ينظم المجلس الأعلى للغة العربية، بالتنسيق مع مؤسسة عبد الحميد بن باديس، ملتقى دوليا بعنوان «دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على اللغة العربية وأثره في الهوية اللغوية». وجاء في ديباجة الملتقى، أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، هي من بين الحركات الإصلاحية ذات الوجهة التربوية والتعليمية التي ظهرت في الجزائر الحديثة، والتي لا تزال جهودها الأولى تثير الكثير من الآراء والأحكام، خاصة إذا ما أخذ في الحسبان، السياقات التاريخية والاجتماعية المصاحبة لنشأتها وعملها وكمّ المضايقات الاستعمارية التي واجهتها. ونظرا للدور الهام الذي لعبته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إبان فترة الاستعمار الفرنسي وما قامت به من تدبير سؤال الهوية اللغوية ما بعد الاستقلال، إلى جانب تلك الأعمال الجليلة التي قدمها مريدوها في مختلف المجالات، قرر المجلس الأعلى للغة العربية رفقة جمعية العلماء المسلمين، عقد ملتقى علمي بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، في مدينة الجسور المعلقة، تقديرا لجهود مؤسسيها الذين خدموا الشأن العام الوطني، حيث بذلوا ما في وسعهم، كل الجهد من أجل الحفاظ على المواطنة اللغوية بجميع أبعادها. وسيناقش الملتقى الذي حدد تاريخ تنظيمه، أيام 24 و25 و26 نوفمبر من السنة الجارية، سؤال البعد اللغوي في فكر أعضاء الجمعية وتقييم منهجهم في التأسيس لسياسة لغوية قائمة على تعليمية القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية وكذا قراءة آلياتها في هندسة تخطيط لغوي بشموليته وآفاقه، إضافة إلى الوقوف على جدوى تركيزها على الأبعاد التشريعية والتعليمية والإعلامية وإدراج ذلك كله ضمن المنظومة المتكاملة لعناصر الهوية الوطنية الأخرى. كما سيتم خلال هذه الفعاليات، طرح الإشكالية التالية: ألا يمكن تفعيل مشروع جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومنهجها في البعد اللغوي؟ وما مدى فعاليته في ظل المعطيات الجديدة والمتغيرات الأخرى؟ وما هي الآليات التي يمكن بها تجسيد هذا المشروع؟. أما عن أهداف الملتقى فتلخصت في النقاط التالية: تسليط الضوء على أهمية الحضور الفعلي للغة العربية في المجتمع الجزائري وتعزيز مكانتها كمقوم للهوية الوطنية، إبراز الدور الإصلاحي للجمعية وأسلوبها في الحفاظ على اللغة العربية، تبيان دور علماء الجمعية في التعامل مع المسألة اللغوية تأصيلا وتطبيقا، دراسة إمكانية تحيين تجربة الجمعية في خدمة اللغة العربية على صعيد القطاعات المجتمعية الحيوية والنظر في تأسيس بيبلوغرافيا أكاديمية بالأعمال اللغوية والأدبية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. في المقابل، حددت محاور الملتقى كالآتي: واقع اللغة العربية في الجزائر قبل نشأة الجمعية، مقام اللغة العربية في الترتيب العالمي لأبعاد الهوية عند جمعية العلماء، خلفيات البعد اللغوي وآفاقه عند الجمعية باستحضار رؤية أكثر عمقا لعناصر السياق التاريخي، دراسة نقدية تقييمية لجهود الجمعية في التعامل مع مقوّم اللغة كرافد للمواطنة اللغوية، موقع الأعمال اللغوية لرجال الجمعية واتباعها في الدراسات الأكاديمية والمنظومة التربوية وفلسفة الجمعية إزاء البعد اللغوي ومدى صلاحية آلياتها للتحيين. كما تم تعيين أعضاء اللجنة العلمية للملتقى وهم: نائب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية؛ علي طالب، رئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس؛ عبد العزيز فيلالي، إضافة إلى الدكاترة صالح بلعيد وعبد الرزاق بلغيث وخير الدين شريف، أما عن آخر أجل لاستقبال الملخصات فحدد يوم 30 جوان 2015، في حين أن آخر أجل لاستقبال المداخلات الكاملة سيكون يوم 30سبتمبر من نفس السنة.