تتواصل ردود الفعل الدولية المرحّبة بتوقيع تنسيقية حركات الأزواد على اتفاق السلم والمصالحة بمالي، داعية إلى ضرورة تجسيد الاتفاق على أرض الواقع، في حين أشادت بجهود الجزائر التي قادت الوساطة الدولية من أجل إيجاد التسوية لأزمة مالي. فقد رحبت تركيا بهذا التوقيع، مشيدة بالدور الذي لعبته الجزائر من خلال قيادتها لفريق الوساطة الدولية، مقدمة ”تهانيها” لكل الأطراف خاصة ”الحكومة المالية وكذا الجزائر وكل الذين ساهموا في تسهيل الحوار؛ من شركاء إقليميين ودوليين والذين شاركوا في هذا الإنجاز”. وأكدت الحكومة التركية أمس في بيان لها تلقت وأج نسخة منه، على ”أهمية هذا التقدم المحقق في الحفاظ على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لدولة مالي، كما أنه يحمل مسؤولية قيمة لكل الأطراف فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها البلاد”. وأوضح المصدر أن ”الانخراط التام في الترتيبات التي يتضمنها الاتفاق، من شأنه أن يحشد المزيد من الجهود من أجل تحقيق التنمية والرفاه في البلاد”. كما أبدت أنقرة من خلال البيان، التزامها بمواصلة تقديم الدعم للماليين ومساندة المبادرات الدولية في هذا الاتجاه. كما أشادت الحكومة البريطانية أمس، بدور الجزائر في قيادة اتفاق السلم والمصالحة في مالي الذي تم توقيعه بباماكو، من طرف تنسيقية حركات الأزواد. وفي بيان لوزارة الشؤون الخارجية البريطانية، نشرته عقب التوقيع على هذا الاتفاق المنبثق عن مسار الجزائر أعرب الوزير البريطاني لإفريقيا، السيد جيمس دودريج، عن ارتياحه بشأن التوقيع عن هذا الاتفاق من قبل كل الأطراف المالية. وأضاف الوزير يقول ”أشكر فريق الوساطة الدولية لا سيما الجزائر لقيادتها لمسار السلم والمصالحة”. داعيا ”كل الأطراف في مالي إلى العمل سويا من أجل تطبيق شامل وملائم للاتفاق”. وأشار البيان إلى أن المملكة المتحدة مستعدة ”للعمل إلى جانب الشركاء الدوليين لدعم الاتفاق”. من جهته، نوّه وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان، بعمل الوساطة الجزائرية من أجل تسوية الأزمة المالية، مضيفا أن فرنسا ستتأكد من أن الحكومة المالية ستقبل وجود جماعات في الشمال ضمن عملية إعادة هيكلة الجيش المالي. وأكد وزير الدفاع الفرنسي في حديث خص به صحيفة ”لوموند” في طبعتها التي صدرت أمس، ”أود أن أنوّه بعمل الوساطة الجزائرية، وسأتأكد من السير الحسن للامركزية التي تم الإعلان عنها، وأن الحكومة المركزية ستقبل وجود جماعات بالشمال ستندمج ضمن إعادة هيكلة الجيش المالي الجارية”. وقال لو دريان إن ”فرنسا كسبت الحرب في مطلع 2013، وها نحن نحقق السلم”، مضيفا أن المواجهة المسلحة تُوجت بتسوية سياسية عكس الوضع في ليبيا. للتذكير، وقّعت تنسيقية حركات الأزواد يوم السبت الفارط بباماكو، على اتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر. وتم التوقيع على اتفاق السلم والمصالحة في مالي في 15 ماي المنصرم من طرف الحكومة المالية والحركات السياسية العسكرية لشمال مالي، المنخرطة في ”أرضية الجزائر” وفريق الوساطة الدولية بقيادة الجزائر. ووقّعت تنسيقية حركات الأزواد ممثلة في السيد سيدي إبراهيم ولد سيداتي، اتفاق السلم والمصالحة الوطنية المنبثق عن مسار الجزائر للحوار في 20 جوان الجاري بباماكو، بحضور وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة ممثل الجزائر التي قادت الوساطة الدولية في المفاوضات بين الفرقاء الماليين.