رمضان الكريم... ^^ لا يسعني إلّا أن أتقدم بالتهاني الخالصة لكل الأمة العربية والإسلامية، أتمنى أن يسود السلام في كل البقاع التي تشهد حالة توتر وأقول لهم كل عام وأنتم بخير وإن شاء الله يعاد علينا وعليكم بالخير والصحة والهناء وعلى فلسطين الحبيبة.