انطلقت، أمس، عملية التصحيح النموذجي لأوراق إجابات المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا، قبل الشروع، هذا الثلاثاء، في التصحيح الفعلي عبر 71 مركزا للتصحيح، وتحت إشراف 55 ألف أستاذ. وتأتي هذه العملية بعد الانتهاء من عملية التجميع والإقفال على مستوى 16 مركزا، فيما يواجه الأساتذة المصححون هذا العام، وضعية استثنائية بعد الخطأ الذي حصل في سؤال مادة اللغة العربية في اليوم الأول من الامتحان وعمليات الغش التي سُجلت ببعض مراكز الامتحانات، والتي أخلطت أوراق المصححين المطالَبين بأخذ ما حدث بعين الاعتبار، كما طلبت منهم وزيرة التربية نورية بن غبريط. وما يميّز العملية هذه السنة، دخول وسائل تكنولوجيات الإعلام والاتصال على الخط، التي صنعت الحدث على صفحات الصحافة الوطنية ومواقع شبكة التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها الفايسبوك، التي خلقت جوا من الفوضى والتشويش على التلاميذ المترشحين؛ ما أثار نوعا من التخوف لدى هؤلاء من عملية التصحيح، وبعدها النتيجة المنتظرة في 10 جويلية كأقصى أجل. وبخصوص عملية التصحيح النموذجي التي انطلقت أمس لتدوم يومين كاملين قبل أن ينطلق التصحيح الفعلي عبر 71 مركز تصحيح على المستوى الوطني، يقوم أساتذة معينون قبل انطلاق عملية التصحيح النموذجي، بدراسة الأجوبة دراسة دقيقة ومقارنتها بسلّم التنقيط المعتمد، على أن يتم الاتفاق على تصحيح واحد في تمرين معيّن وفي مادة معيّنة، ليسلَّم بعدها للخلية المركزية للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات؛ بغية إحداث توافق بين كافة مراكز التصحيح والأساتذة المصححين أنفسهم، والبالغ عددهم 55 ألف مصحح. ويوضح مسؤول بيداغوجي أنه يتم تدريب كافة المصححين على ما يُصطلح عليه بالتصحيح النموذجي، ليقوموا في بداية الأمر بدراسة سلّم التصحيح وتوزيع النقاط التي يتم عرضها على السبورة، لكي يكون كل مصحح مطّلعا أتم الاطلاع على كل احتمالات الإجابات لتفادي الاختلاف في أوجه النظر، وذلك بحضور كل من رئيس لجنة المادة والأستاذ المقوّم، ليتم الشروع بعدها في تصحيح عيّنات لأوراق إجابات بشكل جماعي، من خلال تصحيح 20 ورقة إجابة للمترشحين على الأقل. ويضيف المسؤول أنه عند انطلاق التصحيح الفعلي يسلّم رئيس لجنة المادة للمصحح 160 ورقة إجابة، يقوم بتصحيحها خلال 4 أيام، وقد تدوم العملية 6 أيام كاملة، حسب خصوصية كل مادة؛ على اعتبار أن الوقت الذي يستغرقه المصحح في تصحيح ورقة إجابة المترشح شعبة آداب وفلسفة في مادة الرياضيات على سبيل المثال، ليس نفسه بالنسبة لتصحيح ورقة إجابة لمترشح شعبة رياضيات في مادة الرياضيات. ويستغرق التصحيح الأول ستة أيام، إلا أن التصحيح الثاني يكون أقصر مدة من الأول؛ إذ يمكن للمصحح استكمال العملية في ظرف أربعة أيام؛ كونه تعوّد على التصحيح. وأما التصحيح الثالث فقليلا ما يتم اللجوء إليه من قبل الأساتذة؛ ما يسجل أحيانا صفر تصحيح ثالث. وحتى إن تم اللجوء إليه وكان الفارق بين التصحيحين الأول والثاني في الشعب الأدبية أربع نقاط و3 نقاط ونصف في المواد العلمية والتقنية، فإنه يتم عرض ورقة إجابة المترشح في هذه الحالة فقط على الأساتذة الأكفاء، الذين يتمتعون بخبرة طويلة في ميدان التصحيح ولديهم سمعة طيبة في الوسط التربوي. وبعد الانتهاء كلية من عملية التصحيح، يتم إرسال علامات المترشحين في كل المواد، إلى مركز التجميع والإعلان عن النتائج الموجودة على المستوى الوطني، لجمع النقاط وإعداد المعدلات وقوائم الناجحين والراسبين، على أن يتم بعدها نزع الإغفال واستبداله برقم تسجيل المترشح، شرط أن تبقى الأوراق بمراكز التصحيح. للإشارة، اجتاز امتحان البكالوريا دورة جوان 2015، أزيد من 657 ألف مترشح؛ أي بزيادة قدرها 23 بالمائة مقارنة بالدورة السابقة، على أن يكون الإعلان عن نتائج البكالوريا في حدود 10 جويلية القادم، علما أن دورة هذه السنة عرفت قرار وزارة التربية الوطنية، القاضي بإلغاء ما يسمى بالعتبة.