توعد الفريق خليفة حفتر، القائد العام للقوات المسلحة الليبية أمس، مختلف التنظيمات الإرهابية الناشطة في ليبيا برد قاس بعد مقتل أكثر من 20 جنديا في كمين نصب لهم ببلدة عين مارة بمدينة درنة في شرق البلاد. وقال حفتر الذي قدّم تعازيه لأسر الجنود الذين سقطوا في هذا الكمين الأعنف من نوعه أنهم "لقوا ربّهم في معارك الشرف والكرامة من أجل تطهير ليبيا من الإرهاب "الداعشي" الذي عاث في الأرض فسادا". وقتل الجنود الليبيون عندما حاولت وحدات تابعة للجيش الليبي السيطرة على مدينة درنة بعد الانتكاسة العسكرية التي مني بها تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا في هذه المدينة على يد مليشيات محسوبة على قوات "فجر ليبيا" التي تسطير على العاصمة طرابلس، وتكن العداء للجنرال حفتر والحكومة التي يقودها الوزير الأول عبد الله الثني في مدينة طبرق. وجاء وعيد المسؤول العسكري الأول في الجيش الليبي في وقت فشل فيه برناردينو ليون، المبعوث الاممي الخاص الى ليبيا في إقناع الفرقاء الليبيين بالتوصل الى أرضية حول مسودة الاتفاق النهائي الخاص بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا. وعقد برلمان طرابلس اجتماعا لأعضائه بالعاصمة الليبية في نفس الوقت الذي عقد فيه برلمان طبرق اجتماعا مماثلا من أجل بحث الموقف. وفشلت أطراف الأزمة الليبية رغم الضغوط الدولية الممارسة عليها من أجل الإسراع في التوصل إلى اتفاق نهائي رغم التفاؤل الذي أبداه المبعوث الاممي الخاص بقرب موعد طي صفحة الصراع في ليبيا، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية مهمتها التحضير لانتخابات عامة. وحسب تسريبات فإن مليشيا "فجر ليبيا" المحسوبة على حكومة طرابلس، رفضت مسودة وثيقة المصالحة التي تقدم بها المبعوث الاممي بمبرر أن القبول بها كما هي يعتبر خيانة كونها ستكرس العودة إلى نظام ديكتاتوري تحت وصاية الأممالمتحدة. وشهدت العاصمة طرابلس نهاية الأسبوع تنظيم مظاهرات أمام مقر المؤتمر الوطني العام، رفض المشاركون خلالها مضمون المسودة الرابعة التي قدمها برناردينو ليون، للفرقاء قصد إثرائها والتصديق عليها.